شهدت هذه الايام من تاريخ القارة الافريقيا و خاصة دولة جنوب السودان الوليدة بكثر المؤتمرات .فلا يكاد ينفض مؤتمر حتي يعقد اخر و قد نتجت هذه الظاهرة من كثرة المشاكل و التحديات التي يتعرض لها الدول الافريقيا من التخلف الاجتماعي و الحروبات الاهلية و الاخطار التي تحدد البشرية . و مما يؤسف له ان هذه المؤتمرات مع كثرتها لم تصل بعد الي الحل الناجح لمشاكل معظم الدول التي تعاني بامراض التخلف الاجتماعي و هي السبب الرئيسي لغياب الوعي الوطني مما جعل الواقع الوطني ضحية الضعف و التركيبة الاجتماعية الهش و معضلاتها بل ان هذه المشاكل اتسعت و تعقدت و حتي صارت تهدد بقيام حروبات اهلية قد تقضي على بعض الشعوب البشرية كما اصبحت تغيب تلك المشاكل العديد من الخدمات الاساسية التي ينبغي ان ينعم بها المواطن البسيط و هي الامن و السلام و السكينة كمتطلابات الحياة اليومية و الانسانية . و بجانب هذه المؤتمرات انشغل العديد من التجمعات الاقاليم و الولايات بدولة جنوب السودان بدلا من الدور الذي ينبغي على الاحزاب السياسية الوطنية بحيث ان الاحزاب السياسية هم المعنين بقيام دراسة الواقع الوطني وفقا للخطابات السياسية المطروحة في الشارع الجنوبي و ايضا دور الاحزاب قد تكون اقل ضررا من بقية التجمعات الاقاليم و التي لا تتسم بواقع قومي اكثر من الاحزاب و ان دل ما حدث في جنوب السودان يدل على الضعف و عدم قومية العديد من الاحزاب السياسية في جنوب و عدم الادراك الانظمة السياسية لدورهم الايجابي الذي يبنغي ان يقومون بها تجاه الوطن . اما مؤتمرات الاقاليم التي قامت علي المستوى جنوب السودان إذ يعتبر دليلا قاطع لغياب الوعي القومي عند الاحزاب و عدم القدرة على قراءت نتائج التكتلات الاقليمية و كل ما يترتب من تلك التقسيم الجهوي . لان الهدف من المؤتمرات قد تكون نتاج او الرغبة للوصول الي ايجاد حلول جزرية ممكنة للمشاكل و التحديات التي تواجه و تعاني منها الالاف من المواطنين في تلك البقعات الجغرافية و خاصة تلك الاقاليم التي قامت بالمؤتمرات و لكن يبقي السوال هل نجحت احد المؤتمرات التي قامت بتحقيق الاهداف السامية و المرجوه و التي من اجلها قامت المؤتمر ؟؟ ام جاءت نتيجة تلك المؤتمرات مخيبة للامال ؟؟؟ كثير من التساولات قد تكون شاغل بال اي مواطن شارك في احد المؤتمرات و لكن عندما قامت علي هذه التصور التي جعل البلاد عبارة عن مجموعات جغرافيا غير متبلورة في السأن القومي مما غيب جانب النظرة القومية للقضايا الوطنية و اصبح النظرة الاقليمية في الامور هي المنظور السائدة في الوسط الجنوبي بدلا من النظرة القومية التي باتت قاب قوسين او ادني لان هذا الطريقة او المنهجية التي انتهجها القيادات علي مستوى الوطن علي هذا التصور جعل البلاد اكثر هشاشا و غيب الوعي الوطني بالقضايا الوطنية و التي ينبغي ان يحيطها الشعب و يلتفون حوله لان ثقافة و الروح التربية الوطنية و تجاوز الانتماء البسيط اصبحت ضروريا بعد الصورة الخاطية حول قيادة الوطن بطريقة يسع الجميع و حتي يتمكن المواطن لمعالجة المشاكل و التحديات لان المؤتمرات الاقليمية لسيت هي الطريق السليم لوضع حلول جزرية لمشاكل الشعب الجنوبي بصورة مثالية و نتيجة لهذا التفكير الاقليمي برزت ملامح المشاكل و الازمة الاخيرة و التي كلف الشعب كثير من الاشياء لان الجهل و التخلف الاجتماعي هما السبب الرئيسي للمشاكل و التحديات التي تعاني منها الشعب و لا علاج لهما إلا بنشر ثقافة قبول الاخر و معرفة القضايا الوطنية و الاهتمام بها اكثر من المفاهيم الاقليمية التي اصبحت سائدة بطريقة ساهم بافشال و تغيب دور الاحزاب السياسية في الشأن الوطني . وإذ امكنا القضاء علي الجهل يمكن ان يتحقق الحياة المثالية البسيطة و التي يفتقده الشعب من فترات من الزمان . [email protected]