وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهندى زعيم مناضل ام سياسى متخاذل .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 26 - 08 - 2012


الشريف هو الذى سلم الحزب للميرغنى فى طبق من ذهب
الحلقة السادسة
الحزب الوطنى الاتحادى هو بلا شك حزب الحركة الوطنية فلقد ولد من رحم مؤتمر الخريجين وكان مولده على يد الحركة الوطنية المصرية التى نجحت فى لم شمل مجموعة من احزاب الوسط على رأسها حزب الاشقاء تم تجميعهم بمبادرة من مصر لالتزامهم بوحدةوادى النيل ولكنه فى نهاية الامر انصهر فى ثنائية تمثلت فى الاتحاديين اللامنتمين للطائفية وطائفة الختمية حيث كان الشهيد الزعيم اسماعيل الازهرى على راس المجموعة الاولى والاكبر حجماواكثر وعيا كما كان السيد على الميرغنى زعيم طائفة الختمية(رحمة الله عليهما) بحكمته على راس المجموعة الثانية حيث اصبح الاول رئيسا للحزب والثانى راعيا له ولقد جمع بين الكتلتين اتفاقهما على وحدة وادى النيل وكان التفاهم بينهما منسجما كل يعرف حدوده لولا انهما اختلفا حول مصر ونجح الحزب فى ان يحقق الاغلبية فى اول برلمان منفردا عن غريمه حزب الامة الذى يقوم على طائفة الانصار والذى كان يطرح الاستقلال تحت التاج البريطانى والانتماء لدول الكمنولث وهكذا كان كل واحد منهما منحازا لواحدمن طرفى ما سمى مجازالا ستعمار الثنائي (انجلتر ومصر) بالرغم من ان مصر نفسها كانت مستعمرة انجليزية,
لهذا انفرد الوطنى الاتحادى بتكوين اول حكومة وطنية واجهت مسئولية تحقيق مصير السودان بعدان اصبح حقا معترفا به من طرفى الاستعمار وكان معلوما يومها ان الخيار الاول للسودان هو وحدة وادى النيل والتى شكلت يومها البرنامج السياسى للحزب الذى حقق الاغلبية بالرغم من ان حزب الامة بقى مهددا له حتى ان السودان شهد بعض مظاهر العنف من جانبه كما حدث فى اول مارس الشهير.
ولان مصر شهدت انقلابا عسكريا لتنظيم الضباط الاحرار فلقد تصاعدت علامات الاستفهام حول جدوى الوحدة مع انقلاب عسكرى ولكن ولوجود قائد الجيش المصرى محمد نجيب المعروف بسودانيته على راس السلطة العسكرية المصرية دافعا قويا لتمسك الحزب بوحدة وادى النيل ولكن اطاحة عسكر مصر بمحمد نجيب وتنصيب عبدالناصر مكانه احدثت تحولا كبيرا فى موقف حزب الاغلبية من الوحدة مع مصر لدى المجموعة الاولى التى فاز برنامجها الوحدوى صاحب الاغلبية تحت زعامة الازهرى كما ان الحليف الثانى فى الحزب (مجموعة الطائفة) قبل بهذا التحول يومها تحت الضغط الشعبى لهذا تحول حزب الاغلبية لاعلان الاستقلال من داخل البرلمان دون اللجوء للاستفتاء طالما ان حزب الامة اصلا يدعو للاستقلال وهكذا اصبح السودان دولة مستقلة ولكن هذا الاجراء وان حقق الاستقلال الا انه كشف عن ضعف فى ثقافة الديمقراطية لان الحزب الذى تراجع عن تنفيذ البرنامج الذى حقق له الاغلبية كان يتعين عليه ان يعود للناخبين الذين صوتوا لبرنامجه الوحدوى لترسيخ قيم ومفاهيم الممارسة الديمقراطية خاصة والسودان فى بداية مشواره الديمقراطى او الالتزام بالاستفتاء .
