وسائل الاعلام تنقل صور لألاف المهاجرون المتدفقين نحو اروبا خاصة من الدول التي تعاني من الحروب و طغيان الحكومات الدكتاتورية هؤلاء المهاجرون سالكين في ترحالهم شتي الطرق و الوسائل هدفهم الاول و الاخير هو الوصول الي الدول الآمنة للإنقاذ حيات اطفالهم و اسرهم من براثن الموت بحجم الماسي التي عاني منها هؤلاء المهاجرون القادمون من دول الموت كسوريا و السودان و العراق و الصومال واريتريا وايران هذه على سبيل المثال وليس للحصر نجد ان الاسباب التي تدفعهم للهجرة واحدة و متشابهة في كثير من الاوجه و القاسم المشترك الذي يجمعهم في هذه الكارثة هو انعدام الامن و التهديدات بالموت نتيجة للحروب الدائرة الاضطهاد هذا التدفق و التطور في اعداد المهاجرون اصاب عدد من الدول بالفزع و الرعب من الاعداد الهائلة التي تصل يوميا برآ و بحرا و جوا الي دول الحدود خاصة اروبا الشرقية و ايطاليا فهذه الدول و خاصة اروبا الشرقية تعاني من اقتصاديات متهالكة لا تستطيع استيعاب هذه الاعداد الهائلة كما زكر الكثيرين من المحللين السياسيين والاقتصاديين, من ناحية اخري هنالك بعض الدول تتخوف من تبعيات هؤلاء المهاجرون و يتساءل البعض من المسؤولين عن ماذا سيجلب لهم هؤلاء الواصلون الجدد ؟ مما يعكس خوفهم من تبعات اخرى لهذه الهجرة في اشارة خفية من تخوفهم من اندساس الارهابيين وسط هؤلاء او تنامي الارهابيين وسط هؤلاء القادمون غير المعروفين و هنا تتضارب الآراء ما بين التعاطف الانساني ما وضع هؤلاء و ما بين الخوف من التبعيات و هنا يبرز هذا السؤال هل هؤلاء المهاجرون مجرمون لمجرد انهم مجبرون على الهجرة لإنقاذ حياتهم من خطر الموت؟ فالهجرة امر قديم جديد مهما تعددت اسبابه فهنالك دائما مبررات لها قد تكون شخصية او جماعية تدفع بالشخص او الجماعة للهجرة بعيدا عن أراضي اوطانهم, قديما وحديثا اعمار الارض قام على الهجرة و الانتقال امر طبيعي فمنذ ان خلق الله سبحانه تعالى ادام و حواء و انجبوا ابناءهم لم يتوقف الانسان من السير في الارض بحثا عن الامان و الاستقرار و الاستكشاف او هروبا من خطر ما فعمرت الارض و نمت شعوب و قامت دول و غير مثال لها في عصر النهضة و الحربيين العالميتين حصلت هجرات جماعية من الدول الأوربية الي امريكا الشمالية و كند و استراليا فقامت هذه الدول على اكتاف المهاجرون و المستكشفون الجدد مما حققت لها تنمية في الموارد و تقدمت كثيرا في شتى مجالات الحياة فالدول التي يختلط سكانها نجد ان نسب الابتكار و الذكاء متقدم اكثر فأكثر ' نتيجة لاختلاط السكان من اعراق مختلفة التحديات الكبيرة التي تواجه المهاجرون الجدد هو عامل اللغة و الاندماج داخل المجتمع الجديد و المعاناة النفسية و الحنين الي الوطن الام و القلق من بداية حياة جديدة تبدا من الصفر فالهجرة حق انساني اوجدته الطبيعة فحتى الحيوانات و الطيور تهاجر و النباتات تهاجر و تنتقل بزورها بفعل الرياح من اقليم الي اقليم آخر فهذا سحر الحياة التي تقوم على الهجرة قال تعالى في سورة الملك الآية 15 (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) صدق الله العظيم عيسى الطاهر / ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان [email protected]