نشرت في المقالة السابقة النقاط العشرة التي اعتمدتها هيئة دعم وتنظيم الحزب الاتحادي والتي لو وجدت طريقها للتنفيذ يومها في عام 86لكان الحزب في قامة حزب المؤتمر الهندي ولكان السودان شأن أخر ولكن انظروا كيف عمل الميرغني لإجهاض المشروع بعدان ضمن وقوف الأمين العام الشريف زين العابدين الهندي داعما له برفضه مشروع ا لهيئة الذي استهدف جمع كل الفصائل والاتحاديين وقوى الوسط بلا استثناء في مؤسسة ديمقراطية لم يكن أمام الميرغني طريقا ليعلن رفضه لقيام المؤتمر وفق خارطة الطريق التي تضمنتها النقاط العشرة حسب الإعلان الذي صدر عن الهيئة يوم 21 أكتوبر 86 فما كان منه إلا أن يفكر في إجهاض المؤتمر يتبنى دعوة وهمية لانعقاد مؤتمر للحزب في يناير 87 ولما سلمت الهيئة الخمسينية للحزب خطابا معنون للامين العام للحزب بتاريخ 6ديسمبر 87 تطلب من الهيئة عدم عقد مؤتمر متعجل لا يجمع كل الفصائل الاتحادية وقوى الوسط بعد أن تنتظم قاعديا لإنجاح مشروع لم الشمل وبناء مؤسسية ديمقراطية سارع الميرغني بإصدار بيان يوم 12-يناير أعلن فيه عن عقد مؤتمر عام لحزبه وتضمن الإعلان تكوين لجانه ومهام تلك اللجان وهو البيان الذي اتبعه بتجمع أنصاره في الكلاكلة بعد أربعة أيام من البيان والذي ألقى فيه خطابه الشهير لمحاربة مشروع الهيئة والذي نشرته صحيفة الأضواء المقربة منه كاملا والذي أكد فيه مزايدته بعقد المؤتمر الخاص به وتحت إشرافه والذي وظفه لإجهاض مشروع الهيئة بعد أن تأكد موقفه الرافض للوحدة والديمقراطية وما أن حقق إجهاضه للمشروع حتى صرف النظر عن مؤتمره الذي حدد له يناير موعدا والذي لم ينعقد حتى انهارت الديمقراطية الثالثة يوم 30 يونيو 89 إلا أنكم سترون العجب عندما تقفون على مؤتمره الخاص الذي عقده في المقطم في 95 وسترون العجب في حلقة قادمة. ولعلني أقتطف من بيانه بتاريخ 12 يناير الفقرة التي قال فيها(لقد عكفت خلال الشهور الماضية على الدراسة العلمية الجادة لقيام المؤتمر ) وواصل في البيان مبشرا بان ما اسماها اللجنة العليا للمؤتمر إنها اتخذت العديد من القرارات لعقد المؤتمر وتكوين لجان على رأسها لجنة الإعلام والتنظيم والاستقبال لمؤتمر لم ينعقد حتى اليوم بعد أن حقق ما هدف إليه. ووقع على البيان بصفته زعيم الحزب قبل أن ينصبه المؤتمر زعيما له ثم كان خطابه باحتفال الكلاكلات الذي نشرته جريدة الأضواء يوم 16 يناير بعد أربعة أيام من البيان وجاء فيه العجب وليت المساحة تسمح بإعادة نشره كله إلا إنني مجبر للوقوف عند بعض فقراته للأهمية. 1- قال في خطابه( إنني منذ أن آلت إلى مسئولية العمل الوطني وتنظيمه والإشراف عليه ورعايته على اثر وفاة مولانا السيد على ومن بعده الشهيد الرئيس إسماعيل الأزهري _- حلوة الشهيد- أخذت أفكر بجدية لتحمل المسئولية الوطنية وقيادة المقاومة الشعبية للنظام المايوى ) إلى أن يقول ( كنت على صلة يومية بالمقاومة الشعبية داخل البلد حتى نهاية النظام) حلوة ولكن أين الشهيد الشريف حسين الهندي الذي لم يرد ذكره في الخطاب وهل كان سيصدر هذا الخطاب لو انه كان حيا وهل قيادة المقاومة لنظام مايو أن يصبح السيد احمد الميرغني عضو مكتب سياسي في مايو. 2- فقرة ثانية يقول فيها(تنفيذا لقناعات كل الاتحاديين جاءت دعوتنا إلى عقد المؤتمر العام للحزب في إطار من التوجه الإسلامي ) - عجبا ولماذا ينعقد المؤتمر إذا كان ينصب نفسه زعيما ويقرر توجه الحزب بأنه إسلامي فلماذا الدعوة لمؤتمر للحزب ولماذا خالف الزعيم قناعات كل الاتحاديين ووقع اتفاق السلام مع قرنق وعلى رأس شروطه إلغاء قوانين سبتمبر الإسلامية. وكان هو نفسه في فقرة أخرى وصف الحزب انه في موقف الريادة في الدعوة إلى إسلامية التشريع ولهذا إننا ننادى بالبعث الإسلامي فأين الحزب من هذا التناقض أم انه خاضع لمزاج الزعيم الشخصي 3- فقرة هامة قال فيها( أشرت لهذا الجانب ردا على من يزعم إننا غير جادين في توجهنا الإسلامي) - ولا تعليق فاتفاق الميرغني قرنق يكفى- وبذمتكم هل هو حزب أم ضيعة ملك خاص لزعيم نصب نفسه زعيما دون أن يزعمه مؤتمر وكونوا معي