كان لابد من هذه المقدمة دون تفصيل لما لها من اهمية فى الاحداث التى شهدها الحزب بعد اعلان الاستقلال والتراجع عن وحدة وادى النيل وتحول الموقف مع مصر لملاسنة اعلامية حادة بين الحزب ومصر التى صنعت الحزب بغرض تحقيق الوحدة (الفترة التى عرفت المقدم صلاحسالم)الامر الذى كان له اثراسالبا وتهدد وحدة الحزب بعد ان تراجع الانسجام بين الحزبوالطائفة الاكثر موالاة لمصر فشهد الحزب اول انقسام فيه عندما انشطرت طائفة الختمية عنه حيث اعلنت عن تكوين حزب خاص بها تحت مسمى حزب الشعب الديمقراطى والذى ضم قيادات وطنية مرموقة من غير الملتزمين لطائفة الختمية الا انهم كانوا الاكثر ارتباطا بمصروعلى راسهم رحمة الله عليهما الشيخ على عبدالرحمن والدكتور احمد السيد الذان عرفا عبر التاريخ انهما واخرين رجالات مصر وهكذا شهد الحزب اول أنقسام وهو الأنقسام الذى اثر سلبا على الحركة الوطنية وافقد حزبها الاغلبية البرلمانية لتدخل البلاد بسببه فى سلسلة من الأنقلابات العسكرية بعد ان تعذر ان ينفرد اى حزب بالحكم قكانت كلها نظم حكم فاشلة لما تمثله من تناقضات فى الفكر والرؤى مما افشل كل التجارب الديمقرطية التى شهدتها البلاد. منذ
فقد الحزب الوطنى الاتحادى اغلبيته وسقطت حكومته بالرغم من انه حقق المرحلة الاولى من الاستقلال والتى تتمثل فى الجلاء والسودنة وحلت مكانه حكومة السيدين لاول مرة بتحالف الطائفتين رغم ما بينهما من تناقض لتوجه حزب الامة نحو الغرب وتوجه حزب الشعب نحو مصر فتفجر الموقف بينهماعندما فجر حزب الامة قضية حلايب ما يشبه اعلان الحرب على مصروالعمل على توقيع اتفاق المعونة الامريكية مما دفع بحزب الشعب لفض الشراكة و ان يتجه نحو العودة للتحالف مع الحزب الوطنى الاتحادى بهدف ابعاد حزب الامة من الحكم ليفشل مشاريع حزب الامة فما كان من رئيس الحكومة عن جزب الامة رحمة الله عليه عبدالله بك خليل ان يعلنها داوية(على وعلى اعدائي يارب) فدفع بالقوات المسلحة ساحة العمل السياسى عندما قبل من اصبح حاكما عبر صناديق لااقتراع ان يسلم الحكم للمؤسسة العسكرية لتدخل البلاد عهد البندقية ولتسود لغة الرصاص حتى اصبحت سلسلة الانقلابات العسكرية ظاهرة عامة استاثرت باطول فترات الحكم الوطنى ولعل من اغرب الظواهر التى لم يشهدها العالم ان كل الانقلابات على الديمقراطية ارتبطت بتحالفات مع الاحزاب السياسية مما يؤكد ضعف القيم الديمقراطية لدى الاحزاب السياسية حتى الحزب الوطنى الاتحادى الوحيد الذى لم يتورط فى اى انقلاب الا ان بعض كوادره القيادية لم تكن بعيدة عن التورط فامين عام الحزب رحمة الله عليه الرشيدج الطاهر تورط فى انقلاب مايوبجانب اخرين من قياداته فى ذات الوقت الذى اخذ رئيس الحزب طريقه للاعتقال وهاهو الحزب الان ينخرط شريكا فى الانقاذ باكثر من فصيل من فصائله وعلى راسها الحزب الاتحادى الاصل بقيادة الميرغنى والذى شهدت فترته دخول البيت قمة السلطة فى القصر الجمهورى تحت ظل نظام عسكرى
.ولكن ما يهمنى هنا هو موقف الشق الثانى من الحركة الاتحادية ممثلا فى طائفة الختمية.
