أبوحُ عن زيارتي لأرض الإمارات العربية المتحدة وشعبها الطيب المضياف وهذه شهادة للتاريخ وذلك من واقع زيارتي للعديد من البلدان والمدن العربية والأوروبية ولا مجال للخوض في تفاصيلها وتجد من الصعوبة بمكان الكتابة عن فرد ناهيك عن شعب الإتحاد، أصحاب القلوب السليمة والضمائر الحية، والسرائر النقية الصافية ومحبي الخير للأخرين، الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد تعقيدًا، وبلا ريبٍ لن أوف هذا الشعب البطل حقه فله العذر مني فالعذر عند كرام الناس مقبول،وتبخرت مفردات اللغة العربية واختلطت بمشاعر الحب والوفاء لهذا الشعب العظيم ولأولئك القادة من الرجال العظماء الذين وحدوا هذه القبائل وجعلوا منها أُمة قوية ودولة للرخاء والعطاء والرفاه، لله درهم من أماجد أفذاذ.أكتب حتماً بعد تقصي وتحقق من أخلاق هذا الشعب الكريم وحق لنا أن نعتز به، ونكتب عنه احقاقاً للحق ولتستديم الإلفة، وليستبشر فاعل الخير بعمله حيث يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :( لا يشكر الله من لا يشكر الناس). فنفهم من ذلك أن الثناء على فاعل الخير من تمام شكر الله تعالى.ولما قيل للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم له: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن، إن الله إذا أحب عبداً حببه إلى خلقه، لأن الناس إذا أثنوا على الإنسان خيراً، فهذا ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺭضا ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ-ﻋﻨﻪ، فهم شهداء الله في أرضه. ولهذا لما مرت جنازة من عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أثنوا عليها خيراً قال وجبت ثم مرت أخرى فأثنوا عليها شراً قال وجبت، فقالوا يا رسول الله ما وجبت قال أما الأول فوجبت له الجنة وأما الثاني فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض، فهذا معنى قوله تلك عاجل بشرى المؤمن. ولأرض الإمارات العربية المتحدة -الدولة الحديثة بمقياس العصر الحديث-تاريخ موغل في القدم، حيث كشف علماء الآثار عن أكثر من 330 مبني وموقع أثري وتراثي يعود بعضها إلى سبعة الأف سنة قبل الميلاد، أي قبل الحضارة الفرعونية في مصر بألفي عام. هذا السجل التاريخي الحافل عبر عصور وحضارات مختلفة بدءاً من العصر الحجري والبرونزي والحديدي والعهد الإسلامي، هذا التاريخ العريق الممتد لهذا الشعب الأصيل النبيل بكل ما تحمل كلمات الأصالة والنبل من معنى، هذا الشعب العربي الذي يعود أصله إلى القبائل العربية الأصيلة بتاريخها الناصع بكل القيم الجميلة من مكارم الأخلاق، وحسن المعشر، وطيب النفس التي ورثها شعب الإمارات كابراً عن كابر وأباً عن جد. ودلائل ذلك جليةٌ في معاملته التي أبهرت العالم وتحدث عنها القاصي والداني صغيرهم وكبيرهم عربيهم وأعجميهم.هذا الشعب الحر الأبي الذي يغمرك بحسن خلقه وكرمه وتحتار عن أي جانب تختار للكتابة عنه، لأنك لا تدري عما تكتب، هل تكتب عن عامة شعب الإمارات السخي المتسامح ومجتمعه الذي يُوقر فيه الكبير ويُرحم فيه الصغير؟ أم تكتب عن التواضع والحفاوة والترحاب التي تجسدت في هذا الشعب صاحب السمو؟ أم تكتب عن القيادة الحكيمة الرشيدة الحادبة المخلصة في مصالح أمتها ورفعتها؟ أم تكتب عن الرجل الأمة زايد الخير وحكيم العرب الذي رحل عن دنيانا وترك الخير الزائد لشعبه ووطنه؟ أم تكتب عن أبنائه الكرام البررة الشيوخ أصحاب السمو؟ أم تكتب عن الراحل صاحب السمو الشيخ راشد آل مكتوم؟ أم تكتب عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة؟ أم تكتب عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة الذي قاد إمارة دبي وأوصلها لما هي فيه من المجد؟ أم تكتب عن الشيوخ أصحاب السمو في كل إمارة؟ ولسان حالهم يقول الرجال في فعلها لا في الكلام.والرجال معادن ونعم المعدن شعب الإمارات العربية المتحدة. هؤلاء القادة من آل نهيان وآل مكتوم وبقية العقد الفريد من كوكبة الشيوخ أصحاب السمو في كل إمارات الإتحاد هم الذين رضعوا الحنكة والحكمة والشهامة والمروءة ،ولهم شرف توحيد جميع الإمارات في الإتحاد( دولة الإمارات العربية المتحدة ) التي توحدت أرضاً وشعباً وتنزه هذا الشعب العملاق عن الصغائر، وسلم زمام القيادة لرجال عمالقة توارثوا المجد لقرون عديدة وهم خير خلف لخير سلف،هذا شعب عشق المكارم فهو مشتغل بها،يعملون في صمت وإنجازاتهم تحكي سيرتهم ومناقبهم وحبذا كل قيادات الأمة مثلهم.اللهم نسألك أن ترحم عبدك زايد آل نهيان وأن تجزيه خير الجزاء وأن تسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم نسألك أن ترحم عبدك راشد آل مكتوم وأن تجزيه خير الجزاء وأن تسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم أرحم عبادك الذين أسهموا في إنجاح هذا الإتحاد، وكأن دأب تلك القيادات الفريدة المتفردة، ولسان حالها يقول هذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شأن. نعم القائد الصنديد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، ونعم القائد الصنديد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ونعم القادة الشيوخ البواسل أصحاب السمو فرداً فرداً، ونعم وألف نعم لهذا الشعب العريق شيباً وشباباً كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً الذي أخرج لنا هؤلاء الرجال الأبطال الأشاوس، وسيسجل التاريخ لهم مآثرهم ويخلدهم أبد الدهر. وددت أني مكثت طويلاً في دولة الإمارات مع هذا الشعب المربي المعلم، حبذا كل الشعوب تحذو حذوه. حيث أن الكتابة عن هذا الشعب البطل تحتاج لأكاديميات متخصصة، لكن هذه السطور لمسة وفاء لشعب يستحق الوفاء أثابه الله، أيده الله، حفظه الله، وفقه الله. وختاماً نقول أنتم جمال الحياة وبهجتها، والدنيا بخير طالما فيها أمثالكم، إلى العلياء سيروا وأنتم أهل المجد التليد. وما شهدنا إلا بما علمنا. طبتم وطابت أوقاتكم أينما كنتم في الحل والترحال. جريدة الخرطوم غرة محرم 1437 هجرية الموافق 15 اكتوبر 2015 العدد ( 9070) *استاذ جامعي _ مقيم بالمملكة العربية السعودية [email protected]