عذراً في البداية أنني لم أجد تشبيها مطابقاً لفضائح النظام الإنقاذي الذي يتوالى تصاعد نتانة رائحتها غير وصفها بحوض أو كوم الزبالة حينما يكون مغطىً في قارعة الطريق أو داخل الحوش بغرض التخمر .. فتكون رائحته خامدة تحت الطبقة الكثيفة التي ما أن تضربها الطورية حتى تنفذ منها الأبخرة التي تجبر السابلة على سد الأنوف أو التقيوء ! وهاهي اقلام الصحفيين الأحرار هي بمثابة تلك الطورية ذات الضربة القوية بسواعد الحس الوطني تكشف لنا كل يوم واحدة من الفضائح التي مهما تستر أهلها بنفوذهم الزائل وأحتموا خلف سلطتهم الهشة فإنها لا محالة ستفوح رائحتها طالما أن هنالك رجال ونساء يتتبعون أثرها ولا يهمهم كثيراً إن هم تعرضوا لمحاولات الإغتيال والتعدي على أجسادهم بالضرب الذي يسيل دماءهم النقية من دنس رشاوي ونجاسة عطايا أولئك اللصوص الذين أفقدتهم الملاحقة بالحقيقة المرة بقية أعصابهم المنهارة من الخوف وعقاب الشعب الغاضب فباتوا يلجأون لأسلوب البلطجة وطريقة المافيا وعصابات المخدرات في التخلص ممن يشكلون خطراً عليهم بوخزات الأقلام النيرة التي تعرف كيف تؤلمهم بطعناتِ مباشرة وفي صميم اللحم وإن كان مكسياً بجلود تخينة فإنها تخترقها لتصل الى لحمهم الحرام الذي نشك في أنه حي ! كل الأحداث التي برزت الى السطح في العامين الماضين وحتى الأمس القريب تؤكد أن المفسدين من أهل النظام قد بدأوا يتحسسون البطحات التي على روؤسهم .. ! والي النيل الأبيض قذفته إحدى مهيرات الوطن بحذائها لآنها متأكدة من فساد الأجهزة التي على راسها هو .. فيحاول مقاضاتها ليشغل الراي العام بمتابعة القضية إنصرافاً عن الموضوع الأساسي الذي نجمت عنه الغضبة والضربة الحرة المباشرة .. فيما يقوم أحد وزراءذات الولاية بمداهمة بيت صحفي آخر بدعوى وجود مخدرات بمنزله والمسألة من الواضح أن فيها مسرحية تلفيق لإسكات ذلك الصوت الذي كشف المستورة بصرخة قلمه القوية الصوت ! وزير الدفاع يقاضي زميلاً آخر اثار شبهة إغتيال المشير الزبير ورفاقه بتعرض طائرتهم لقذيفة صاروخية.. وصحفية أخرى تقتاد الى التحقيق في مقال سخرت من عدم سقوط طائرات الكيزان الذين يكتنزون المال المسروق في ماليزيا وبلاد أخرى ويتجولون جواً جيئة ً وذهاباً وهو مقال بغض النظر عن عدم لياقته من وجهة نظر الكثيرين ولكنه تعبير عن كراهية الناس لهؤلاء القوم المتحجرين فوق الأنفس والأنفاس! بالأمس يتعرض زميل هو رئيس تحرير أيضاً الى هجوم عصابات الأمن ومن ورائهم شبهة المشاركة أو التحريض تحوم حول ذات الوالي المضروب بالشبشب إلا أن بسالة الزميل وشجاعته مكنته من التغلب على العصابة المعتدية التي ولت الأدبار .. ولا ننسي زميلنا رئيس التحرير الذي داهمته عصابة أخرى لإسكات قلمه الذي نخر كثيراً في ذات حوض الزبالة النتن ! والأيام حبلى بالمزيد والمزيد من نتانة الفضائح التي ستكشف عن الكثير من الجرائم المرتكبة في حق هذا الوطن وشعبه الأبي الصابر والالاف من شرفائه الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمواقفهم النبيلة في وجه الظلم والضيم أو سجنوا أو عذبوا أو شردوا من قبل هذا النظام الذي صفى حتى بعضاً من جماعته في ظل لعبة الكراسي التي لا تحتمل إلا مؤخرة واحدة ..! فسنرى عجباً حتماً ما دمنا ننتظر رجبا و ما دام هنالك أقلام تضرب كالطوريات في ذلك الركام الذي أزكم أنوف البعيد قبل القريب .. فالتحية لكل قلم حر ولكل ضمير حي يؤثر الجهر بالحقيقة على الخوف من تلك العصابات المرتعدة جُبناً من الحساب الولد الذي لابد من صنعائه ولو طال المصير ! [email protected]