هنالك تعريفات كثيرة ومتباينة للمبدأ، ولكنها تلتقي وتؤكد بأن المبدأ هو أصل الشي واساسه ، ونأخذ هنا تعريف الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) وهو أن المبدأ يعتبر (النقطة الأولى التي ينطلق منها تفكير الإنسان ، ومنها يمكن تحديد ماهو الصواب والخطأ. وبالتالي يمكن للإنسان ان يتخذ قراره وفقا لما توصل اليه من نتائج، وطبقا لمدى تمسكه وايمانه بضرورة تنفيذ ما لا يتعارض مع مبدأه). وفي العرف نجد كلمة: (صاحب مبدأ) تعني: المدح، ونفيها يعني: الذم. ويقول أنيس منصور (من عاش بلا مبدأ . مات بلا شرف ! ) . فالمبدأ يمثل جوهر ومعدن الانسان ، وهذا يرجع الي تركيبة الشخص من خلال تربيتة ونشئتة ، وهي تأخذ جانب الاشياء المكتسبة إضافة الي الجينات الوراثية ‘ التي تشكل النواة الاولي والاساسية للشخص . فالانسان الاصيل مهما تعرض الي مواقف و عواصف هوجاء وعاتية ، يظل ثابتاً جسوراً لامعاً كبريق معدنة الاصيل والنفيس . فاليوم نلاحظ اشكال وانواع من البشر ، التي تتغير وتتبدل مواقفهم ومبادئهم بين الفينة والاخري ، كالشطرنج ، فمثل هؤلاء ليس لهم ضوابط اخلاقية ولا عرفية ، ولا مهنة شريفة ، فهم كالبهايم بل اضل سبيلا ، يخدشون في طبائع الانسانية ويتنكرون لمبدأ الرجولة والمرجلة . نحن اليوم في ظل زماناً تكاد تختل فيه كل المعادلات والنظريات ، زماناً يتوهم عرابه أن لكل إنسان ثمناً علي قدر وزنه السياسي والقبلي ، مما جعل هنالك اسواقاً يروج ويباع ويشتري فيها كل إنسان رخيص حدد ثمنه بنفسه خاوياً وخالياً من جميع المبادئ الانسان وضارباً بكينونته البشرية التي كرمه الله عز وجل بها ، أرض الحائط . فعديم المبدأ قد يكون إنساناً عادياً وقد يكون وزيراً ، وقس علي ذلك، فكثير من الاشخاص التي تغيرت مواقفهم ومبادئهم ، بعد ما كانوا من قبل ينافحون ويناطحون ، بأرائهم واقلامهم ووسائلهم المختلفة ، كل اشكال الظلم وصوره، واصبحوا شركاء في الظلم، كأن ما قاموا في السابق كان تسويقاً لانفسهم ، مقابل حفنه من الدوريهمات الرخيصة والبغيضة . وهنا يظهر اصل معدن الانسان ، الذي اساسة القيم والمبادئ ، فهو إما معدناً نفيساً كل ما أحرق بالنار زاد لمعانه وبريقة وإما معدناً رخيصاً كل ما احترق زاد سواداً وانبعثت وفاحت رائحتة النتنه ، فهؤلاء يصفون اصحاب المبادئ بأنهم ضعفاء لا يفقهون شي في الحياة ، فهم اصحاب الاتجاة الواحد الذي لا يتماشي مع مراحل هذا الزمان ...؟! . وفي هذا الحقل لنا تجربة ، هنالك اشخاص عملنا معهم في حقل النضال ، وكانوا يعلمونا كلمات وكنا نرددها ، علي سبيل المثال ، (انتم شموع تحترق من اجل الاخرين ، انتم المناضلين ، انتم صفوة الناس ، انتم اصحاب وانصار القضية الحقيقية و و ......الخ) ، وكثير من الخطب الحماسية علي هذه الشاكلة، وفجأة تتغير وتتبدل المواقف والمبادئ بعد البيع والشراء ، فتكون كالزهرة عندما تذبل . فالشواهد كثيرة ومتعددة ومتباينة لصور وانواع واشكال ، تغيير المواقف والمبادئ ، للاشخاص العاديين وللحكومات وللدول والرؤساء . [email protected]