عاد الخبراء الأتراك إلى مدينة بورتسودان لاستئناف تشغيل طائرات مسيّرة من طراز أكينجي، وذلك بعد أسابيع من مغادرتهم المدينة في أعقاب ضربة دقيقة استهدفت مواقع تشغيل الطائرات في مايو الماضي. وبحسب ما علمته الراكوبة من مصادر ميدانية، فإن السلطات التركية نسّقت مع إدارة بورتسودان لإجلاء الفريق التركي عقب الهجوم السابق، إلا أن نفس الفريق عاد مؤخرًا وبدأ في إعادة تشغيل الأنظمة الجوية من الموقع ذاته. تأتي هذه التطورات متطابقة مع ما كشفه تحقيق حديث لصحيفة واشنطن بوست، والتي ذكرت أن سلطة بورتسودان تسلمت دفعة من المسيّرات عبر دولة مالي، وسط ترجيحات بأن تركيا هي الممول الحقيقي، ومالي مجرد واجهة تمويهية. ويعتقد مراقبون أن هذا التصعيد يعكس دعمًا عسكريًا مباشرًا من أنقرة لسلطة بورتسودان، مما يعزز فرضية انخراط تركيا في تقويض التحول المدني، عبر توسيع نطاق العمليات الجوية واستهداف المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المؤقتة. وتجدر الإشارة إلى أن عودة الخبراء الأتراك تمثل تحوّلًا مقلقًا في مسار الحرب، إذ تأتي في وقتٍ شهد فيه الصراع نوعًا من الزخم.