ماهر النظام الحالى فى رسم الخُطط النفسيه بصورة دقيقه لاختلاق أزمه تلو الاخرى فى السودان ، يعى النظام بصورة كبيره ضعفه لذلك حاول بشتى الطرق تغبيش وعى الجماهير والمناهضين وجرهم لساحات نزال رسم تفاصيلها بصورة دقيقه، سيطر المؤتمر الوطنى على معارضيه حتى دون أن يشعرو هم بذلك وفى ذلك أمثله كثيرة تتوالى على امتداد السنوات العجاف التى حكمت فيه العصبه الفاسدة البلاد . ومن هذة الامثله ما شهدناه سادتى و ما سُمى مجازاً أنتخابات فقبل هذة المهزله ارسل النظام رسالته حول العمليه الانتخابيه وعمل على طرح خيارات للقوى السياسيه الخيار الاول :- للتنظيمات الساسيه أحقيه المشاركه فى العمليه الانتخابيه الخيار الثانى للتنظيمات السياسيه أحقيه المقاطعه للعمليه الانتخابيه وهنا حصر النظام التنظميات ومؤسسات المجتمع المدنى فى خياران المشاركه أو المقاطعه وهذا الوضع يسمى أسلوب تآطيرى يجعل العقل الجمعى للقوى المناهضه للمؤتمر الوطنى ينحصر فى اختيارات محددة فرُضت عليها لا أرادياً ومُنعت من البحث عن الخيارات المتاحه الاخرى فى كيفيه مناهضه النظام ( فالانتخابات راعيها ومهندسها ومؤقتها النظام وطارح خياراتها النظام نفسه ) أذن فاختيار أى من الخيارات المطروحه هو أختيار قائم على مخطط من قبل الحزب الحاكم ، عليه فان الانتخابات المؤسسه بهذة الكيفيه ليست محور نقاش للقوى المناهضه وليست التنظيمات جزء منها حتى تُخير فى المقاطعه أو المشاركه . قلنا أن النظام يمارس هذا النوع من الحرب القائمه على علم النفس الاجتماعى لضعف كبير فى التنظيم فقوته ليست فى تماسك جبهته الداخليه كما يزعم قادته أو لقوة امنيه عسكريه فالنظام يعتمد على المليشيات والمرتزقه ، ولكن تنبع قوة نظام الخرطوم فى مقدرته على القراءة الاستباقيه للتنظيمات الاخرى المناهضه له ، ويمارس هذة الميزة ( ونقصد المقدرة على القراءة الاستباقيه ) باسلوب يجعل المناهضين له أمام خيارات لو دققنا النظر فيها نجدها مطروحه من قبل النظام نفسه مثل الانتخابات المشار اليها سابقاً ، وأكذوبه الحوار الوطنى مع القوى السياسيه فالحوار مطروح من قبل النظام متى ما اراد الى ذلك سبيلا واجنده الحوار تحدد من استخبارات النظام ومكان وزمان الحوار ، وحُشر المعارضون للحكم فى السودان فى خياران المشاركه فى الحوار تحت مسمى المصالح الوطنيه العليا ، أو الخيانه للوطن وعدم المشاركه ، يمارس النظام على القوى المناهضه لة سلطه ابويه واضحه فى الابجديات التى يطرحها النظام على هذة القوى ، وكُل هذا قادم من ضعف حقيقى ومحاوله للتغبيش عن حاله الضمور والانهاك الكبيرة التى وصلت اليها أجهزة التنظيم فى البلاد من ضغائن ومكايدات داخليه بين اعضاء وقيادات المؤتمر الوطنى ، ففرض الواصايا هذا يدلل على قبح نفسى رهيب وسلوك مرضى لاغلب عضويه التنظيم الحاكم . وتتضح العلاقه بصورة اكبر بين النظام والقوى السياسيه الاخرى من خلال أسلوب تاطير الخيارات ويتناوش المعارضون الخيارات هذة ويتبادلون التهم دون ان يدركوا انهم عاجزين عن طرح خيارات اخرى خلاف هذة الخيارات المطروحه من قبل النظام نفسه .ومثال لتلك السلطه الابويه كأن تقول أم لطفلها ( ما رايك ان تذهب الى الفراش الساعه الثامنه أو التاسعه ) يختار الطفل الساعه 9 وهو ما تريدة الام مسبقاً ودون حتى ان يشعر الطفل أنه مجبر بل يشعر فى قرارة نفسه بأنه قام بالاختيار ، وهذا بالضبط ما نجح فيه نظام الخرطوم فى كل جولاته وصراعاته مع القوى الاخرى التاطير ووضع الخيارات وبالتالى شل الخصم فى التفكير وايجاد حلول او خيارات أخرى خلاف الخيارات المطروحه ومن هذا ماحدث فى الانتخابات المنصرمه وما صاحبها من حملات مقاطعه باسم مقاطعه (انتخابات الدم ) و (ارحل) فكأن السؤال