قال الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية (إن الفرد قبل الإنقاذ لم يكن باستطاعته أن يمتلك قميصين. الآن كل الدواليب مليانه). فما أتعسه من مثل يضربه الرجل عن منجزات الإنقاذ بعد حوالي ربع قرن من الزمان وهي في الحكم. المدهش حقاً أن النائب وهو يعدد المنجزات لم يتطرق إلى كم دولاراً كان يساويها الجنيه السوداني قبل الإنقاذ وحالته الراهنة. وكم عدد العاطلين عن العمل خاصة من الشباب في ظل الانقاذ. وكيف ارتفع عجز الموازنة من صفر إلى 10 مليار جنيه. ولماذا بلغت ديون السودان 42 مليار دولار، وصار السودان بلداً مستورداً عديم الصادرات يتعايش على القروض والمنح وآخرها القرض الكويتي الخامس والعشرين والبالغ 85 مليون دولار. ولماذا بيعت كل مؤسسات الدولة الزراعية والصناعية أو تمت خصخصتها؟ا وأين ذهب عائدها؟ وهو يعلم أكثر من غيره أن الفساد تجاوز ال63 مليار جنيه في عام واحد !!. وأن الميزان التجاري بلغ عجزه خلال الثلاثة أشهر المنصرمة 1.1 مليار دولار. وأن أسعار السلع الاستراتيجية الضرورية للأغلبية الساحقة من شعب السودان مثل السكر والقمح والمحروقات ارتفعت بنسبة 100% إلى 350%. وحدث ولا حرج عن البيئة التي حولت البلاد إلى مقر للقمامة وما تحدثه من افرازات ضارة. ونعيد السيد الحاج آدم إلى تقرير وزير الصحة عن العام 2013م الذي عرضه على البرلمان ووضح فيه أن السودان تحول إلى حاضن لكل أمراض سوء التغذية مع خصخصة المستشفيات وغلاء اسعار الدواء والعلاج وتدني مستوى التمريض. النائب الحاج آدم نفسه تمرد على هذه الأوضاع ووجهت إليه تهمة المحاولة الإنقلابية. فما الذي استجد ليدلي بمثل هذا التصريح سوى(الفشخرة) الفارغة التي تغالط الواقع وتقلب حقائقه رأساً على عقب. ليتها كانت مفاخرة برفع المعاناة عن كاهل الشعب أو مقارنة موضوعية بين ما كان يأكله المواطن قبل الإنقاذ وما يتعاطاه الآن من خشاش الأرض و(الكوش). هل يعقل أن يدلي بمثل هذه المقارنة شخص في منصب نائب رئيس الجمهورية أول ما تقفز إلى رأسه (الدلاقين) وليس القوت والماء والعلاج. إن كان هذا التصريح الذي نشرته الصحف حقيقة، فإن الحاج آدم يوسف ربما يقصد دواليب منزله هو وأمثاله. أما شعب السودان فقد باع دواليبه ومعظم أثاثات منزله في ظل الانقاذ ليصرفها علي أكله وعلاجه وتعليم أبنائه. ومع ذلك فهو يعيش ب (1⁄2 بطن). فالرأسمالية الطفيلية الجشعة والنهمة لا تهمها غير بطونها هي وتعدد زوجات قادتها، والتفاخر في البنيان واللباس واستقطاب الثروة. شخص في مثل هذا الموقع يجب أن يفكر ألف مرة قبل أن يدلي بتصريحاته خاصة ما يلامس منها أو يمس الشعب،إلا أن كل إناء بالذي فيه ينضح.