لا أريد الخوض في تفاصيل قضية الجسم الضوئي الذي واجهته مضادات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة وتلك الملابسات الموضحة في بيان القوات المسلحة .. كما أن الشائعات التي أنتجها الحدث هي أيضاً متوقعة بالتأكيد فقريحة الخيال الشعبي أصبحت تتمتع بقدرات حاضرة وسريعة في نسج روايات وقصص وحكايات يتم تداولها ونشرها بسرعة البرق حول أي حدث تتأخر المعلومات حول طبيعته وتفاصيله .. لذلك قلنا وكررنا كثيراً القول بأن إيقاع انتشار وتداول المعلومات في عالم الوات ساب ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن مجاراته واللحاق به ومكافحة الشائعة فيه إلا باستخدام نفس الأدوات وتنشيط حسابات الكترونية رسمية تتولى هي بث المعلومات الصحيحة أولا بأول .. ليس هذا زمان البيانات التقليدية التي كان يترقبها المواطن ويصبر علي الانتظار لسماعها .. هذا زمان يجب أن تكون فيه خدمة تقديم الحقائق والمعلومات مواكبة تنافس الشائعة في منبرها .. تنافسها في التويتر والفيسبوك والوات ساب واليوتيوب من الوهلة الأولى .. وهذا القصور في توفير المعلومات بشكل مبكر وفي نفس الوسائل الموبوءة بالأكاذيب والشائعات .. هذا القصور هو السبب في توالد شائعات مضادة لتلك الشائعات عبارة عن اجتهادات من مصادر تريد أن تكافح الشائعة بشائعة أخرى وهذا هو الذي حدث بالضبط في قضية وادي سيدنا أول أمس ، فقد رصدت كماً هائلا ً من الشائعات التي حاول البعض نسجها لتطمين الناس وثبت بعد ذلك عدم صحتها مثل الحديث عن انفجار محدود وقع في مخازن الزخيرة بالكلية الحربية بسبب التماس كهربائي ،، وشائعة أخر تقول إن ما تسمعونه من أصوات عبارة عن تمرين بالذخيرة لطلاب الكلية الحربية .. وغيرها من الشائعات المضادة للشائعات طالعناها ليلة الثلاثاء تحت عناوين تقول ( اطمئنوا ليس هناك شيء مخيف ) ثم يسردون علينا قصصاً اتضح فيما بعد أنها غير صحيحة .. لا يمكن مكافحة الشائعات والشائعات المضادة إلا بتوفير منابر الكترونية على وسائل التواصل ناطقة باسم المؤسسات الرسمية تكون هي المرجع الأول والسهل والسريع للمواطن حين يدهمه استفهام حول حدث ما يدخل موقع الحكومة على الفيسبوك فيجد ولو سطراً واحداً ( تصبيرة ) وقائية بعدها تأتي المعلومات أولاً بأول .. هذا هو الأسلوب الذي اتخذته الكثير من دول العالم لتخفيف الشائعات ومنع الشائعات المضادة أيضاً .. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين اليوم التالي