يبدو واضحا ان الثورات العربية فى دول الربيع العربى لم يخطط لها ابنائها برغم سخطهم على انظمة الحكم الديكتاتورية التى جثمت على كراسى الحكم سنوات عددا،، والصحيح هو ان من قادوا تلك الجماهير الغاضبة ما هم الا شباب صنعتهم ومولتهم مخابرات دول استغلت حماسهم باسم التغيير والديمقراطية وما كانت ترجو من ورائهم سوى الخراب وتدمير تلك الدول، وبإستثناء تونس التى لم يتكالب أبنائها على السيطرة على مقاليد الحكم فيها بقوة السلاح فقد انزلقت مصر وليبيا واليمن الى مستنقع وبحر من الدم لا ذال يغرق فيه ابنائها يوما بعد يوم ولمدة أربعة سنوات حسوما...!! بعد تنحى الرئيس مبارك سقطت مصر فى موجة من الإضطرابات الداخلية كان المحرك لها هم النشطاء السياسين الذين قادوا الثورة وسرعان ما انكشف أمرهم بانهم صنيعة مخابرات دولية ودولا بعينها وتقاضوا اموالا طائلة نظير بلبلة استقرار هذه الدولة الكبرى وكان للأخوان المسلمين فيها نصيبا كبيرا،، سعت الدول التى لا تريد خيرا لهذا البلد لتمكين الأخوان المسلمين بشتى الطرق فوصلوا السلطة عن طريق الترهيب والترغيب وبإنتخابات لم يفز فيها رئيسهم ولكن خوفا من إنزلاق البلد فى فوضى عارمة وبضغط أمريكى إستسلم المجلس العسكرى ورجح كفته على منافسه الفريق أحمد شفيق الفائز الفعلى بالإنتخابات الرئاسية...!! خلال عام واحد من مدة رئاسته أدخل الرئيس محمد مرسى وجماعته البلاد فى مأزق كادت تصل به الى حرب أهلية لولا تدخل المؤسسة العسكرية وإستلام السلطة والقبض على رموز النظام الأخوانى ودمغ تنظيمهم بالإرهاب ومحاكمتهم الأمر الذى لم يرضى قواعدهم فقاموا بإشعال العنف والحرائق ضد مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية وتواصلوا مع جماعات وتنظيمات إرهابية إقليمية مما زاد العنف فى المدن المصرية، وفى سيناء كان الأمر مغايرا حيث دخلته تنظيمات جهادية اقليمية موالية لهم ترصدوا أفراد الجيش والشرطة فقتلوا من قتلوا وبايعوا تنظيم داعش الإرهابى الذى يتخذ من سوريا والعراق مساحة لحراكه،، قام الجيش المصرى بضربات موجعة ضد هذه التنظيمات فى سيناء ما حدا بفرع التنظيم المنتشر فى ليبيا الترصد بكل من هو مصرى هناك حيث خطف وقتل أفرادا من أبناء الجالية المصرية فى بعض المدن الليبية الى أن إرتكب جريمته النكراء فى الخامس عشر من فبرائر الجارى بزبح 21 مصريا من الطائفية القبطية فى محاولة بائسة لشق النسيج المصرى وجر الجيش المصرى للدخول فى حرب مفتوحة فى ليبيا وفتح جبهة جديدة تتيح لهؤلاء الإرهابين تنفسا وحراكا فى الجبهة الشرقية فى سيناء، وما لايعرفه هذا التنظيم ومن يقف ورائه إن القيادة المصرية واعية ومدركة لكل ما يخطط لها أعدائها، وهى وإن كانت قادرة على سحق هذا التنظيم لكنها لن تنزلق فى حرب خارج حدودها إلا بالقدر الذى يهدد أمنها القومى وسلامة أبنائها وهى لن تقف مكتوفة الأيدى حتى يتمدد هذا التنظيم وأعوانه ويهدد حدودها الغربية وستضرب فى العمق بطيرانها أوكار الإرهاب دون الإنزلاق والدخول فى حرب برية بليبيا يهدف إليها أعدائها فى محاولات لتمزيقها وإنهاك إقتصادها. ....أبوناجى... [email protected]