اينما كنا نسمع الشكاوى من الناس، في الطرقات العامة والمنتديات، نسمع الشكاوى والانتقادات. والحديث عن الغلاء والفساد والرشوة والمحسوبية ، وسوء الاداء الحكومي والسياسي حتى ولو اجتمع اثنان، حديثهما حتما عن الوضع الاقتصادي والمعيشي والسياسي، وعن النظام وخلافهم على المحاصصة، وسلفا على السلطة، كل يشد اللحاف صوبه، ويريد مسؤول على مزاجه وهواه، ليكون سندا له ومعينا في استمراريته. من المحزن والمؤلم ان لا يثق الشعب بحكامه، ومن المخيف ان ترى فوارق بعيده بين الشعب الذي يتطلع الى دولة القانون والمؤسسات والعدالة، والحرية والمساواة، فيما دولة المحسوبية والمحاصصة هي القائمة بدون سياج ولا حارس او مراقب ورقيب. كيف نحن عائشون بالفوضى والمحسوبية في غياب القانون والمؤسسات؟ والى اين نحن سائرون في هذا الوطن المعذب والمكلوم؟ الحالة الاقتصادية والغلاء الفاحش واسوأ السرقات على عينك يا تاجر، والسطو والنهب في كل مكان داخل مؤسسات الدولة. كل يوم نسمع باكتشاف عصابة سرقات جديده، والحال مستمرة دون اي تحسن. الفوضى والرشوة، والتعالي على المواطنين سمة غالبه على المسؤولين بالدولة، الا ما ندر من الذين ما زالوا يتمتعون بالسمعة الطيبة والنزاهة والعفة والكرامة. ولم نسمع ان موظفا واحدا عوقب لأنه أرتكب جرم ومخالفه. وحتى لو وضح للناس أنه ارتكب أي مخالفه، وكان مدعوما لا فلفت من العقاب ، وخرج بريئا واكثر جرأة وتصميما على الاغتناء والنهب أكثر من الاول. غريب امر البلد، كيف انه ما زال قائما وواقفا على رجليه، في ظل تركيبة السرطان المتفشي في بدنه من يوم تقلدهم لمفاصل الدولة حتى اليوم، وفي ظل الإدارة الفاسدة التي تقبع على صدره. كل يوم نسمع إما بجريمه جديده ونهب لممتلكات البلد، في بلد يدعي الحرية والديموقراطية والامن، واي حدث مهما كان لا يحدث رمشة عين عند المسؤولين، ولا تهمهم لا الكتابات ولا الخطابات، ولا الآراء، فهم في بروجهم لا تهزهم اية ريح. في اية دولة نحن؟ وهل سنبقى على هذه الحالة المؤسفة؟ ام ان هناك منقذا سينتشلنا من هذا المستنقع الذي نحن فيه؟ هل سيأتي الحاكم القوي والعادل والشجاع؟ هل سيأتي اليوم الذي نحلم فيه بدولة القانون والعدالة والمؤسسات؟ فتنتظم الامور، وتتفاعل دوائر الدولة مع المواطنين، بحيث يشعر المواطن انه فعلا في دولة القانون والمؤسسات، اذا تقدّم بطلب ما الى احدى الوزارات، يجاب بالسرعة الممكنة سلبا او ايجابا او تحل الامور بناء على آراء ومطالعات الجهات المختصة، لا استنادا الى الوساطات والشفاعات والتدخلات، او ان يبقى طلبه في الادراج دون جواب. حالة مأساوية نعيشها في بلدنا الذي حباه الله بجمال موقعه وطبيعته ونيله وثرواته الحيوانية وابتلاه بنظام فاسد ، ما هو الحل؟ كي ننعم بوطن امن ومستقر. وطن يسع الجميع . . كيف الحل والشعب الذي ينتقد ويهاجم نراه ابكم امام المسؤول، ويساق كالغنم يوم الانتخاب، ليعيد الى السلطة الذين كان ينتقدهم ويهاجمهم طيلة الخمسة وعشرون عام. كما تكونون يولى عليكم، وليس المهم الانتقاد والتهجم والشتائم والسباب في الطرقات والاجتماعات واللقاءات، وفي كل مكان. الاهم ان يعرف كل مواطن واجباته وان نقف وقفه واحده كي نقوم بالتغيير الجاد في كل مفاصل الدولة، [email protected]