رغم البعد الجغرافي وطول المسافات، فأنا هنا في مهجري الكوري في أقصى الركن الشمالي الشرقي للكرة الأرضية حيث أقيم منذ عشرات السنين، تجدني حريصا بشكل يومي على متابعة أخبار بلادنا الحبيبة. ولا يسعنا إلا أن نحمد الله على ثورة المعلومات والاتصالات والتطور التقني الهائل الذي جعل ذلك سهلا وممكنا عبر الكثير من شبكات ونوافذ الاتصال الاجتماعي والصحافة الإلكترونية التي جعلتنا نستفتح صباحنا أينما كنا بأخبار السودان ونحن نحمل همومه ونتبع أخباره، قليلها الذي يسر، وكثيرها الذي صار مصدرا مستمرا للحسرة والألم. ومن بين هذا الكثير اليومي المتواصل أزعجتني بصورة أكبر تلك الأنباء المتواردة عن اندفاع عدد من شبابنا النيّر المستنير ممن تلقوا تعليما وتنويرا وتأهيلا أكاديميا وعلميا، كنا نأمل أن يسهموا به في تطوير بلادنا ورفعها من عثراتها الكثيرة ووضعها في طريق التطور السريع ،فآثروا بدلا عن ذلك الانخراط والانجرار وراء أفكار ظلامية ضالة من شاكلة تلك التي تقوم بها داعش وأخواتها. آلمني ذلك وأنا أعيش في بلد مثل كوريا وظللت عبر كل تلك السنوات أشاهد على الطبيعة شبابها وهو يبنيها بسواعد فتية نجحت في تطويرها ونقلها خلال أقل من نصف قرن من مجرد دولة فقيرة متخلفة متحاربة إلى واحدة من بين الدول العشر الأكثر تطورا في العالم. وأثناء متابعتي لتلك الأخبار اليومية كعادتي وقعت عيناي ذات يوم على قصيدة كتبها شاب سوداني اسمه أسعد سعيد يقول فيها : "نحن الدنيا فيها ضيوف تعالوا نعيشها متحابين ونرسم صفحة الأيام دنيا جميلة حب وحنين تعالوا نرتّب الفرحة يوم بسمات ويوم ضاحكين ينبع من نفوسنا جمال يفوح ينثر عبير ياسمين" أعجبتني هذه الكلمات البسيطة من شاب متفائل هو في نفس أو في عمر مقارب لأولئك الشباب المضلل الذين قتلوا الفرح والابتسامة والأمل في نفوس وأرواح آبائهم وأمهاتهم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل تعليم وتنوير فلذات أكبادهم لتفترسهم تلك الأفكار الظلامية المتخلفة. خطر لي أن مثل تلك الكلمات يمكن أن تكون مشروعا لعمل فني إبداعي شبابي جماعي يشارك فيه الكثير من الشباب الذين لا يجمع بينهم سوى حب الوطن وعشق السودان والعمل على انتشاله من كافة مشاكله وهمومه التي تتكاثر مع مشرق كل صباح جديد لتجعل شمسه الحارقة الساخنة أكثر سخونة وأقل توهجاً . وضعت بحكم اهتماماتي وقدراتي الموسيقية إطارا موسيقيا عاما وفضفاضا لتلك الكلمات على أمل أن يكون مجرد نواة أو أساس هيكلي أولي متواضع لعمل إبداعي متكامل من خلال إسهامات شبابية متنوعة عن طريق اقتراح إضافة مقاطع غنائية أو موسيقية أو أي أفكار أو صور أو مقاطع فيديو أو خلفيات يمكن أن تثري وتطور العمل. وبعد أن يصلني العدد المناسب من تلك الإسهامات سأسعى بالتعاون مع أشخاص أو جهات متخصصة لعمل المزج أو التوليف أو الدمج أو التركيب الموسيقي اللازم ، ثم البحث عن أي أصوات شابة مناسبة لتقديم العمل الفني الجماعي في شكل أوبريت ثم تسجيله وتصويره وإخراجه إخراجا مهنيا متخصصا في شكل فيديو كليب وتوزيعه وعرضه عبر كل القنوات المناسبة. أرفق أدناه تسجيلا للإطار الموسيقي العام الذي وضعته وأود أن أشير إلى إن الأمر في هذه المرحلة هو مجرد فكرة أو خاطرة يعتمد تنفيذها على ما يصلني من إسهامات فنية على نحو ما أوضحت وسألتزم شخصيا بأي تكاليف مالية يتطلبها تفعيل الفكرة وتنفيذ المشروع بالتعاون مع جهات هنا تملك التقنية اللازمة لذلك. آمل أن تصلني مثل هذه الإسهامات من قبل أي شاب أو شابة يأنس في نفسه القدرة والرغبة في المشاركة في مثل ذلك العمل على العنوان الإلكتروني أو البريدي المرفق، فحماس وحيوية الشباب هو وحده الذي يمكن أن يخلق مثل ذلك العمل الفني من أجل الإسهام في خلق سودان معافى جديد" يطيّب خاطر المجروح، يبل ريق البعاني سنين، نعيش في أرضه متسامحين،وكل محروم يلاقي حنين." أسامة بدوي الكردي [email protected] رابط الفيديو أدناه، بعوان " نحن الدنيا فيها ضيوف" .