ففى الوقت الذى اصبح قادة الحزب الاتحادى وعلى راسهم الزعيم الشهيد الازهرى رهن الاعتقال فى اول انقلاب عسكرى كان زعيم طائفة الختمية على راس المؤيدين للانقلاب العسكرى بجانب زعيم طائفة الانصار فيما عرف ببيان السيدين حيث ان الزعيمين لم يسبق لهما أن أتفقا على راى موحد عبر مسيرة السودان الا على الاطاحة بالديمقراطية فالحكومة التى اطاح بها الانقلاب وباركها السيدان ببيان كانت شراكة بينهما ويالها من مفارقة ان يكون اول من رحب بالاطاحة بحكومة السيدين هما السيدان اللذان اصدرا ما عرف يومها ببيان السيدين والذى كان افضل من عبر عنه من قادة حزب الامة السياسى الضليع محمد احمد محجوب رحمة الله عليه عندما اطلق مقولته الشهيرة التى نعى فيها الديمقراطية فى السودان بقوله (ان الديقراطية وأدت من يوم اعلن السيدان بيان التاييد لانقلاب 17 نوفمبر 1958) وهو ما اثبتته الاحداث بعد ذلك.
من هنا بدأت الفجوة تتسع بين الثنائية المكونةللحركة الاتحادية بين طائفة الختمية التى اتجهت بكلياتها لتاييد الانقلابات العسكرية مدفوعة بالحرص على مصالحها من جهة وبين قيادات الوطنى الاتحادى التي كانت تاخذ طريقها للسجون والاستشهاد دفاعا عن الديمقراطية حتى ان الحزب دفع بأكبر زعيمين عرفهما الحزب فى تاريخه وهما الازهرى والشريف حسين الهندى اللذان استشهدا وهما يناضلان من اجل الديمقراطية بينما كانت قيادة طائفة الختمية دائما الاسبق فى تاييد الانقلابات والمشاركة فى مؤسسات حكم العسكر حتى بلغ بهما الحال دخول القصر فى عهد الانقاذ الخالى.
واذاكان موقف الطائفة فى حكم نوفمبر يحسب للسيد على بغير صفته الاتحادية وانما بصفة حزب الشعب الديمقراطى فلقد جاء انقلاب مايو ليؤكد أن السيد محمد عثمان الميرغنى سار فى نفس الاتجاه الذى زرعه والده فى تاييد الانقلاب ولكن جاء موقفه هذا باسم الاتحاديين بعد ان توحد الحزب فكان اكثر أحباطا للاتحاديين من موقف والده لان الوالد كان باسم حزب الشعب وهو حزب مستقل عن الوطنى الاتحادى ولكن موقف الابن الذى كان مبادرا بتاييد انقلاب مايو كان الحزب قد توحد فى الحزب الاتحادى اليمقراطى ولم يعد هناك وجودا للحزب الوطنى الاتحادى ولحزب الشعب الديمقراطى لهذاجاءت مواقفه المؤيدة للانقلاب الذى استشهد فى عهده اكبر زعيمين عرفهما الحزب محسوبة على الحزب الاتحادى الديمقراطى بل بالانخراط فى ارفع مؤسساته بان اصبح شقيقه رحمة الله عليه السيد احمد الميرغنى عضوا فى مكتبه السياسى بالاتحاد الاشتراكى وهى ذات المواقف التى لازمته حتى فى عهد النظام الحالى والذى بلغ ان يمثل البيت فى القصر الجمهورى.وان يشارك فى برلمانه وحكومته حتى عندماكان رئيسا لاكبر تجمع معارض
تحت هذه الظروف انتفض الشعب فى ابريل واطاح بمايو وعادت الاحزاب وعاد الحزب الاتحادى الديمقراطى الا انه وبسبب ما شهده من تباين فى المواقف من النظم العسكرية فلقد كان السيد محمد عثمان الميرغنى فى موقف لايحسد عليه حيث كان مرفوضا من كل قادة الحزب وقاعدته الاتحادية ولم يكن له مكانا او موقعا وسط الحزب وبدا يومها مستسلما للثورة الرافضة له و التى واجهته داخل الحزب وهو لا حول له او سلطان على الحزب باجماع من بقى على قيد الحياة من قيادات الحزب.
