يبدو ان ولاية جنوب دارفور لم تتعافى من اسقامها بعد ؛قدر عليها ان تعيش في حالة تعيسة ومثقلة بالجراح وتنتقل من ماساة الي اخرى بالرغم من الهدوء الامني النسبي الذي منيت بها مدينة نيالا في الاشهر الاخيرة الفائتة مقارنة بالسنوات الماضية التي راح فيها مئات من الانفس البريئة كضحايا لاسباب واهية تشيب الولدان وتقشعر لها الابدان 0 سحق روح برئ من اجل موبايل لا يتعدى قيمته خمسين جنيه كان امر عادي بالنسبة للجاني والمسؤؤلين ؛ الا ان تململ المواطن وتفكيره بشكل جلي بمواجهة الجناة بكل شجاعة وبطولة واختيار الموت بكرامة جعل مسؤولي الولاية يتسارعون لتهدئة اللعبة ؛ على اية حال كان ادراك الموقف محمدة بالرغم من المرارة التي تركت في دواخلنا 0 الا ان مسؤولي الولاية لم يهدأ لهم بال و لم تنم جفنهم الا بعكر صفوة المواطن البسيط الذي يكابد ضنك العيش وقلته ؛ عند خروج مواطني نيالا البسطاء في الصباح الباكر متجهين نحو اعمالهم يأملون الا يلفت انظارهم منظر تجحظ عيناهم ويسلب لبابهم وتذكرهم بعد اكثر ظلمة وتعاسة؛ ولكن هيهات ما اكثر مثل هذه المشاهد التي تروع وتجفل القلوب! واكثر ما لفت نظري على مدار العامين الماضيين ظاهرة قطع الاشجار الخضراء وبيعها في الاسواق والي اصحاب المخابز دون ضابط تردعهم ؛ اين اصحاب السعادة والمعالي الذين يدعون بان اعينهم تبيت ساهرة في هم الوطن؟ هل يعلمون ان الشجرة هي الجزء الاساسي في الحفاظ على البيئة ؟ اين وزارة الزراعة والثروة الغابية ؟ هل اختصر دورالوزارة في جمع الجبايات والفلاح في استقطاعات رواتب العمال ؟اتمنى من سعادة الوزير ان يخرج من بيته في يوم صبو لا يعكره اتربة ولا رياح ان يهرول نحو مدخل دوماية (البوابة الغربية لمدينة نيالا)ويحتسبها اجر على الله (على حد قولهم ) ويكون على الاقل نزهة لحرق الدهون والشحوم المكتظة في اجسادهم فيرى العجب والعجاب ؛ الغرائب والتناقضات المضحكة المبكية وحينذاك يتأكد بنفسه ان الهواء الرطب النقي الذي يستنشقه اليوم سوف ينعدم يوم غد ومن ثم تتحول وزارته بعد اربع سنوات الي وزارة لرعاية الصحراء ويمنح درجة وزير الصحراء 0 تخيلوا معي ايها الاخوة ان مداخل المدينة وشوراعها المسفلتة عند الصباح الباكر تموج بالشاحنات والسيارات الرباعية الدفع والكوارو محملة بالحطب اللين 0 فالملاحظ ان الذين يمارسون هذه المهنة خاصة اصحاب الكوارو يتميزون بسحنة واحد ة؛ وان لم اقل من باب المبالغة انهم من قبيلة واحدة ؛ او اقول لكم ولماذا المبالغة !مادام المناصب في ولاية جنوب دارفور توزع بالمحاباة والمحسوبية والترضية دون الكفاءة والتفاضل ولذلك لا نستبعد ان وزارة الزراعة والغابات قد منح لقبيلة ما او لاسرة فلان ؛ و لها الحق ان ترتع في اقطاعها كيفما تشاء ؛ وتهدم اليابس والاخضر من ثروتنا الغابية دون راقب او رقيب 0 سعادة الوزير اتقي الله في نفسك وفي ارضك لان هذه الغابات كل ما تبقى لنا من منطقة سافنا بعد انفصال الجنوب الحبيب وانت تعلم جيدا ان شمال دارفور قد تحولت الي منطقة صحراء جرداء تاكلها النفود من كل الجهات واعين اهلنا في الشمال تسبر نحو جنوب دارفور عسى ولعل ان نحافظ على هذه الثروة الثمينة 0 اتعلم يا سعادة الوزير ان بعض الدول التي تجاورنا لها قوانين رادعة جدا لمن يتعدى على حقوق الشجرة والعقوبات تصل الي حد الاعدام في بعد الاحيان ولا تعرف المحاباة حيال الشجرة ؟ مع ان هذه الدول لم تسبقنا تعليما ولا معرفة 0 هل سالت نفسك يا سعادة الوزير لماذا لا تهطل الامطار في الصحراء ؟وهل طرحت سؤالا على اطفالك في البيت عن اهمية الشجرة ولماذا يرددون الاناشيد التي تهتم بعناية الاشجار ؟ لقد حثنا الاسلام على الشجرة والعناية بها وغرسها 0 فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا؛ فياكل منه طيرا او انسان او بهيمة الا كان له به صدقة ) وقال ايضا : (ان قامت الساعة وبيد احدكم فسيلة ؛ فان استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ) وتعتبر الشجرة على راس كل النباتات وهي صديق قديم للانسان منذ الازل وتحتل مكانة عظيمة في نفوس البشر 0 وللشجرة فوائد كثيرة وعظيمة نستعملها كمصدر اساسي ورئيسي للغذاء؛ نستفيد منها في استخراج بعض انواع الادوية ويدخل في صناعة الورق والخشب والفلين والمطاط ونستفيد منها في استخلاص العطور ؛ الشجرة توفر الظل وتلطف المناخ وتنفي الجو من غاز ثاني اكسيد الكربون وتزيد الاكسجين ؛و تقلل الغبار في المدن والقرى ؛ الشجرة تزين الشوارع والطرقات وتخفف من الضجيج والاصوات المزعجة ؛ الشجرة تصون التربة وتمنع انجرافها ؛ وهي تنتج الثمار والبذور للانسان والاعلاف للحيوان وهي تمثل ماوى لكثير من الحيوانات كالطيور والزواحف والقردة ؛ فالشجرة تعني اذا الظل والغذاء والدواء والخضرة والجمال 00000الخ 0 حمايتها والمحافظة عليها حماية للانسان والحيوان معا0وهل يترجل سعادة الوزير ويقيم ندوات لحماية الغطاء النباتي مستقيدا من العطلة الصيفية ومن طاقات الشباب 0 [email protected]