هو موضوع شيق بلا شك ، بل من الموضوعات التي ظللت كل عمري أتمنى إنجازه منذ أن تعلمت فن المسرح ، وبمعنى أصح منذ أن دخلت عالم النقد المسرحي ، فالسينما العالمية مليئة بالأفلام المأخوذة من رويات مشهورة ،ولن أنسى ما حييت افلاما سينمائية لنجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وغيرهم : وشهدت السينما المصرية اهتماما ملحوظا بالأعمال الأدبية التي تمكنت من تحقيق نجاح جماهيري، وحازت على إعجاب النقاد والكتاب على حدّ سواء، ووصلت إلى قوائم الروايات الأكثر مبيعا، حيث اتجه صناع السينما إلى الاستفادة من الروايات "الأكثر مبيعا" في صناعة أفلام سينمائية تحظى بإقبال جماهيري. أن العلاقة بين الأدب والسينما قديمة قدم السينما ذاتها، ولولا الأدب لما وجدت السينما، ويشهد على ذلك العديد من الأعمال السينمائية القديمة والرائدة المأخوذة عن روايات لكبار الأدباء والكتاب العرب والمصريين في الماضي، افلام مثل : ثلاثية نجيب محفوظ " بين القصرين وقصر الشوق والسكرية " ، اللص والكلاب ، القاهرة 30 ، زقاق المدق ، وأفلام يوسف السباعي : نحن لا نزرع الشوك ، رد قلبي ، وأرض النفاق ، وأفلام يوسف إدريس : الحرام ، النداهة ، حادثة شرف وبيت من لحم . تبقى الرواية من المصادر الرئيسية التي تعتمد عليها السينما في مادتها الدرامية، وقد وجد المخرجون والمنتجون في متون الروايات والأعمال الأدبية العالمية المسرحية والقصصية معينا لا ينضب لأفلامهم، ومن خلال الشاشة الكبيرة اشتهرت روايات عالمية كان تداولها مقتصرا على النخب. وفي سياق البحث عن مادة سينمائية جديدة ومبتكرة، تحولت الكثير من الأعمال الروائية ذات الشهرة العالمية إلى أعمال سينمائية، وعولج بعضها أحيانا مرات عدة برؤى درامية مختلفة في بلدان عديدة، فلاقى بعضها نجاحا ومثل دفعا للعمل الأدبي، وكان التناول في حالات أخرى باهتا وبلا إضافة تذكر. ومن أبرز الأعمال الروائية العالمية التي تحولت إلى شاشة السينما "الإخوة كرامازوف" لديستوفسكي و"أحدب نوتردام" و"البؤساء" لفيكتور هيغو، و"قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز، و"الشيخ والبحر" لإرنست همنغواي، و"ذهب مع الريح" لمارغريت ميتشل، و"أنا كارنينا" لليو تولستوي، و"دكتور زيفاغو" لبوريس باسترناك، و"شفرة دافنشي" لدان براون، إضافة إلى أعمال وليام شكسبير التي حولها عدد من المخرجين إلى أعمال درامية. [email protected]