لك الله أيها الوطن المحزون المأزوم.. لا تنمية تحققت ولا استقرار بل صراع يتمدد.. وطن يموت فيه الناس فى كل يوم تُحصد أرواحهم ويُتزعزع فيه استقرارهم وتُغتال مروءتهم وفى اللاشئ ، وطن يحيا فيه البعض وهم فى حالة من حالات الرفاهية التى لا يوجد مثيلها أبداً رفاهية يتفوقون فيها على من سال وما زال النفط عندهم أنهارا ، نعم هم بيننا يستمتعون بالثراء اللا معقول يحصدون المليارات من كل العُملات فى بلادٍ معظم أهلها فقراء لا يعبأ أحدهم بما يدور ومآسى الناس تزداد ومع كل صباح جديد ، هكذا يموت الناس فى بلادى ليحيا غيرهم فى نعيم وترف خرافى إلى زوال هو ، قصيرةٌ أيامه .. حتماً سيزول وسيزول أصحابه وعند المولى العدل سبحانه وتعالى عالم كل شئ وصاحب الميزان الذى لا تُرجحه الأهواء ولا الولاءات ولا الانتماءات الحزبية ولا القبلية هناك سيجتمع الخصوم ويتساوى الناس وتصمُت الألسنة الطويلة وتتحدث الجوارح فقط الأيادى التى بطشت وسرقت والأرجل التى ركلت والأعين التى رأت كثرة المنكرات ستتحدث هذه الجوارح عن ما فعلت فى يوم لا ينفع فيه لا تحلل ولا توبة غير نصوحة ولا يتحمل فيه أحد وزر أخر مهما توطدت علاقتهما فى دُنيانا هذه.. لماذا يموت الناس فى بلادى هكذا..؟ رخيصةٌ أو ربما هى بلا قيمة أرواح أهلنا الذين راحوا ضحايا العبث واللامبالاة وحب الذات ، حتى الذين قُتلوا فى معركة العدل والمساواة الأخيرة من كل الأطراف فهم شبابنا والذين قُتلوا فى جنوب السودان الحبيب قبل انشطاره وفى كل مناطق النزاع التى تدور فيها الحروب اليوم فهم منا ونحن منهم سواء كانوا من الحركات أو الحكومة ، تُقتل النفس التى حرم الله قتلها عندنا عمداً من غير حق فى وطنٍ يتصدر الموت والقتل فيه الأخبار ولا أحد يهتم.. الحقوا أبو كارنكا وما جاورها.. المفارم فيها تدور وتطحن وبعنف فى أهلنا هناك والدماء تسيل بلا توقف لا تُميز فى دورانها المُخيف بين المعلاوى ولا الرزيقى ولا غيرهما ، أوقفوها وبحزم اقتلعوها بجد حتى لا تتمكن من الدوران ثانية بعد (يا ريت)، ولمصلحة من تدور هذه المفارم أما يخشى أصحاب المصلحة فيها أن تلتهمهم يوما.. أوقفوا المنتديات الأستثمارية الخاوية والاحتفالات بالفوز فى الانتخابات وكل مظاهر الفرح الأخرى والانفاق عليها فمثلها لا يوقف حرباً ولا يمنع رصاصاً حياً من أن يتشتت ويحصد ويُصيب المزيد من أرواحنا الرخيصة ، ادخروا كل هذه الأموال لتنفق فقط فى وقف هذا النزيف هيا نذهب جميعاً إلى شرق دارفور فهؤلاء الذين يتقاتلون هم أبناء هذا الوطن لا يهم من أى القبائل هم ولكنهم هم جزء لا يتجزأ من سكان وأبناء هذا الوطن الجريح.. والله المُستعان.. بلا أقنعة.. صحيفة الجريدة السودانية.. [email protected]