:- إبان فورة التمكين المسعوره في بدايات عهد الانقاذ وفي إجتماع عاصف بين القياده السياسيه والقياده العسكريه بولاية غرب كردفان حول مقتضيات قيام معسكرات الخدمه الوطنيه،احتدم النقاش بين دكتور الجبلابي الوالي بالإنابه، والمتحمس لقيام المعسكرات كيفما اتفق دون النظر لمآلات الامور او الامكانات المتاحه و سعادة العقيد ياسين ممثل الفرقه العاشره الذي يري ضرورة التروي ودراسة الامر من كل جوانبه قبل الشروع فيه متعللا بأن الفرقه العاشره لا تستطيع توفير ما يلزم من بني تحتيه و(تعلمجيه) وضباط وغيرها من مستلزمات قيام معسكرات الخدمه الوطنيه.وعندما احتد النقاش بينهما قال دكتور الجبلابي مخاطبا العقيد ياسين.. يا ياسين..الشغل دا بتمشوهو ولا نشيلكم ونجيب ناس غيركم يمشوهو!! وظلت هذه العقليه ولا زالت مهمينه علي مقدرات البلاد والعباد حتي خلت البلاد من الكفاءات الوطنيه واهل التخصص والداريه وحلت العمله الردئيه محل العمله الجيده. الامر الذي اوصلنا الي ما نحن فيه الآن من تردي مريع في كافة مناحي الحياه لا يعلم منتهاه الا الله واقتصاد مترنح علي حافة الهاويه. وتظل سياسة الخصخصه العشوائيه الغير مدروسه هي أس بلاء الانقاذ واكبر جرائمها في حق المواطن والبلد. فبهذه الكلمه السحريه (خصخصه) تبخر مشروع الجزيره عماد اقتصاد السودان وبيعت سودانير وخط هيثرو والخطوط البحريه والسكه حديد والشركات واملاك الدوله والاراضي الحكوميه وغيرها من مرافق بل وطالت حتي الصحه والتعليم. والنتيجه ان البلد برمتها صارت مرتهنه في ايدي قله قليله من المتمكنين الممكنين ومن لف لفهم من نفعيين ووصوليين وغيرهم وقزمت الرأسماليه الوطنيه إلي حد بعيد بشكل ممنهج ومدروس. فمنهم من افلس ورمي به في السجون بسبب السياسات الاقتصاديه الاقصائيه الرعناء او لأسباب سياسيه معلومه ومنهم من ترك لهم الجمل بما حمل ونفذ بجلده طريدا خارج الوطن وهناك من حط رحله في دول وفرت بيئات استثماريه صحيه وقدمت لهم ما لم يقدمه لهم وطنهم المختطف من تسهيلات ومزايا .وفي المجمل صار السودان بيئه غير جاذبه للاستقرار طارده للإستثمار والانقاذ تسوم الناس سوء العذاب وهي غير معنيه تماما لا بتوظيف الناس ولا بمعيشتهم ولا حتي معنيه بإستخلاص العبر من نتائج حكمها الكارثي وسنيه التي زادت علي ربع القرن. وفي ظل هذه الاوضاع اعتمدت اسر كثيره بشكل كلي بعد الله تعالي علي ما يرسله أبنائها المتغربين في اصقاع الارض والبعض الاخر ظل يقتات من فضل ظهر بعض ابناء السودان الخيرين ممن أثروا مشكورين ابقاء أموالهم بالداخل واستثمارها لتوفير فرص عمل للمحتاجين رغم مخاطر الاستثمار العاليه. وأسامة داؤد احد هؤلاء،،فالرجل وبما له وعليه يظل احد النقاط القليله المضيئه في دجي الانقاذيين الكالح. وانا هنا لست في معرض الدفاع عن الرجل ولا اعرفه لا من قريب ولابعيد الا من خلال وسائل الاعلام ولكن سيرته واعماله تشهد عليه ويكفيه فخرا توفيره لأكثر من 8 مليون فرصه عمل داخل السودان واشادة تلفزيون البي بي سي المرموق في الرابط ادناه:- https://www.youtube.com/watch?v=MfdG2GZhuOo ومن يرد الاستفاضه عن افعال الرجل وسيرته ومسيرته فيلتكرم بالرجوع للرابط :- http://www.alrakoba.net/articles-act...w-id-41276.htm ورغم الغموض الكثيف الذي يلف ملف حرب الدقيق المستعره هذه الايام وشح المعلومات حولها والتحفظ علي مدي تكسب او خسارة اسامه داؤد من سوق القمح، تبقي الحقيقه التي لا مراء فيها ان الرجل ممسك بحوالي 60% من سوق القمح في البلاد وخطوط انتاجه ومراكز توزيعه وعلي درايه تامه بالسوق العالميه. وهو رقم يصعب تجاوزه حتي لو ارادت السلطه السياسيه ذلك دونما حدوث كارثه كبيره في اقوات الناس ويمتاز بسمعه جيده في السوق العالميه والمحليه قلما يمتلكها اي تاجر آخر قد تلجأ اليه الحكومه كبديل . وحتي لو ثبت ان شركة سيقا تحتكر سوق الدقيق وان الرجل يستفيد من دعم الدولار،فأن الضرر المتأتي من ذلك يظل اقل بكثير من الضرر الذي يتسبب فيه رهن سلعة استراتيجيه هامه كالقمح لمزاج واهواء التنظيم العالمي للاخوان الذي اطل برأسه تحت ستار صفقة الدقيق التركي.وان لم يكن من ارتهان القمح بد فليرتهن قمحنا اسامه داؤد "وجنن تعرفو ولا جنن ما بتعرفو". ولو حصل ذلك فالحكومه تبقي وحدها الملام في ذلك فهي التي خلقت مافيا الدقيق بالاساس وهي التي قدمت لهم التسهيلات والدولار المدعوم والاهم هي التي قررت ان تحتكر 3 شركات فقط سوق القمح والدقيق بالسودان كله!! وهي تعلم ان القمح سلعه استراتيجيه لا ينبغي احتكارها وتخضع في جميع مراحل شرائها وترحيلها وتخزينها وصرفها لسياسة الدوله ممثله في وزاة التجاره والتموين. اعلم ان للرجل بصوره او باخري علي علاقه بالنظام وان ما يدور ربما يكون نوعا من الكيد السياسي وصراع الاجنحه ومن الوارد ايضا ان الرجل يدافع عن امتيازات ومكتسبات خاصه.ولكن لا يمنع ذلك ان نقف ما أستطعنا مع رجل قلبه علي اهله وبلده وان نرد له الفضل عرفانا بالجميل ويظل الرجل ايقونة نجاح نفاخر بها.وعلينا ان ندرك ان من يقف في الطرف الآخر من هذه القضيه هو المتعافي بشحمه ولحمه وشلته من الحراميه والنفعيين وهم ربما الذين يقفون وراء صفقة استيراد الدقيق التركي المشبوهه التي يستمينون في تمريرها ويسيل لعابهم علي عمولاتها الدولاريه . وبعبارة ادق خسارة اسامة داؤد تعني مكسب للمتعافي واردوغان اخوان واستثمارات التنظيم العالمي للأخوان المسلمين.وخسارة اسامه داؤد تعني خساره اكثر من 8 مليون اسره سودانيه!! [email protected]