السيد كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي قال فيما مضى عن خطاب الوثبة: (الخطاب حوى عبارات مبهمة، واشتمل على توصيفات للقضايا الوطنية غير مقبولة )، ( نحنا عاوزين دستور انتقالي وانتخابات جديدة تحت قانون انتخابات جديد في ظل دستور جديد )، ( هذا النظام اتفق مع الجنوب وخان اتفاق الجنوب، اتفق مع دارفور وخان اتفاق دارفور، اتفق مع جبهة الشرق وخان اتفاق الشرق، وقع اتفاق القاهرة وخان اتفاق القاهرة). لقناة "إسكاي نيوز" وقناة الجزيرة قال السيد كمال عمر: ( لم أفهم شيئاً في خطاب الوثبة، هذه ليست وثيقة إصلاح، هذه وثيقة لتدمير السودان، دي حوارات عبث ساكت، النظام غير جادي في عملية السلام، لا يمكن إصلاح الوضع في السودان إلا بإسقاط النظام )، وتعددت تصريحات كمال عمر عن ضعف المعارضة، وعدم قدرتها على فعل أي شيء، ونعت زملائه في مجموعة ( 7+7) بأنهم قليلي الخبرة ولا يعرفون العمل السياسي، وما أن جاءت انتفاضة سبتمبر حتى كشف الشعبي وناطقه الرسمي كمال عمر عن حقيقة موقفهم، متذرعاً بفقدان ثقتهم في تحالف المعارضة إثر مباركة التحالف ( لانقلاب ) السيسي في مصر، وكمال ظل يردد (إن التحالف حاول إقصاءهم وتغيبهم عن الاجتماعات)، كمال قال أيضاً: (هؤلاء لا يمكن أن نثق بهم، وخصوصاً أنهم يؤمنون بالديموقراطية الانتقائية التي تأتي للسلطة بأي جهة باستثناء الأخوان المسلمين)، وحتى لو اعتبرنا أن الشعبي يحاول أن يتمسك بقشة الأخوان المسلمين باعتبارها أحد أسبابه المهمة لتركه التحالف، ولنذهب أبعد من ذلك ونعتبره سبباً صحيحاً، فهذا أسوأ سبب يمكن التعويل عليه، فهو محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء عندما تنكر النظام ( الشعبي + الوطني + الحركة الإسلامية) فكرة عالمية (الأخوان المسلمين) بعد انقلابه في 1989 م، ليعاود الشعبي محاولات التماس الأمر بعد المفاصلة وتكريس الفكرة التي تتجاوز الوطن للإهتمام بقضايا إقليمية وعالمية وتقديم المصلحة فيها على مصالح البلاد ما دامت تنظيمات الأخوان المسلمين طرفاً فيها، بهذا الفهم فإن ما يرجوه المؤتمر الشعبي من الحوار يتناقض تماماً مع الأهداف التي حددها المؤتمر الوطني ولعل أهمها التأكيد لدول الإقليم والمجتمع الدولي أن الحزب يسعى للابتعاد عن فكرة عالمية التنظيم والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولعل هذا سبب تأكيدات الرئيس عمر البشير في فبراير الماضي لصحيفة الاتحاد الإماراتية (على رفضه القاطع لظهور الطابع الدولي لجماعة الأخوان المسلمين، مشيراً إلى حق الدول في اتخاذ ما تراه مناسباً لخدمة أمنها واستقرارها)، وأضاف: (لا يمكن لأي دولة أن تقبل تقسيم أبناءها لولاءاتهم بين الداخل والخارج )، ولن (نقبل بأن يدين أي سوداني بالولاء لأي تنظيم خارجي )، إذاً هي ( ورطة ) سياسية وفكرية تكاد تطيح بوجود كل التنظيمات الإسلامية، وهي تهز بعنف القناعات الفكرية التي نشأوا عليها (عالمية الفكرة الإسلامية)، ونبذ الحدود الدولية بين الدول وتخطيها، لا يميزون بين مصالح الوطن ومصالح التنظيم الدولي للأخوان المسلمين وربما يفضلون الانحياز للجماعة والتنكر للوطن. كمال عمر يعيش ذات (الورطة) والأزمة ولا يمكن له أن يجمع بين التنظيم والوطن، هذا حال الإخوة في المؤتمر الشعبي، إن أشواقهم ليست أشواقنا وأهدافهم ليست أهدافنا، الشعبي انفتحت شهيته لالتهام الوطني بعد أن أعلن البشير قراره بعدم الترشيح، ولكنه ما أحبط الشعبي وجعله عرضة للتخبط، كان عدولاً للبشير عن قراره وترشحه مرة أخرى. إن استمرار الحوار بشكله ومحتواه الراهن يعني أن الترابي قد نجح في نقل (الورطة) إلى ملعب الوطني. نواصل التيار