في المرة السابقة عقدنا مقارنة بين (سرت الغذافي . سرت القدادفة ) و(مروي ....ومروي....). كليهما مدينة احلام في ذهن وخيال وبرنامج صانعوها . سرت بذل العقيد من اجلها الكثير لتتجاوز مدن كبيرة ومهمة (بنغازي . مصراتة . سبها ) ،مروي اريد لها ان تتججاوز مدن مثل (مدني .سنجة . الابيض . الفاشر . ربك .). من المعلوم ان مروي رئاسة محلية في ولاية صغيرة .(عدد سكان محلية مروي اقل من عدد سكان ادارية (ابوقوتة ) وسكان الولاية اقل من سكان محلية المناقل . اذن مروي محلية اريد لها ان تتجاوز عواصمالولايات اعلاه . مايهمنا هنا هو اختيار مروي مقر لعقد مؤتمر الصلح بين المعاليا والرزيقات . من المعلوم ان الصراع بين المعاليا والرزيقات ظهر لاول مرة في العام 1918 م . واسبابه كثيرة (النظارة .الارض .المرعى. ) تاريخيا المعاليا جزء من النظارة الكبرى التي تجمعهم مع الرزيقات . ظل هذا الصراع يتجدد ولكن خسائره دائما قليلة لاتتعدى شخص وشخصين بسبب نوعية الاسلحة وايضا لاتوجد مصالح كبيرة تستحق الثمن الباهظ. في عهد مايو انتهى هذا الصراع بسبب القاء الادارة الاهلية والنظارة والتي هي السبب الرئيسي للصراع . الانغاذ ... الانغاذ ودون غيرها هي المسؤولة عن اشتعال نيران القبلية في دارفور - ولهذا شواهده واسبابه- بل وفي كل السودان . المجموعة الحاكمة تسعى لحل هذه النزاعات احيانا وتجتهد في اشعالها اغلب الاحيان . احد الاسباب التي قيلت عن اختيار مروي كمقر لعقد مؤتمر الصلح هو ايصال رسالة للمتخاصمين مفادها : (انظروا للتطور والتنمية والخدمات التي جلبها الامن والاستقرار والسلام والوئام ). سؤال ؟لماذا لم يجلب الامن التنمية للجزيرة وسنار والنيل الابيض -الاقليم الاوسط -(ربع سكان السودان ). هل مروي هي الانسب لعقد مؤتمر صلح قبلي طرفيه قبائل رعوية ورحل لهم موروث مختلف عن المكون الذي ينعقد المؤتمر تحت رعايته وضيافته؟ هل المكون الثقافي والاجتماعي والقبلي والتاريخي والجغرافي متشابه ؟ هل الراعي للمؤتمر (النائب الاول) يمتلك المقومات والخلفية والفهم والحس والمزاج المشابه لهؤلاء القوم حتى يعطي كل اشارة او تلميح حقها من الاهمية . مروي منطقة تاريخية لاشك. تطورت حياتها الفكرية عبر خلاوي القران ومن ثم العلم الحديث ومن ثم الجامعات السودانية وبعدها الغربية . اذن تصلح لعقد مؤتمر علمي .. مؤتمر اقتصادي .. لجان تحكيم اقتصادي .. .البورصة والاوراق المالية . في مجال النزاعات الجنائية هي منطقة مدنية حديثة تعرف الشرطة والنيابات والقضاء . في محال المشاكل الزراعية فلها اعرافها ايضا .مثلا .... مشاكل الهدام ( عندما يرحل الطين من الضفة الشرقية للغربية ... او عندما ترحل جزيرة وتتكون في مكان اخر ) نوعية المشاكل تختلف عن الذي يحدث في غرب السودان... مشاكل نظارة ... رعي ... ابقار .... خيل .. مسارات ... الخ . لهم اعراف بتفاصيلها الدقبقة ... الاعتداء على الزرع في شهر اغسطس يختلف عن الاعتداء في شهر نوفمبر ... الاعتداء على الزرع في عام المحل تختلف عقوبته عن الذي يحدث في السنة المطيرة ... قيمة البقرة التي تنكسر حول مورد الماء تختلف عن قيمة التي تنكسر بسبب مطاردة مزارع ... عندهم الاسير لايرد المنهوبات ولكن الجريح يرد المراح المنهوب . عندهم الجريح في النزاع يختلف عن المكسور .. عندهم الشائب والصبي ليس سواء في تعويضات الجروح.. عندهم صائحة الضحى تختلف عن صائحة المغيب ...... ربما مكان المؤتمر يكون انسب لو عقد في حمرة الشيخ او في النهود او في الفاشر او في امبادر . [email protected]