من سوء حظ الدكتور محمد طاهر ايلا ان وضعته تشكيلة الحكومة الجديدة والياً على ولاية الجزيرة ، وما ادراك ما الجزيرة ، مساحة مترامية ومشكلات متعددة ومعقدة ، فالامر لا يبدو سهلاً ، فما هو مكتوم فى قلب ارض الجزيرة وفى جوف اهلها يعد اكبر واخطر مما هو ظاهر فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، يُعد نتاجاً مباشراً لظلم كبير لحق بالجزيرة واهلها منذ اكثر من عقدين من الزمان جعل الجزيرة تعانى من تردى فى خدمات الصحة والتعليم والطرق وغيرها من الخدمات الحيايتية الاخرى فى كل بقاعها وقراها ودساكرها ظلماً جعل انسان الجزيرة على هامش الوطن مما ولد كميات من الغبن فى جوف انسانها وفى قلب ارضها الخضراء البكر المغلوبة على امرها ، هذا رغما عن تمدد مشروع الجزيرة على رقعتها كأكبر مشروع زراعى فى افريقيا جعل الجزيرة مثل (ابل الرحيل شايلة السقا وعطشانة ) وهذه فى حد ذاتها قصة لنا فيها رأى وكلمة ودعوة . فلا يطمئننك قوم بان الامور فى الجزيرة على ما يرام وان كل شيئ يسير كما هو مخطط له ، بل على العكس تماماً ليس فى الجزيرة يا دكتور ايلا ما يجعلك ( ترقد قفا ، وتخت فى بطنك بطيخة صيفى ) فهناك تحديات كبيرة ترقد امامك اولها واكبرها على الاطلاق قضية مشروع الجزيرة ، كما ان اهل الجزيرة ليسوا على قلب رجل واحد وهذه من اخطر التحديات فقد فرقتهم قضايا كثيرة وكبيرة يأتى على راسها على الاطلاق مشروع الجزيرة ومشروعات التنمية والخدمات الاخرى التى تنضوى جميعها تحت مشروع كبير اعلن ضربة البداية فيه الوالى السابق الدكتور محمد يوسف على وهو مشروع نفرة ونهضة ولاية الجزيرة املاً فى ان تتسلم راية المشروع وان تمضى فيه بكل بسالة وجدية ، فالامتحان عسير . . عسير . . عسير . . يا سعادة الوالى ايلا . مثلما ايلا سيئ الحظ بان وضعته قسمته والياً على الجزيرة ، الا ان اهل الجزيرة محظوظون بدرجة كبيرة بان تولى امرهم مثل الدكتور محمد طاهر ايلا اذ ان الرجل انجازاته فى ولاية البحر الاحمر تقف شاهدة على عطائه الذى ينتظره اهل الجزيرة علماً بان ولاية الجزيرة ليست كولاية البحر الاحمر ومجتمعها غير وانسانها غير ومقوماتها غير ، وهذا لا يجب ان يدع مساحة كبيرة للتفاؤل ولكن تبقى الثقة وبصيص من الامل قائم فى شخص الدكتور ايلا عسى ولعل ان يزيل بعض الضيم عن كاهلهم . ولاية الجزيرة يا دكتور ايلا يمتد على بساطها الاخضر اكبر مشروع زراعى فى افريقيا كما هو معلوم لديكم ولعله يمكن ان يمثل مرتكز اساسى وواحداً من اهم الموارد التى يمكن ان تسهم فى النهضة والتنمية المنشودة بالولاية ولكن هذا لا يمكن ان يتم الا بشئ واحد وهو ان يعود المشروع الى اهله بالجزيرة ، وان يصبح المشروع ولائياً وملكاً حراً خالصاً مخلصاً لاهل الجزيرة ومن ثم اجراء المراجعات والحساب الولد لكل ضالع فى مؤامرات قتل المشروع بكل الادوات المشروعة وغير المشروعة والتى منها قانون 2005 م والذى كان بمثابة رصاصة الرحمة على المشروع وفخاً وقع فيه اهل الجزيرة بفعل عدد من المحسوبين على الولاية والمشروع ، وهذه دعوة اجددها مرة اخرى يا دكتور ايلا وارفع بها صوتى عالياً ان ( دعوا المشروع لاهله ) فقد سبق ان دعوت لذلك فى مساحات اخرى وساظل ادعو ما حييت إذ ان ذلك يمثل الحل الاوحد لا غيره حتى تعود الجزيرة الى سيرتها الاولى وتنعم بما ينعم به الاخرون من مستشفيات ومدن طبية بأحدث المواصفات العالمية ، ومدارس تملا ( الخلا والصى ) وطرق تمتد وتتلوى فى قلب صحراء بلقع غير مرجو منها ، ومطارات دولية لم تشهد هبوط طائرات الا نادراً . السيد والى ولاية الجزيرة الدكتور محمد طاهر ايلا ، امامك مسئولية جسيمة وعظيمة وتحديات جسام ، المبادرة الان بين يديك والحل مطروح وواضح ، نعم ندرك انه صعب لكنه ليس مستحيلاً ، ونعرفك ونشهد لك بانك رجل مواقف ، فاجمع اهل الجزيرة عليه بحنكتك ومقدراتك فهو حق مشروع ويجب ان يعود لاهله ونجدد مرة اخرى ان على الحكومة المركزية ان تختار الصيغة التى ترضيها فى ( عشائها الاخير ) فى المشروع ، فلن ( يحُك ظهر ) اهل الجزيرة غير ظفرهم ، فيا ايلا الامتحان عسير فمن اين تبدأ ؟ ؟ . . [email protected]