اختيار المسئولين فى السودان و معايير التعيين في المناصب العليا في الدولة من الوزراء والوكلاء وحتى المدراء و العاملين فى السلك الدبلماسى لايستند الي معايير الأحقية والصفات القيادية ،ولا يخضع لاى تقييم فنى او مفهوم علمى او معايير واضحة تحقق الأهداف والشعارات التى تخدم الوطن و الشعب وتساهم فى نهضته ، بل ظل تعيين المسئولين فى السودان يخضع فقط الى نظرية الاسترضاء و المحسوبية وشراء الخواطر ، حتى اصبح المواطن السودانى يحفظ عن ظهر قلب من يعمل فى الوزارات المختلفة ، و ظللنا لزمن طويل والى يومنا هذا نرى ان بعض الوزارات او المؤسسات تسيطر او تغلب عليها قبيلة او فئة بعينها، و قد ادت هذه السياسة الى كوارث حقيقة كبلت الوطن و حدت من تقدمه ونهضته ، لان من جاء بالمحسوبية حتى لو افترضنا انه امينا صادقا وعلى خلق قد يتسبب بإلحاق الاذى الجسيم بوطنه وشعبه بسبب قلة خبرته أو ضعف شخصيته و عدم درايته بالمهام التى وجد نفسه مسئولا عنها ، لذلك لايجب اختيار اى مسئول حتى يجتاز اختبارات طويلة يضعها مختصون بعناية بعد ان يكون تم التحقق من ماضيه كله والتحقق من صداقاته المعاصرة عن طريق جهات متخصصة و امينة ، وقد وضع لنا الشرع الذى تدعيه حكومة الانقاذ ولا تعمل به معايير اختيار المسئولين ، و قد وردت فى ذلك ايات صريحة فى قوله تعالى ( انَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين) (القصص: 26 ) و قوله تعالى ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ( يوسف: 55 ) و قوله تعالى (قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (247 سورة البقرة ) و ورد ان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سأل جلساءه : (أرأيتم لو ولّيت عليكم الكفؤ هل أكون قد أدّيت ما علي ؟ ) قالوا: نعم قال (لا حتى أنظر في عمله) .. ان سوء اختيار المسئولين قد اضر بنا كثيرا وجعل منا مادة للتندر وجلب لنا سخرية وتهكم الاخرين ، فلا غرابة ان نرى وزيرا يبيع ضميره واخر لا يهتم بمظهره و غيره يشترى بدلته من "البالة " او لا يحسن اختيارها فتظهر مهلهلة عليه لا يفيد معها التقييف ، و نسى كل هؤلاء والذين قاموا بتوظيفهم انهم يمثلون وطنا عريقا كالسودان امتدت جذوره لعشرات الاف السنين ... [email protected]