:: هل تذكرون محامي الأعمش في قضيته مع زوجته؟.. تساجل الأعمش ذات يوم مع زوجته، فغضبت الزوجة وغادرت الي بيت أبيها..وبعد أيام، طلب الأعمش من صديقه أبي حنيفة بالتدخل بينهما، فأستجاب لطلبه، ورافقه الى حيث المليحة..بعد السلام ، فتح أبوحنيفة باب النقاش مع والد زوجة الأعمش، وفي مسعاه الحميد قال للوالد مرافعاً عن الأعمش : (هذا سيدنا وشيخنا الأعمش، فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه، وحُموشة ساقيه، وضعف ركبتيه، وقزل رجليه، و...)..قبل ان يسترسل في الفضح البليغ، صاح فيه الأعمش : ( تبا لك يا هذا، قم عنا، لقد ذكرت من عيوبي ما لم يكن يعرفها)..!! :: وهكذا بعضنا في وسائل الإعلام، أي يفضح من يُحب بمظان أنه يمدح أو يترافع عنه.. والذين عاتبوني على اللغة التي كتبت بها قضية الفيتوري لم يشاهدوا التقرير الذي أعدته - عنه - الأستاذة إكرام الأزرق ثم قدمته عبر فضائية (إم بي سي)، ولو شاهدوه لما كان العتاب..فالتقرير، وليس أنا، من قال أن الفيتوري يعيش منزوياً (ومُعدماً)..ولم يقف عند هذا الحد، بل إنتهك خصوصية الرجل بتصوير أعضاء الجسد المصابة ب(الشلل والإرتجاف)، ثم عكس - تصريحا وتلميحاً- بأن الفيتوري وأسرته بحاجة لمن يطعهم ويداويهم، وشكل العرض بمرض الفيتوري والتعرض لوضعه حضورا واسعاً طوال زمن التقرير..للأسف، لم يكن تقريراً فنياً ولا إجتماعياً، بل كان ( عرض حال)، أي بالعربي الفصيح تسول لايرضي الفيتوري ولا عشيرته ولا عشاق شعره..وهذه القناة أذكى من أن تفضح بمظان أنها (تمدح أوتترافع)..ما كان عليهم إخراج الفيتوري للعالم ب (هذا الوضع)، وخاصة أنه ليس بهذا الوضع ..!! :: وبالمناسبة، قبل سنوات، ضجت الصحف بقضية البروف محمد هاشم عوض، عليه رحمة الله، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم في عهدها الذهبي، وتخرج على يده الكثير من أبناء وبنات أساتذة الاقتصاد بالعالميْن العربي والأفريقي حتى لُقِّب ب (أبي الاقتصاد )، وكان وزيراً للتجارة أيضاً.. وعندما أصدرت جامعة الخرطوم قراراً ضده بإخلاء منزل الجامعة - حسب لوائح الجامعة - ثارت الصحف.. وللأمانة، لم أهاجم جامعة الخرطوم على تطبيق اللوائح، بل تساءلت : كيف من عاش أستاذاً وعميداً ووزيرا للإقتصاد أن يكون بلا منزل ؟.. ثم إقترحت للحكومة تكريم البروف هاشم بمنزل بديل عن منزل الجامعة، وبهذا تكون قد أعطت لمن يستحق، وكذلك ترفع الحرج عن جامعة الخرطوم لتطبق لوائحها على الجميع بالعدل والمساواة..!! :: ثم كانت الحقيقة الصادمة للصحف، لم يمت البروف محمد هاشم عوض (فقيراً معدما)، إذ له أبناء نجباء بالخارج والداخل، ولم يتركوه ولم يتركهم يسألون الناس ليعطوهم أو يمنعوهم.. فعلاما كانت تلك الضجة الكبرى؟..الله أعلم، ولكن يبقى مصدرها البعض الذي يفضح بلا وعي بمظان (يمدح ويترافع).. والغافل - وقد يكون قارئاً أو مشاهداً - من ظن الأشياء هي الأشياء، قالها الفيتوري في رائعته ياقوت العرش..وهذا - تقريباً - ما كاد يحدث للفيتوري، ولكن - الحمد لله - إنتبهت ليبيا لضجة بعض أهل السودان.. وبلا تفاصيل، هناك حراك ليبي لإنقاذ الفيتوري من تقارير وكتابات ( شيل الحس)، وكما قال الأخ أحمد محمد البدوي بعد حديثه مع قيادات ليبية : ( وذلك أجدى من الصخب - باسمه - في المحافل مغريباً وسودانياً)..ومع ذلك، سيظل فينا من يفضح بمظان يمدح ويترافع، ودائما هناك غافل يظن بأن الأشياء هي الأشياء ..!! [email protected]