سبق أن أشرتُ في مشروع إنتاج الصمغ العربي و الذي نُشر ببعض المواقع لضرورة تحديد الأولويات، لأن مواردنا لا تحتمل ترف أي إنفاق غير مُجدٍ أو غير مُنتج.أيضاً ذكرتُ بأن كثيرين كتبوا حول مشاريع للنهضة دونما إيراد لنماذج محددة و قد تم تدشين مشروع كبير للنهضة الزراعية.و لكنني أري – وهذا تقديري قد يصيب و قد يخطئ، بأننا في بحثنا عن المشاريع التي ستحدث فارقاً بإذن الله لا بد لنا من حسن الإختيار و أن نضع الأولويات وفقاً لمؤشرات يمكن تحديدها – منها : 1- قلة التكلفة و قلة مدخلات الإنتاج 2- إستخدام و توفير فرص العمل لأعداد كثيرة و الحد من البطالة 3- المساهمة في محاربة الفقر 4- تغطية مساحات جغرافيةواسعة 5- إدخال عملات صعبة للبلاد 6- دعم امنتجين الحقيقيين 7- إستنهاض الهمم و تحريك الحس القومي 8- مشاركة واسعة لأصحاب المصلحة و كل العاملين في المجال الذي سيتم إختياره- مثلاً في مشروع إنتاج الصمغ، يتمإشراك المنتجين و التجار و المصدرينو المصنعين و المستخدمين للصمغ في الغرب و الشرق.و مخاطبتهم بشفافية. 9- أن يكون للقيم الإنسانية و الدينية مثل المحبة و الإثرة مكاناً علياً و كذلك المسئولية. 10- حماية البيئة و المستهلك و تحسين الجودة 11- سهولة تنفيذ المشروع و أن يعتمد علي منتجات طبيعية من الأرض و مواردها المختلفة. 11- أية عناصر أخري يمكن التعرف عليها و قياسها كمؤشرات تساهم في تطوير التخطيط و الوصول إلي الأهداف. مشروع إنتاج الأسماك و التماسيح: لم أتذوق من السمك ما هو ألذ من أسماكنا- خاصة أسماك النيل مع العلم لدينا أسماك البحر الأحمر و منتجاته الأخري كالجنبري. دون الدخول في تفاصيل حول كمية الإنتاج أو الحجم المتوقع للإنتاج من أسماك المياه العذبة أو المالحة فهو مشروع يعتمد علي الجمع و الحصاد –و دعك من زراعة الأسماك فهذا مجال أيضاً مجزٍ. أما السوق الداخلي فقد يستوعب كل الإنتاج – خاصة إذا ما تم تطوير السياحة و بذلك نخلق قيمة إضافية، تستوعب مزيداً من القوي العاملة. و من المفارقات ما أورده الأستاذ / عبد العظيم قسم السيد و هو يشرح لبعض المتدربين تحليل المشاكل و إيجاد الحلول لها- فقد حدثه بعضهم عن مشكلة تكاثر التماسيح و تأثيرها الضار علي الأسماك ! وهي لعمري مفارقة تنم عن قصر النظرأ إذ أن التماسيح مورد آخر أكثر جدوي من الأسماك ! فهي لها جلود فاخرة و لحوم طيبة و منتجات أخري عزيزة. مناطق الإنتاج في زيادة خاصة مع إنشاء السدود و الخزانات- مروي و سنار و الرصيرص و بحيرة النوبة و..... لا يحتاج هذا المشروع إلا لإستخدام المواعين المتوفرة حالياً و تجديد مشروع أسماك النوبة و إحياء صناعة المراكب و صناعة الشباك و غير ذلك من مستلزمات. كما يجب ألا نغفل السياسات ،إذ يجب أن تحدد حجم الإنتاج و نوعية الشباك ، كما تشجع إنتاج المزارع و بعد زمن محدد لا تسمح إلا بصادرات المزارع! حفاظاً علي ثروتنا و لمواجهة حساسية الخضر و مناصري البيئة. الجلود: إستمعتُ لمحطة السي إن إن عن الأعمال الصغيرة البادئة –Start ups في إفريقيا و كانت المتحدثة سيدة إثيوبية أوردت تجربتها في تصنيع الجلود في ذلك البلد الصديق و الذي ينتج حوالي 2.7 مليون قطعة من مختلف الأنواع سنوياً.وقد تمكنت تلك السيدة من تصنيع الأحذية و الشنط مع الحقائب و حتي الملبوسات الأنيقة و زيادة العمالة في مشغلها الصغير. لدينا إنتاج هائل يذهب خاماً و مدابغ معطلة و أعداداً من العطالة تبحث عن العمل عبر البحار الخطرة و الحدود الشائكة ! كل ما يلزمنا هو تعبئة الجهود و الطاقات لتشغيل المدابغ و المصانع و تشجيع البنوك علي التمويل و فناني البلاد علي التصميم و تجويد العمل. مجالات العمل عديدة منها –المدابغ، التجارة التصدير-غير أننا نحتاج للتدريب في سلخ الجلود و الدباغة و كذلك في صناعة الأحذية و الملبوسات و الشنط و غير ذلك من منتجات. عملٌ هائل سيستوعب أعداداً هائلة من الطاقات و ليبدأ الخبراء في إعداددراسات الجدوي لتحديد حجم الإنتاج بالمدابغ و حجم الأسواق و الصادرات المتوقعة و الأسواق الجديدة . حب البطيخ: كنت في صحبة الخال المهندس /أحمد محمد أحمد الأمين و هو رائد أعمال مثل خاله طيب الذكر عبد الوهاب موسي – المخترع العروف عندما عرض علينا رائد آخر للأعمال أمباز طالباً تحديد نوعيته – و معرفة المحصول ، بالطبع لم نفلح في تحديده و أخيراً أخبرنا بأنه أمباز حب البطيخ بعد عصره لإستخراج زيت نباتي جيد النوعية و هنا تكمن مشكلة المعرفة في السودان ! هل يُعقل و بلادنا تصدر آلاف الأطنان من حب البطيخ و منذ قرون و نحن نجهل إستخداماته و منها الزيت- زيت طعام طيبٌ و لا يستخدم فقط للقزقزة في دور السينما ! و كذلك علفٌ جيد للحيوانات ! لدينا معاصر و مصانع للزيزت يمكنها أن تعصر كل محاصيل إفريقيا ! و تبقي عاطلة ! و بنوك لا حصر لها يمكنها أن تمول ! و لكنها تحتاج لقيادات مثل المرحوم منصور أحمد الشيخ –أحد مؤسسي بنك الإدخار فقد حدثني عنه أحدهم قائلاً" عندما فكر منصور في دعم منتجي الأسماك الصيادين بمدني ، كان يذهب مع الفجر لمراقبة الصيد و معرفة بيئة العمل و الإنتاج – ليتمكن من تقديم خدمة جيدة- تفيد الصيادين و لا تقعد البنك" !! علف حب البطيخ سيكون خالٍ من الملوثات و هو ما يحتاجه العالم ! و لنبدأ في العمل و الإنتاج و أسواق المحاصيل و الترحيل و التجارة في الزيوت و الأعلاف.. يتبع ..مع الأمل في نشر الموضوع و أخذه بأي شكل و صورة و إعادة نشره إن كان منه رجاء أو فائدة