أخيرا وبعد ربع قرن من الاطاحة به يمثل الرئيس السابق لتشاد أمام محكمة أفريقية بدكار – السنغال ليواجه تهما بارتكابه جرائم ضد الانسانية أبان توليه السلطة في تشاد ويترقب التشاديون ومن ورائهم أفريقيا بشغف هذه المحاكمة وهم يذكرون فترة حكمه وقيادته للبلاد بألم كبير لما خلفته في نفوسهم من أثارقمع وتعذيب وهذه المحاكمة رغم تأخرها يحي الأمل في نفوس الافارقة بأن العدالة تطال الجميع وان الافارقة قادرون علي أخذ زمام الامور بايديهم بعيدا عن مصالح القوي الاستعمارية التي تجير الامور لصالحها ولخدمة أجندتها عبر مؤسسات ظاهرها العدالة وعدم الافلات من العقاب وياطنها تحقيق لأهداف بعيدة كل البعد عن قيم العدالة واستهداف لافريقيا , المحكمة الجنائية الدولية في ظاهرها أنها محكمة أسست علي خير ولأقامة العدالة فيما يتعلق بالقضايا الخطيرة التي ترتكبها الدول والشخصيات الاعتبارية ولا تستطيع القضاء الوطني من تقديمهم للعدالة ولكن القوي الأستعمارية أنحرفت بهذه المحكمة وحولتها الي أداء لأبتزاز قادة أفريقيا , وبالتالي فأن التحرك الافريقي الي انشاء محاكم أستثنائية تختص بمحاكمة القادة الافارقة خطوة أيجابية يجب تعزيزها حتي لا يفلت أحد من العقاب ,ومن حسن الطالع أن تأتي محاكمة حسين في هذا الوقت الذي يبدي فيه قادة أفريقيا تبرما من المحكمة الجنائية الدولية ذلك من كيلها بمكيالين وأن أتجاها أفريقيا عاما للانسحاب من هذه المحكمة مما يضع أفريقيا أمام مسئوليتها التاريخية لاقرار محكمتها الخاصة ,أن ما اقدمت عليه الاتحاد الافريقي ودولة السنغال بهذه المحاكمة والتي وجدت صدي طيبا لدي الشعوب الافريقية ومنظمات حقوق الأنسان والقانونين علي مستوي العالم لهي خطوة متقدمة في طريق تحقيق العدالة في أفريقيا مما يفتح الباب علي مصراعيه للحكم الرشيد الذي طالما أنتظره الافارقة طويلا فلا مجال في ظل وجود محكمة أفريقية من الأفلات من العقاب تحت دواعي السيادة الوطنية أو الحصانات فكل من يرتكب جرائم ضد الأنسانية وجرائم حرب وجريمة الابادة الجماعية مهما كان موقعه في الدولة وتعجز القضاء الوطني من ملاحقته فأن المحكمة الافريقية له بالمرصاد فلا منجاة له الا أن يكون الحكم وفقا لسيادة حكم القانون ...حق لشعوب أفريقيا أن يبتهجوا بعد طول أنتظار أن العدالة تظلل أفريقيا وأن لا أفلات من العقاب وأن طال الزمن . بارود صندل رجب - المحامي [email protected]