بسم الله الرحمن الرحيم بينما كنت أتجول في شارع الحرية بالخرطوم وأقارن أسعار (كولرات المياه) والمبردات، التقيت بالتاجر حاج بشير وهو رجل حبوب أتعامل معه منذ زمن طويل، فسألته عن سعر (كولر الماء) فأجابني حسب الشركة ولكن السعر المتعارف عليه (ألف وخمسمائة جنيه)، فذكرت له أني أريد واحداً ومعه (درمات ) وذلك بسبب تلوث المياه وسوء صناعة الفلاتر. فأجابني حاج بشير وهو التاجر الذي ينبغي أن يسعي للربح فقط (عليك الله يا بنتي كولر شنو ودرمات شنو أمشي اشتري ليك زير و حيمور واشربي منو أحسن موية). حديث حاج بشير عن فكرة (الزير) جعلتني أراجع فكرة (الكولر) خاصة وأن نظرته كانت صائبة؛ فالفخار هو الأقدر على تنقية المياه وإزالة الشوائب والاحتفاظ بالعناصر المهمة في المياه، في ظل عجز الحكومة عن تقديم مياه صالحة للشرب!. والشاهد أيضاً أننا لم نعرف عن أهلنا زماااان المشاكل الصحية والتي تتعلق بتلوث المياه بل العكس؛ ارتفعت نسبة الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض المعدة في ظل غياب (الزير) من خارطة البيت واستبداله بأدوات أخرى لم تعالج مشكلة تلوث المياه. والآن ماذا لو قام أي مواطن بأخذ عينة من مياه منزله وأخضعها للفحص في المعمل القومي (استاك)، أعتقد أن النتيجة ستكون أن عنصر المياه هذا لا يمكن الوصول إليه حالياً. فحسب التركيبة الكيميائية للمياه الصحية فإن العناصر التي ينبغي أن تتوفر في المياه تكاد تكون معدومة في تلك المياه التي نشربها، فمثلاً ينبغي أن تتكون المياه من أيونات الحديد وأيونات الصوديوم والبوتاسيوم والكبريتات والغازات الذائبة. أما أيونات الكلورايد فيجب أن تتراوح بين 10 و100 جزء بالمليون وهي المسؤولة عن الطعم المالح للمياه، وعند وصول تركيزها إلى 1000 جزء بالمليون فإن المياه تصبح غير صالحة للشرب. وربما يُفسِّر هذا طعم الحنظل الذي نتذوقه كل ما شربنا موية الحكومة خاصة وأن الحد المسموح به للتركيز هو 250 جزء بالمليون. أيضاً تشمل المياه الصحية أيونات الكلورايد والسيليكات وأيونات الفلورايد والتي تمنع تسوس الأسنان وهذا يوضح بالتأكيد اعتماد أسناننا على الحماية عبر (معجون الأسنان). أيضاً هناك النترات والتي تؤدي زيادتها إلى حالات اختناق خاصة عند الرضع. و هناك الغازات الذائبة وغير الذائبة والكثير من العناصر التي لا تتوافر في مياهنا التي نشربها..... (وأي زول مغالط في الكلام ده يملا ليهو جركانة من ماسورة بيتو ويمشي يحلِّلها). خارج السور: على كل مواطن أن يشتري زيراً حتى يستطيع شرب مياه نقية، فقط عليه أن يحافظ على نظافة الزير داخلياً وخارجياً، كما أن وجود الغطاء مهم جداً ووجود (الكوز ) النظيف أهم فاحترسوا من (الكوز ) المصدّي أو المثقوب لأن نظافة إناء الشرب مهمة مثل نظافة الوعاء، وإذا صلح الزير فلن يستقيم الأمر والكوز صدئ . *نقلا عن السوداني [email protected]