وبدا الانقسام بسببه واضحا وكبيرا حيث كانت الاغلبية ترفضه لموقف من الانقلابات وموقفه هو بصفة خاصة من انقلاب مايو الذى راح ضحيته الازهرى والشريف حسين الهندى لهذا فانه لما التقت رؤية الاتحاديين فى ان تحتكم لهيئة خمسينية من رموز الحزب بصفة مؤقتة لحين انعقاد مؤتمر عام للحزب ضمت العائدين من الخارج وكوادر الداخل فان الهيئة الخمسينية لم تمنحه اى موقع فى الحزب واكتفت بان انتخبت الشريف زين العابدين الهندى اميناعاما بصفة مؤقتة وتنحصر مسئوليته فى العمل من اجل انعقاد المؤتمر العام لينتخب رئيسا ومكتبا سياسيا للحزب وشهدت تلك الفترة انصراف القيادات الرافضة له عنه والتى انشقت عن الحزب والتى كونت الحزب الوطنى الاتحادى لرفضها قبوله حتى فى عضوية الحزب ومن تلك اللحظة بات الحزب ممذقا بسببه فشهدت تلك الفترة قيام ما سميت بهيئة دعم وتوحيد الحزب الاتحادى الديمقراطى والتى عرفت فيما بعد بجماعة دار المهندس والتى استقطبت عضوية كل القيادات الرافضة للميرغنى وكانت الهيئة قد اعلنت عن نفسها فى بيان نشرته صحيفة السياسةبتاريخ 25 يونيو86تحت شعارالتنظيم والديمقراطية بهدف توحيد الاتحاديين وتجميع قوى الوسط والوسيلة لذلك هيئة دعم وتنظيم الحزب الاتحادى الديمقراطى وتكونت لجنة للتحضير لاول اجتماع للهيئة من السادة محمد مالك و طه على البشير ود.عمر صديق والمهندس محمد فائق وعمر بابكر العقاد وشخصى والذى تقررعقده بدار المهندس يوم 16يوليو ولهذا سميت بجماعة دار المهندس وكان عام 86 هو الذى شهد عودتى للحزب الاتحادى الذى غادرته فى عام 62ولم تكن مغادرتى للحزب الشيوعى والعودة للحزب الاتحادى بعد ربع قرن لخلاف معه ولكن لاننى توصلت لقناعة بان الاحزاب العقائدية لايمكن ان تكون ليبرالية تؤسس لحكم ديمقراطى لكون العقائدية شمولية لا تلتقى نظريا مع التعددية وان تظاهرت بذلك.
وللاهمية هنا فلقد خاطبت سكرتارية الهيئة المكونة من عبدالحفيظ باشرى ومحمدمالك عثمان وشخصى خاطبت الشريف زين العابدين الهندى الامين العام للحزب و نقلت اليه رؤيتها حول اعادة تنظيم الحزب وتوحيده كمؤسسة ديمقراطيةوالعمل على تنظيم قاعدته لعقد مؤتمر عام بعد ضم كل فصائل الحزب وذلك حسب قرار الهيئة بتاريخ 6-12-86 وكانت الهيئة قد بحثت عن وضعية الميرغنى بين الرفض الكامل لوجوده وبين من يبحث عن صيغة له لم يكن بين اطروحاتها ان يكون رئيسا للحزب فلقد كان هناك شبه اجماع لرفض الفكرة مبدأ والذين يحرصون منهم على طائفة الختمية فى الحزب لايمانعون فى ان يكون راعيا وهو ما استقر عليه الراى عندما تم الاجماع على مشروع العشرة نقاط لتوحيد الحزب
وكانت الهيئة قد نجحت فى استقطاب القيادات النقابية والسياسية والبرلمانية وتبنى مشروعها الوحدوى 37 نائبا من نواب الحزب والذين كان هناك اجماع حول شرعيتهم باعتبارهم منتخبون من قواعد الحزب وبعد جولات عديدة تم بالاجماع الاتفاق على مشروع توحيد الحزب من عشرة نقاط كان نصيب الميرغنى فيها ان يعود راعيا للحزب والايكون له شأن بالسياسة فى نفس موقف والده فى بداية تكوين الحزب.