القائم من وقتها ماهى جدوى مشاركه القوى السياسيه فى خيارات النظام المقاطعه او المشاركه بل ماهى جدوى الحديث عن انتخابات النظام بصورةعامه فالانتخابات شأن يخص النظام بالدرجه الاولى والمؤتمر الوطنى متهم من قبل هذة القوى باغتصاب السلطه و يسعى كل المناهضين لة للقصاص العادل منه اذن ليس هنالك معنى للحديث عن مقاطعه فى الاساس فالمقاطعه اعتراف ضمنى بوجود الاخر ، ولهذا السبب وغيرة من الاسباب لم تستطيع القوى المقاطعه للانتخابات ان تطور حمله ارحل الى حراك فعلى مع الجماهير ولم تخرج بفعل ثورى يوازى المرحله او اى احتجاجات يتعاطف معها الشعب . نقول ذلك مع علمنا التام بان النظام ناجح ولحد كبير فى التاثير على القوى المناهضه ويستخدم فى ذلك كل مؤسسات الدوله مع دراسه نفسيه فى السيطرة اللاشعوريه على خصومه وفى كثير من الاحيان يمارس الفرد منا هذا النمط من السيطرة اللاشعوريه حتى دون علمه ومثال على ذلك عندما تذور شخص فى منزله ويسالك ( تشرب شاى ولا قهوة ) الان هو حدد لك خياران فقط وقد يمنعك الادب من اى طلب اخر . يقول علم النفس أن هذا الوضع يسمى وضع اطار للسلوك الذى نرغب حدوثه عند الطرف الاخر عن طريق استخدام اللغه ..أو تاطير الفكر وجعل العقل ينحصر فى اختيارات محددة ) وهذا ما سعى اليه نظام الخرطوم ليس فقط فى حربه مع المناهضين لحكمه ولكن ايضاً فى تدجين الشعب السودانى من خلال تسويقه عبارات مبتزله ومكررة مثل ( لو مشينا البجى منو ...؟ ) ( نحنا يا الفوضه مثل ليبيا ... الصومال ... سوريا ... العراق ..) والمؤسف ان بعض قوى الوعى والمنوط بها تغيير الواقع الاجتماعى والسياسى وبدون درايه وضعت ارجلها على طريق المخطط المرسوم من قبل النظام ... ونحن هنا لا نقع فى خطاء اخر وهو الايمان بنظريه المؤامرة ولكن كل الحجج والبراهين تدلل على ضعف نظام الخرطوم فى شتى المناحى ويتفوق على القوى الاخرى فقط فى القراءه الاستباقيه من خلال التاطير الفكرى هذا . الحزب الحاكم فى الخرطوم يعلم تماماً ضعفه وعدم قوته ولكن المعارضون له لايعلمون ولعلهم يعلمون بعد حين يقول الله تعالى (( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابه الارض تأكل منساته فلما خر تبينت الجن أن لو كانو يعلمون الغيب ما لبثو فى العذاب المهين )) سبأ 14 .... لذلك يحاول النظام بطرق شتى حجب وعى الجماهير الصاعدة بمحاوله خلق التنظيم الاسطورة وزرعها وحشرها حشراً فى العقل الجمعى للشعب السودانى ، انظر الى كيفيه استغلال وسائل التواصل الاجتماعى لخلق الاشاعه وصرف المواطنين عن كيفيه الاستفادة من هذة آلاليه فى تحقيق التغير القادم ، يستغل النظام حاله الاحباط العام الملازمه لاغلب ضحاياه ببث وترويج نكات تعبر عن عجز مؤلفها وتشير اليه ( مسطول أشترى عربيه وكتب عليها الانقاذ وعندما سُئل عن سر كتابته لهذا الاسم قال عشان ما تنقلب ) والتداول السمج لمثل هذة المقاطع يُدلل على حاله الغيبوبه التى يعانى منها الجميع فالمسطول هنا يشير الى الشعب والعربه الى النظام والسائل هو القوى المناهضه للنظام والتى ليس لها فعل غير السؤال والعلاقه مابين الشارى والمُشترى علاقه ملكيه لا دخل للسائل فيها وعلى ذلك قس . أعلامياً استحضر النظام فى جُل خطاباته الاحزاب السياسيه الاخرى فند كل سلبيات هذة التظيمات ومشاكلها ونوعيتها وكيفيه تكوينها هذا طبعاً من وجهه نظرة هو ، ثم طرح نفسه كبديل مع علمه التام بضعفه وعدم مصداقيته .... طرح النظام نفسه للشعب فى صيغه سؤال بعد ان الهب ظهر القوى المعارضه الاخرى اعلامياً وكانت صيغه السؤال .. لو نحنا مشينا البديل منو ......................؟ وانحصر العقل الجمعى فى خياران مرة اخرى ، أحزاب المعارضه المسلوقه بلسان الآله الاعلاميه للمؤتمر الوطنى والمواقف التعيسه لقادة الاحزاب ، وما بين النظام وطرحه المتانق لنفسه . وهذا نوع اخر من الحرب النفسيه التى يلعبها النظام مع خصومه وهو ما يعرف بعلم النفس الاعلامى بحيث تسخر الاله الاعلاميه اتجاة هدف معين ولايُكتفى بمجرد التنميط والكذب بل يعمدون كثيراً الى التكرار المستمر والحملات التى تلاحق الخصوم والتنظيمات السياسه وخلق عدو وهمى و صناعه ازمات داخليه من خلال الاعلام ، وهو اسلوب شائع لكثير من الحكومات الشموليه ، ومن خلال الاله الاعلاميه يصور المؤتمر الوطنى للاخرين تعاطف وتضامن الجماهير معه ويحاول اقناع الراى العام بكذبه ووعودة الفارغه ، ويبث رسالته الى الافراد المناهضين له ويسميهم افراد خارج القطيع بضرورة الانضمام الى طريق النصر والهديه والجنه ، ويحاول بسبل كثيرة الحفاظ على من هم داخل عباءته بتاكيد حتميه النصر ..وقرب فضح الاعداء ، وبذلك يكون الوهم الجمعى الذى يعتمد على الغريزة النفسيه المقهورة ويحثها الى الانضمام الى المنتصر من خلال التاكيد بانه الجانب المختار من قبل العنايه الالهيه وأنه الحق وبالتالى لايمكن مقاومته أذن من الافضل الانضمام اليه . تناول النظام الاحزاب السياسيه بصورة اشخاص وشخصن العمليه السياسيه بُرمتها واستطاع أن يثبت فى ذهنيه السودانيين أسماء محددة عندما يذكر تنظيم بعينه الامه .....السيد الصادق المهدى الاتحادى الديمقراطى مرتبط بمولانا محمد عثمان الميرغنى وتفنن النظام فى التنظيمان اعلاة بالانقسامات احياناً والتحييد فى قضايا مهمه احياناً اخرى وضرب التنظيمان من حيث المكون الاجتماعى لهم والبعد الطائفى ، اما الحزب الشيوعى فعمد النظام الى ادلجه الصراع بينهم الى بعدعقائدى قائم على أظهارالمفهوم الدينى وحول الصراع الى مسلم وكفار . وهذا ما كان يرنو اليه النظام من خلال حرب نفسيه وضعت غشاوة على العين وآلهت كثيرين عن ضعفه وخفقان قلبه المكلوم اسلوب التاطير الفكرى هذا جعل العقل الجمعى للشعب السودانى ينحصر فى خيارات فرضت عليه لا أرادياً ومنعت النخبه المثقفه الواعيه من اعمال الفعل والعقل فى البحث عن خيارات أخُرى . وهذا الامر يتجلى فى صورة اكثر وضوحاً فى طرح النظام نفسه كبديل أو كخيار أول .. والفوضى كخيار ثانى كما اشرنا الى ذلك سابقاً . عمل المؤتمر الوطنى على جعل الخيار الثانى أمر محسوس للموطن بعد ان أعمل خبثاً فى قيام تنظيمات عرقيه مسلحه وغذى النزعه العنصريه والجهويه ، وبعلم او دون علم كان خيار الانفصال محك شديد الخطورة لحكم الاسلاميين وحصر الجنوبين فى خياران اما الانفصال اوالوحدة مع المؤتمر الوطنى كحقيقه شاخصه . ولاجتثاث صدمه الانفصال للقوى السياسيه ومنظمات المجتمع المدنى ولاجتثاث الصدمه والخوف من ردة الفعل غير المحسوبه من أثر الانفصال والذى ارغم عليه الجنوبيون من خلال ممارسات النظام أستغل المؤتمر الوطنى حاله اللاوعى التى اجتاحت كل الوطن أبان مصرع القيادى الكتور جون قرن ويومها اجج مايعرف بالعنصريه العرقيه وظهر مصطلح ( يوم الاثنين الاسود) فى اعلام النظام ، وكان الخيار اما نحن او الفوضى ومرة اخرى حُشر الوطن فى خياران وبدون أعمال العقل للبحث عن خيار اخر كان الرد انتم . وبنفس الكيفيه تطرح حكومه السودان نفسها كصمام امان يزيد من محنه الوطن عندما ضاقت بالتعاطف العميق مع القضيه الدارفوريه والتى بدأت تتسرب رويداً رويداً الى العاصمه حينها غامر حكام السودان بمدينه امدرمان فى (عمليه الزراع الطويل) وتم تحويلها الى ساحه حرب بصورة ساديه مبالغ فيها . والان يتحول الصراع داخل مؤسسات التعليم العالى الى صراع جهوى عرقى هذة المؤسسات المدنيه كان من المفترض ان يعول عليها فى بناء الوطن الواحد . اكرم ابراهيم البكرى [email protected]