فى أول مشوار زى ما قال لى صديقى لاقاه شاب فى مقتبل العمر : - ركشا .. ركشا توقفت محييا الشاب وقبل أن يرد التحية قال لى : - عندك أمل بحرى فى أغنيتها الشهيرة " حبيبى فى العصر مرورو " - أمل بحرى ولا أمل عطبرة , ما عندى , مفتش قيط أنا أمر فى العصر وبعدين تقصد شنو بالكلام دا , ما يمر فى العصر عندو ركشا أصلو .. وطلعت طوالى خليت الشاب قال فى العصر مررو قال . وتانى مشوار جاءنى واحد وقال لى عندنا مشوار صغير , بس أمى ماشية من الشارع دا للشارع التانى , إستغرب صاحبى زى ما قال وشك فى الموضوع معقول شارعين بركبوا ليها ركشا , قال كنت عايزأسأل الشاب لكنى سكت أوقفنى الشاب أمام باب أربع ضلف و صديقى منتظرا , وبعد شوية , إنفتحت ضلفتين الأولى والثانية , تلاتة مرقوا بى برة وأظن كما قال صديقى تلاتة بى جوة واسمع لك الجماعة من جوة يكوركوا : - إنت خليك ماسك الكتف - لا..لا إنت أرفع الكراع - إنت خليك مثبت الضهر وبعد المعافرة دى كلها طلعت رجل الحاجة اليمين , قال صديقى ناديت على الشاب وقال ليهو بس أكب بنزين وأجيكم , وعصر الركشا وطيران , والله دى شارعين دى ما تشوفوا ليكم دفار .. بعد دا قال لى رميت للحاجة ال100 جنيه , لاحظ أنو دا بعد صلاة العشاء . بعد ذلك قال لى الأمور سلكت معاهو بصورة دراماتيكية , أطلع بعد صلاة المغرب خماسا وأعود بعد صلاة العشاء بطانا , زى الأوز الأمور تبدلت كثيرا وبقت ونستنا شكلها كتر ما زى أول ورأيت بعض الأوانى التركية القديمة حلت محلها الأوانى التايوانية والماليزية وأخذنا نسمع للوجبة صليلا , كما لاحظت أنو فى وردة بيضاء داخل كوب زجاجى على تربيزة الصفرة . وأنا أصبحت غير مسموح لى بمغادرة البيت إلا وربطة العنق معلقة على عنقى , الفنان سبت أنا .. سبت . ولاحظت أيضا هناك حركة غير عادية فى غدو ورواح نساء حينا ناحية بيتنا . وشيخة الصندوق قال لى كانت مكرهانى أفريقيا وما حصل بسمت بالغلط فى وشى إن دفعنا ليها ولا مادفعنا , بقت داخلة تتبسم ومارقة مثل ذلك : يا حاجة شايفك دايمة البسمة فى غير عادتك عملت ليكى ختة فى الكويت ولاشنو ؟ ولا عندكم بروفة بى جوة ؟ . لا كنت ببارك للحاجة الإزدهار الإقتصادى الوقع عليكم بسبب إدخالكم الركشا فى السوق الموازية . المهم الحاجة كانت مرتاحة على الآخر وأنا كذلك زى ما قال لى صديقى سايق الركشا .. جئت ذات أمسية يحكى صديقى وسلمتها 150 عدا نقدا , وإتعشينا عشاء كبار زوار ما شفتو حتى فى عرسى .. - إنتى عارفة يا حاجة لو أنا كنت عارف الحكاية دى من بدرى كنت أخدت إجازة بدون مرتب أسع كان بنينا الطابق التانى وأجرناه وكان إشترينا ركشا تانية - أسع ما تأخد الإجازة , الإجازات كملت , إن كان قالوا كدى ولا كدى قدم إستقالتك عديل . وأيضا بفضل الركشا قال صديقى أن الكثير من تضاريس بيتنا القديم إتعدلت , وحسب قوله أنو بيتهم كان ما عندو خريطة كان عندو تضاريس , تغيرت التضاريس والواجهة الرئيسية للبيت تم تغييرها , لقد طرأت والحمد لله تحسينات كما قال صديقى كبيرة فى متوسط مستوى دخل الفرد فى الأسرة مع إرتفاع ملحوظ فى سعر الصرف المنزلى . فأصبح بيتنا منتجع لضيوف الجمعة والهجعة بعد ان كانوا لايعروننا إهتماما إلا فى الأعياد والموالد , إنت فى دا ولابتاعين اللبن الكنت أهاجر ليهم هجرة , قالوا لى إنت موضوع اللبن دا خليهو علينا , أول مرة أشوف اللبن فيهو وش قشطة .. وناس اللجنة الشعبية يحكى صديقى من أول إنتخابات تانى ما شفت واحد منهم ماشى ساكت بى قدام تضاريس بيتنا القديم , جاءنى وفد رفيع المستوى منهم برئاسة رئيس اللجنة شخصيا متسألين : - أما أنت سائق الركشا ؟ - بلى يا هولاء – أهناك حائط إنهار فى المدرسة , أم تريدون مد حلقة الوصل التى لاتمد ما بين خور المطر ونهر النيل . - لا..لا لقد جئنا لندعوك لإجتماع هام يقام بالمدرسة لمناقشة الثابت والمتحول فى علاقة الناس بالحى .. قال لى صديقى أنا محتار إشتريت ركشا أنا ولاقطر كريمة . وأكثر من لقاء على الهواء مباشرة تستوقفنى فيه الفضائيات , لتسألننى عن دور قادة " الركشات فى حل الأزمات " .. أنا ذاتى كنت عوير لو عارف كدا كنت إشتريت الركشا دى من زمان وكنت أسع ممثلكم فى البرلمان الجديد .. إن شاء الله فى الكوتة . قال لى صديقى حتى أغانى البنات إتغيرت إيقاعاتها مع عادم ركشتنا : " يا بتاع الركشا يالسايق الركشا ما عارف كيف نحن بنقراء " ما يوحى بأن هناك ازمة مواصلات فى قطاع الطلاب. وكما قال لى صديقى الغريب فى الأمر أن أصغر بناته قالت له ذات امسية يا بابا ما نمشى سياحة لى جزر فيجى فإنبهر صديقى : - يا بت إنتى الكلام دا جبتى من وين - دى ما ماما قالت لى أمشى قولى لى أبوك كدا - إنتى أمك دى قايلة رقبتا عندها ركشا ولاعندها الخطوط القطرية نواصل .. [email protected]