لم يعد مدهشا ان يجتمع وتحت لافتة واحده نار وثلج الاخوان الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل وعلى جاويش المراقب بالإنابة للإخوان المسلمين و كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي وحسن رزق عن حزب الإصلاح الآن و ناصر السيد عن الحزب الاشتراكي الإسلامي والأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير محمد الحسن والترابي مباركا ومتبسما من وراء حجب بضم الحاء والجيم ورهط المؤتمر الوطني والتنظيم العالمي من علي أرائكهم فكهين مستحسنين .فنحن وهم مدركين ان هذه المسميات وهؤلاء الاشخاص هم بعض من وجوه وواجهات النظام والتنظيم والجماعه و ان ادعوا غير ذلك و وكلهم (اخوان) رغم انف البشيرويمينه المغلظ! وكلهم بلا إستثناء منخرطون حتي النخاع تدبيرا وتنفيذا وشركاء اصلاء في كل جرائم الانقاذ ضد المواطن والوطن منذ غسق العام 1989 وحتي تاريخه. ربما يكون في حكم المجمع عليه ان مسيرة اخوان السودان المناصرة لاولياء نعمتهم اخوان مصر (رغم ضآلة اعداد المشاركين فيها نسبة وتناسب) والتي تذكرنا بالاقبال منقطع النظير الذي لاقته انتخابات المشير الاخيره من حيث القلة تلطفا حتي لا نقول العدم،تعد المسيرة سقوطاً اخلاقياً شنيعاً آخر وبكل المقاييس لما يسمي بالحركه الاسلاميه السودانيه وتفرعاتها الاميبيه .فهذه الحركه الشائهه فكرا ومسلكا تثبت كل يوم انها ليست سودانية ولا يهمها أي شأن سوداني مهما علت تراتبيته (الهندي عزالدينيه) وهي لا زالت تغط في نومها العميق ثمله متشحه بأسمال جرائمها ومفترشة اوزارها يدفئها ويداعب خيالها السقيم حلم الامميه الطفولي البئيس، حلم لطالما تغنوا به ومجدوه قرونا عددا ولم يفتح الله عليهم بتطبيقه حتي فيما بينهم،حلم تؤكد جل نماذجه علي ارض الواقع انه سرعان ما يتحول الي ملك عضوض وفرقة وشتات وجوع وتشريد ومسغبه واقتتال وشلالات من دماء اخوة الامس. وعودا الي المسيرة النشاز، دعونا نسالهم، علام هذه المسيره؟ وهل الحركه الاسلاميه وكوادرها(ما علمنا منهم وما لم نعلم)، هل هم في وضع اخلاقي يسمح لهم بالكلام عن الشرعيه والديمقراطيه والمحاكمات العادله وحقوق الانسان؟ فالبشير جاء بإنقلاب وكذا السيسي وكليهما (مشير) بالزانه وعصا المارشاليه وان كان رأس الاول افرغ من فؤاد ام موسي والثاني به عقل وفي الحالتين لا مجال لكلام عن شرعية هنا او هناك. ومشيرنا حاكم وقتل وصفي واعدم واغتصب وشرد ومشيرهم حاكم واعدم و ليس بوارد العدل هنا ولا المقارنة ايضا، فالثاني افضل وايضا يعقل.لعل الفرق الوحيد هو ان السيسي والمصريين لم يخرجوا قط في مظاهره مساندة او ضد اي حكم قضائي او شأن داخلي سوداني!! فمتي يتعلم بني قينقاع السودان الجدد الجغرافيا السياسيه وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخليه للدول؟؟ فالرجل الذي يتظاهرون ضده ويتوعدونه اليوم هو اهم المدعوين لحفل تنصيب البشير في الثاني من يونيو اي بعد زهاء الاسبوع من تاريخ التظاهره الخجوله! بل ويأملون منه دون حياء ان يبارك ويسبغ الشرعية علي نظامهم وان يكون حصان طراودة الذي يعبر بهم نحو خزائن الخليج وأحضان واموال ومساعدات الغرب الكافر! ويبقي الاهم متي يتعلم اولئك ان البكاء علي اللبن المسكوب لن يفيد وان النواح واللطم وشق الجيوب وحثو التراب علي الرؤوس حزنا علي الميت حرام لأنه من دعوي الجاهلية!!واحسن الله عزائكم في حركتكم واخوانيتكم. [email protected]