* كلما مرّت نكبة على الصحافة حصلنا على "تعبيرات" بنفس المقاس القديم من السادة في مجلس الصحافة واتحاد الصحفيين.. فهم دوماً يدعون إلى الاحتكام لقانون الصحافة والقضاء، ويدينون الإجراءات الاستثنائية التي تتعرض لها الصحف، وهي في جوهرها "إجراء واحد" تمثله المصادرة لا غير..! * السلطة ظلت تصادر الصحف على المدى الطويل غير آبهة بصوت هذا أو ذاك.. ومجلس الصحافة لا حيلة له إلاّ أن يخرج بياناً بذات "التوابل" التي يقدمها الاتحاد في بياناته "المتضامنة" مع الصحف.. والراغبة في التوفيق ما بين قهر الصحافة و"أولياء أمورها" الرسميين..!! فلا نعمت الصحافة بشيء مما يناشد به المجلس والاتحاد، ولا كفت السلطات عن الملاحقة الجائرة للصحف.. بينما "القانون" الذي يجب الاحتكام إليه "محنط" يتلوى..! * الجديد في هذه المرة إن صدقوا فيه هو أن الاجتماع المشترك بين مجلس الصحافة واتحادها خرج برؤية "حقة" تتمثل في مطالبة الجهات التي صادرت "14" صحيفة مؤخراً، بتعويض أهل الوجعة عن الخسائر التي نجمت جراء المصادرة، وإلاّ ستلجأ للقضاء..! * في تقديري أن مسألة اللجوء إلى القضاء من قبل المتضررين، خطوة صحيحة، ولكن فيها "نظر"، لجهة أن المتضررين أكثر القطاعات حرصاً على "الطأطأة" للعاصفة، خوفاً على مستقبلهم من الترصد والمعاكسات التي ستدخلهم في مزيد من الخسائر..! أعني بالطبع معاكسات الحاكمين؛ إذا صح بأن هؤلاء الناشرين أو رؤساء التحريرلا علاقة تجمعهم بالسلطة، ولو "قرابة" أو "صحبة!"..! * بالتالي فإن توارد خطابات المجلس والاتحاد لا فائدة ترجى وراءه، أكثر من "تطييب" بعض الخواطر.. أما من النواحي العملية فإن أنجع سبيل لتحقيق الاحترام والتوازن للدور الصحفية المنكوبة، هو المغامرة بالتوقف عن الصدور والمقاتلة في سبيل الحقوق والحريات واللجوء إلى التصعيد الإعلامي "الخلاق!!" بعيداً عن "الخوف والحياء" خصوصاً وأن مواعين الضغط متوفرة في هذا العالم الذي صار الإعلام فيه أرحب من "مقبرة" السلطة..!! * عقب المجزرة الصحفية الأخيرة، كان الصحفيون البؤساء يتصدرون المشهد الاحتجاجي، بينما اعتكف الناشرون ورؤساء التحرير في بيوتهم، كأن شيئاً لم يكن.. فهل يرجى من هؤلاء إنجاز فكرة تعود بالنفع لعافية الصحافة وكرامتها..؟! بل سيتمادون في الاستكانة التي دمغتهم، حذراً من "الصواعق" المفاجئة من السلطات..!! * ورغم المشهد حالك السواد الذي يغطي على هذه المرحلة من عمر الصحافة السودانية، يجب أن يكون الأمل حاضراً كلما توسعت الرؤى للمعالجات الجادة، فبين أيدينا "خارطة" لقيام ورشة متخصصة خطط لها اتحاد الصحفيين، لمناقشة قضايا الصحافة.. ومن باب "الرجاء أيضاً" رغم سهولة المكدرات أن نضغط على العصب برفقة "المأمول!".. فإما أن يتغير المشهد إلى سطوع يبدد ظلمة البيت الصحفي المأسور، أو تسير الأمور على هذا النهج السلطوي المتعنت.. ويلزم في هذه الحالة "التصعيد" ضد السلطة على غرار "مافيش حد أحسن من حد!!".. وبأيدينا نصنع الحرية، مثلما تصنع أيدي البعض الخذلان والهوان..! أعوذ بالله الأخبار الإثنين [email protected]\