لم يكن بيد الميرغنى يومها ان يقف فى وجه هذا المشروع لانه لا يتمتع باى نفوذ لدى الاغلبية والذن حسبوا يومها انهم قدموا تنازلا كبيرا لمن ارتبط بالانقلاب بقبوله راعيا .
ولكن جاءت المفاجأة غير المتوقعة ان الشريف زين العابدين الامين العام انه رفض مشروع هيئة الدعم ليصبح الاكثر قربا من الميرغنى وسنده الرئيسى مما هيأ للاخير ظروفا لم يكن يتوقعها وهذا هوالخطأ التاريخى للشريف فى حق الحزب فلقد اجهض الهندى مشروع اقصاء الميرغنى من السياسة واصبح الداعم له ليفتح امامه الطريق مستغلا ما يتمتع به الهندى من قبول الامر الذى مكنه من ان يعيد حساباته وخططه حتى امكن قبضته من الحزب ولم يقف الشريف عند رفض مشروع هيئة الدعم لتوحيد الحزب الذى قصروجود الميرغنى راعيا وليس سياسيا لم يقف الهندى عند هذا الموقف ولكنه فاجأ مؤتمر الحزب الفرعى بكردفان والمعروف عنها انها ليست من مناطق نفوذ الطائفة حيث كانت عضوية المؤتمر الاكثر تشددا فى تحجيم الميرغنى الا ان الشريف عندما وقف خطيبا فى المؤتمر اقترح عليهم ترشيح الميرغنى رئيسا للحزب وهو موقف لم يتوقعه احد وهكذا فتح الشريف الطريق للميرغنى حتى احكم قبضته على الحزب ليكون اول ضحاياه الشريف عندما وجد نفسه مجبرا لان يؤسس الحزب الاتحادى الديمقراطى الامانة العامة تاركا للميرغنى احكام قبضته على الحزب بعد ان خلى له الجو
يومها سالت الشريف شخصيا بحكم ما بيننا من علاقة شخصية عن موقفه هذا فكان مبرره ان الحزب مفكك بسبب ما حل به اثناء مايو وان الحزب بحاجة لطائفة الختمية لانها محتفظة بكيانها وستشكل قوة للحزب فكانت تلك البذرة التى شكلت حالة التشتت التى انتهى اليها الحزب والتى كان اول الخاسرين منها الشريف واكبر الخاسرين منها الحزب
وهذه كما قلت فى اول حلقة انها من اكبر سلبيات الشريف فان كانت مواقفه من اجل الوطن سبقت الزعماء السياسيين وابعد نظرة ولكنه سلم امر الحزب للميرغنى حتى اضطر نفسه اخيرا للانسلاخ عنه وتسيسا الحزب الاتحادى الامانة العامة والذى انتهى به الامر ليعلن مبادرته الوطنية الشهيرة وليست الحزبية لتاخذ المبادرة منحى لا يتوافق مع وجهة نظره الوطنية لغفلة منه او لاسباب صحية فلقد اصبح حزبه شريكا فى السلطة التى نلفذت ما كان يرفضه من تشتيت للوطن الذى انتهى بتحقيق التامر الاجنبى الذى كان وحده الزعيم الرافض له فانفصل الجنوب وتهدد التقسيم اكثر من منطقة فى السودان وهو ما ظل يكافحه اما على مستوى الحزب هو الذى مكن الميرغنى من الحزب الامر الذى تهدده بالضياع ارتضى لفصيله ان يسير فى عكس الاتجاه الذى اراده وهذا يحسب عليه لهذا ورغم صداقتى الشخصية له اقول ان هذه كانت اكبر خطاياه والى لعبت ولا تزال تلعب دورا كبيرا فى افول نجم الحزب الاتحادى وكما اخطأ الازهرى ورفاقه يوم قبلوا عودة الطائفة للحزب تحت مسمى الاتحادى الديمقراطى بالرغم من ان الانتخابات التى شارك فيها الحزب الوطنى