(25) دولة تدين بشدة الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في السودان على يد ميليشيا الدعم السريع    محمد حامد جمعة نوار يكتب: نواطير    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    الهلال يدشن انطلاقته المؤجلة في الدوري الرواندي أمام أي سي كيغالي    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    البرهان يطلع على أداء ديوان المراجع العام ويعد بتنفيذ توصياته    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د/حيدر ابراهيم يكتب عن الشخصية الأفريقية في زمن العولمة ومخاطر التطرف
نشر في الراكوبة يوم 08 - 07 - 2015

نشرت صحيفة القدس العربي اول امس 6 يوليو الجاري ورقة د/حيدر ابراهيم علي مدير مركز الدارسات السودانية والتي تحمل عنوان :
(( الشخصية الأفريقية وتصارع الهويات ، زمن العولمة ومخاطر التطرف في القبول والرفض )) .
وذلك في ندوة بالقاهرة تحت عنوان الهوية الأفريقية بين التفاعل الثقافي والصراع .
وقد قامت بتغطيتها الصحفية رانيا يوسف والتي اوردت ماقاله د/ حيدر ابراهيم علي في الورقة بأن ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻓﺎﻟﻬﻮﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻮﻫﺮﻳﺎً ﺃﻭ ﻣﻌﻄﻰ ﻣﺴﺒﻘﺎً، ﺑﻞ ﺗﺼﻨﻊ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﺆﺩﻱ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ؟ ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥ ﺑﺤﺚ ﺍﻟﻬﻮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻋﻘﻴﻢ ﻭﻣﻀﺮ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ،
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺗﻔﻀﻴﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻭﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺎﺕ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻀﻲﺀ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺑﻼ ﻏﻤﻮﺽ، ﻓﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎً ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺎً ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ.
ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﻊ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻣﺨﻞ ﺣﻴﻦ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻛﺸﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻃﻴﻒ ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﻮﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻧﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻈﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻣﺜﻞ « ﺍﻟﺰﻧﻮﺟﺔ » ﻭ» ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ » ﻭ»ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ » ، ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺫﻫﻨﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﺖ ﺣﻴﺮﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻘﺐ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻓﻘﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻛﻤﺎ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻳﻤﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ، ﻣﻤﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ.
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﻔﺸﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻓﺸﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺣﺸﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ، ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ، ﻭﺗﻌﺠﺰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻟﻮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ، ﻓﺘﻘﻨﻊ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺑﻌﺚ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ، ﻭﺭﺿﻴﺖ
ﺑﺘﺮﻙ ﻣﺼﺎﺋﺮﻫﺎ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﻳﺤﻜﻤﻮﻥ
ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺑﻼ ﺭﺅﻱ، ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﺼﺮ
ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ، ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺴﺐ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ، ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻒ ﻗﺮﻭﻧﺎً ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻓﻬﻲ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻱ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻓﻬﺬﻩ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻧﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺗﺤﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﺩﺓ.
ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭ «ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮﺍﻡ»
ﻭﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻹﺛﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻧﺤﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﻭﺗﻨﻮﻋﻬﺎ.
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﻠﻴﻔﻞ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻋﻤﻴﺪ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ، ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ «ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ »، ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻘﺎﻁ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻤﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﺣﻜﻤﺎً ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺮﺽ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺑﻞ ﻭﻛﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺮﻳﻜﺎً
ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻋﻤﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺟﻴﺪ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﻗﻤﻢ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﺃﻭ ﻋﺒﺮ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺮﺱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ « ﻧﻴﺒﺎﺩ» ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻗﺪﻡ ﺟﻬﺪﺍً ﻣﻠﻤﻮﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺭﺓ، ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻼﺣﻆ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻣﻤﺎﺛﻼً، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﻛﺎﻻﺕ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺃﻭ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﺃﻭ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻬﻀﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭﺗﺘﺠﺴﺪ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻳﻼﺀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻓﺮﻳﻘﻲ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺁﻟﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺈﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﻋﺒﺮ
ﺻﻮﺕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﻘﺪ ﻗﻤﺔ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ،
ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻣﺘﻬﺎﻧﻬﺎ ﻭﺗﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﻘﺪ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻳﻀﻢ ﺧﺒﺮﺍﺀ ﺇﻋﻼﻡ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﻴﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﻋﻘﺪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﻭﺭﺵ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﺳﻌﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻳﺠﺎﺑﻪ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺃﻓﻀﻞ
ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺆﺭﺧﻴﻦ ﻭﺭﻭﺍﺋﻴﻴﻦ
ﻭﺃﺩﺑﺎﺀ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﻭﺻﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺎﻓﺰﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻨﻪ .
ﺻﺎﻟﺢ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻴﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺁﺩﻡ ﺑﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺸﺎﺩ،
ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ، ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﺇﺫ ﺗﺒﺮﺯ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰﺍﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﻭ ﻧﺘﺎﺝ ﺣﻘﺒﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ، ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻼﻗﻰ ﺣﻴﻨﺎً ﻭﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﺃﻭ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺣﻴﻨﺎً، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ، ﺑﻞ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰﺍﺕ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﺇﺫ ﺗﺘﻨﻮﻉ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺩ
ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﻟﻠﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﺣﻴﻨﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰ، ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻮﺭ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﻭﻣﻄﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ.
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭﺍﻹﺛﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﺇﺫ ﺗﻌﺞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺑﺄﻧﻤﺎﻁ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺳﻼﻑ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺎﻻﺟﺪﺍﺩ ﺣﻴﻨﺎً ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺣﻴﻨﺎً، ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً .
ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ.
ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻳﺘﺄﺻﻞ ﻛﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎﺭﻉ ﻛﻤﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﺘﻠﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ، ﻓﺒﺎﺗﺖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺣﺒﺔ ﻭﻣﺴﺘﺒﺸﺮﺓ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻤﺆﺛﺮﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﻌﻮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ، ﻭﻛﺬﺍ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﻉٍ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺰﻝ
ﺑﺤﺬﺭ .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.