بسم الله الرحمن الرحيم السودان يعزف سمفونية بيتهوفن الخامسة.. الصمم والإبداع في الفترة القريبة من توقيت إنجاز سيمفونيتة الخامسة، بدأ بيتهوفن يعاني ضعفاً متسارعاً في حاسة السمع، ويرجح البعض أن حالة الضعف هذه ساهمت في تأجيج ألحان سيمفونيته، فضلا على هذا شابت النوتات الموسيقية شئ من الخوف، هو خوف مبرر لهذا المستقبل المجهول الذى يواجهه الموسيقار، حازت السيمفونية الخامسة لبيتهوفن، الانتباه والإعجاب، تحديداً بعد المقالة الطويلة التي كتبها الناقد والموسيقي والروائي الألماني، إرنست ثيودور هوفمان، حولها. إذ أشار إلى قدوم عهد جديد من الإبداع الموسيقي. وفيما يلي مقتطف مما ورد في المقالة: (حزم من الشهب تضيئ بوميضها سواد الليل، لنعي من حولنا هيمنة أشباحٍ عملاقة تتأرجح إلى الأمام والخلف). ومن الأسباب الأخرى لنجاح وشعبية هذه السيمفونية، أنها اختزلت كل ما في أسلوب بيتهوفن الموسيقي، ومن ضمنها عنصر "الذروة"، حيث بدت الحركات الأربع في حالة تصعيد للوصول إلى لحظة درامية، على خلفية إيقاعه المميز لثلاث ضربات قصيرة مقابل واحدة طويلة، وهو ما منحها شمولية ووحدة. تحدث دكتور مصطفى محمود عنها ايضا فى موضوع وحدة النسيج والتنوع دون فقدان الوحدة... ما العلاقة بين بيتهوفن والسودان!!! نحن فى السودان فى مرحلة صمم كامل، وخوف مبرر للمستقبل المجهول الذى يواجه البلاد التى اصبحت حطام، تتدحرج البلاد الى الخلف بسرعة الضوء، على مشهد من الحكام وغياب من المعارضة. اصبحنا نشكو لطوب الارض ونحكي عن معاناتنا فى كل النواحي الحياتية.. الصمم الذى داهم بيتهوفن يعتبر لحظة مفصلية قسمت حياته الى قسمين ما قبل الصمم وما بعده، كان ما كتبه بعد الصمم بداية بالسمفونية الخامسة من اجمل ما كتب من موسيقى.. هل يا ترى سنعمل جادين لنرى فى السودان حزم من الشهب تضيئ بوميضها سواد الليل، ام سوف نواصل العويل ولعن الظلام لنكتب نعينا بانفسنا.. من وجهه نظرى الخاصة نحن فى احرج مرحلة.. هى مرحلة تزويب الاحزاب والمعارضة والمنظمات المدنية بعد ان تم تدجينها على سمفونيات مشروطة ومشروخة ومحددة .. لم نحافظ على الوحدة ولم نحافظ على التنوع..لم نحترم التاريخ ولاندرى كيف نكتب المستقبل..هلا اتحدنا وكتبنا اجمل الالحان كما فعل بيتهوفن ام واصلنا صمت الأموات الابدى.. قوموا الى سودانكم يرحمكم الله وليد زقلونة [email protected]