ما معنى النجاح ؟ وكيف يتحقق ؟ ومتى اصف إنسان... بأنه ناجح ؟ ......لو رجعنا بذاكرتنا الى ذلك اليوم والذي فيه بدأت حياة البشر على الأرض ..يوم إرتكب آدم وحواء الخطأ بإقترابهما مما منعهما الله عنه وهو تلك الشجره وأكلهما منها فكان سببا في نزولها من الجنه للأرض وكان نزولهما للأرض سببا في وجودنا نحن الأن ... ولو تعمقنا بتفكيرنا المحدود لفهم معنى هذا القدر لفهمنا إنه درس إلهي يعلمنا فيه المولى عز وجل أن هناك نجاح وفشل متلازمان وملازمان للإنسان منذ خلق آدم وحواء ولكننا نحن من نسطرهما في صحيفة اقدارنا إعتمادا على فهمنا الصحيح لمكنون وجوهر كلمتي النجاح والفشل وربط هذا المعنى بما يتيحه لنا واقعنا والبيئه المحيطه بنا من إمكانيات وصقلها بما تختزنه نفوسنا من حب للحياة ورغبة في التعمير والتغيير والتطور بعيدا عن الإعتداد بالنفس وزرع الاوهام بداخلها انها نفس لا تخطئ ولو تعمقنا اكثر في قصة ادم وحواء لمعرفة اين يكمن النجاح لأدركنا إنه تجلى في ارتباط ادم وحواء وتكوينها لأول عائله على الأرض ولكن هذا النجاح تحقق بعد فشلهما في الحفاظ على المستقر الرائع الذي اهداه لهما الله وهو الجنه فطمعا فيما هو لا فائده منه وخسرا بذلك الغالي والثمين وهكذا الإنسان قد يخسر ما لا يقدر بثمن لأجل ما لا ثمن له لذلك يمكننا ان نعرف النجاح بانه ( التفكير السليم في كل امر قبل الإقدام عليه ودراسة النتائج المترتبه على تنفيذ الأمر ) فإن استطعت المحافظه على ما تمتلكه من كل غالي وثمين كأدبك امام نفسك والاخرين وحكمتك في إدارة ما يحيط بك من مشاكل وهموم وتمسكك ب المبدأ الذي فطرت عليه وحكمك على جوهر ومكنون الأشياء وغض النظر عن مظهرها لأن الثمن الحقيقي لكل ما خلقه الله يقدر بقيمة مكنونه إن كان نفيسا او عكس ذلك... حتما ستمسك بزمام النجاح ولفهمت منظومته التي تدعم إنسانيتك الراقيه وترفع من قيمتها وتزيدها قوة في الإنطلاق لتحقيق نجاحات الحياة والتي هي كلها تعتمد على هذه المنظومه... نرى كثير من الناس ونصفهم بأنهم ناجحين دون أن نتعرف على مكنون دواخلهم وإدارتهم لشؤونهم الخاصه لأن حكمنا عليهم بنجاحهم إعتمد على المظهر دون النظر للجوهر لذلك يكون وصفنا لهم بالنجاح وصف غير دقيق ولكي يكون الوصف دقيقاوصحيحا لكان علينا ان نصفهم بانهم ناجحين مظهريا لأن النجاح الحقيقي يكون مظهريا وجوهريا وحتى يدرك كل منا هل هو ناجح ام لا.. لينظر لدواخله ويتعمق في فهم مكنون نفسه جيدا ويتفكر في منظومة النجاح إن كانت هي مكتمله عنده وهي النصف الجوهري من اخلاق ومبادئ والنصف المظهري من علم ومال وتفاعل عقلاني مع امور الحياة واصرار على صنع التغيير وخلق ابداعات جديده ومفيده وغرس روح الحماس بتكرار الحاولات حتى تتفجر الطاقات الكامنه .عندها إستحق وصف إنه ناجح لأن النجاح ليس زيادة في المال او الدرجه العلميه او إرتقاء في الوضع الإجتماعي فقط وإنما النجاح هو التوازن ما بين مكنون النفس الثمين وما يزينه من نجاحات مظهريه براقه ......ودمتم . [email protected]