الاتحادى منافسا لحزب طائفة الختمية اثبت ان الحزب الوطنى الاتحادى صوتت له اكثرية الاتحاديين ولم يكن بحاجة للانصهار مع الطائفة وهو ما دفع ثمنه الحزب بما شهده من انقسامات كانت كلها بسبب الميرغنى وهاهو الشريف زين العابدين الهندى يرتكب نفس الخطا ليتحمل هو مسئولية ما لحق ويلحق بالحزب من تشتت وانقسامات كلها بسبب الميرغنى الذى يصر على ان يجعل من حزب الحركة الوطنية تحت امرته تتوارثه الطائفة من ال البيت ليواجه الحزب وضعا معقدا فهو لايملك ان يغيد تاريخه والميرغنى على راسه كما انه لكى يعود بدونه يحتاج لمعجزة فى زمن لا يعرف المعجزات واذا كان لابد من مخرج فان الحركة الاتحادية المبرأة من ال البيت بل والبيوت ان تعود لنقطة البداية وان تتبنى احياء فكرة مؤتمر الخريجين لجمع شمل شتات الشعب الرافض لكل الاحزاب حاكمة ومعارضة فى مؤتمر لايقوم على الصفوة وانما من رحم المعاناة مؤتمر للغلابة المسحوقين وليس للطامعين فى السلطة ليتصدى هذا المؤتمر لهم الوطن ويعيد صياغته ديمقرطيا هكذا تعيد الحركة الاتحادية تاريخها لا ان تهدر الوقت فى احياء حزب فقد كل مقومات عودته لان حكم الشعب الرافض للاحزاب السياسية لم يعد بستثنى حزبا بعينه وبهذا اصل نهاية هذه الحلقات فقط اقول لمن يكابر فيما اوردته عن الشريف فلقد سجلت معه كما اوضحت حوارا بالفيديو امتد لاكثر من ساعة وهو الان باليو تيوب تحت عنوان(حوار النعمان مع الشريف زين العابدين الهندى ) لمن يرغب فى الوقوف على ما ادلى به الشريف صوت وصورةوفى عشرة حلقات
لهذا اقولها الشريف لم يكن سياسيا متخازلا بل زعيما وطنيا كان الافضل فى مواقفه تجاه الوطن رغم ما لحق به من ظلم والذين ظلموه هم الذين ظلموا السودان. ولكنه على مستوى الحزب فهو يتحمل المسئولية التاريخية فيما لحق بالحزب سواء بوقوفه بجانب الميرغنى حتى مكنه من السيطرة عليه او بموقفه عندما سمح لانصاره فى الامانة العامة ان يكونوا شركاء فى تفتيت وحدة السودان بالرغم من انه كان صاحب رؤية وطنية ثاقبة ضد هذه النهاية التى انتهى اليها الوطن و ليضعف لم شمل الحركة الاتحادية بعدان اصبح حزبه الاتحادى الامانة العامة شريكا فى انفصال الجنوب وشريكا فى الحكومة مما افقده التاهيل للم شمل الحركة الاتحادية وبعد ان حدث ما توقعه بان تتسع دائرة المهددات لوحدة الوطن ولكن الحزب الذى اسس له تحت الامانة العامة سار وباسمه على النهج المخالف لرؤيته الوطنية الامر الذى اضفى على مواقفه الكثير من الضبابية. وحمله قدر كبير من المسئولية اللهم أرحم الشريف زين العابدين الهندى واسكنه فسيح جناتك با ارحم الراحمين والى الحلقة القادمة والاخيرة,
ملحوظة: من يرغب فى مساهدة فيديو الشريف حول المبادرة ورؤيته لها ليدخل اليو تيوب(حوار النعمان مع الشريف زين العابدين الهندى) من عشرة اجزاء
alnoman hassan [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.