تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    كامل إدريس في السعودية: وعكة رباعية..!!    الكويت ترحب ب "الرباعية" حول السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    بايرن ميونخ يتغلب على تشيلسي    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    البرهان : " لايمكن أن نرهن سيادتنا لأي دولة مهما كانت علاقتنا معها "    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تريد إثيوبيا ضم شرق السودان وإعادة إحتلال أرتريا ؟!
نشر في الراكوبة يوم 30 - 10 - 2015

بقلم / حسن عثمان حسن _ بورتسودان
وقفت على سيف البحرالاحمر
الموج أزرق الموج أخضر
الموج أصفر .. الموج أغبر
عيني هناك في الافق ......
الموج حائط مهدم في صحراء
أحاطت به أمواج الرمال وجمدت عليه
ودار رأسي الموج الموج الموج
بلادي لا تدرك ما يدركه الشعراء
في زحمة الحياة رأيت قوقعة فارغة
(القوقعة الفارغة قصيدة للشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب)
نشرت الوسائط الالكترونية وبعض صحف الخرطوم خبراً منسوباً لشبكة الشروق السودانية ، أعتبره من أخطر الاخبار التي نشرت عن شرق السودان حيث اعتدنا أخبار الفقر ، الجوع ، المرض ، تجارة المخدرات ، تجارة البشر ، تجارة الاعضاء البشرية لكن هذا الخبر الذي أورده في السطور التالية أعتقد له ما بعده !
" أعلن رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ديسالين أن حكومته تعتزم بناء ميناء بحري خاص بها داخل الاراضي السودانية لتسهيل نقل البضائع وعملية التصدير والاستيراد من والي أثيوبيا وأكد أن بلاده ستحصل على قطعة أرض بالسودان .
وذكرموقع (يرتيو)الاثيوبي طبقاً (لشبكة الشروق) أن الحكومة ستحصل على أرض من السودان من أجل بناء الميناء لإستخدامه لأغراضها التجارية واشار الي ان أثيوبيا تعاني من أزمات كبيرة بسبب كونها دولة معزولة حيث أنها لاتطل على أي بحار منذ انفصال إرتريا.
ولم يتطرق رئيس الوزراء الاثيوبي الي ثمن تلك الارض التي ستبني عليها بلاده الميناء وكذلك ما إذا كان بالامكان استخدام ذلك الميناء لاغراض عسكرية مثل شراء أسلحة من الخارج
وكان السودان سمح منذ فترة لاثيوبيا بإستخدام ميناء بورتسودان الرئيس الواقع على البحر الاحمر لاستيراد وتصدير البضائع "
(صحيفة الجريدة ، موقع النيلين الالكتروني 13/10/2015م)
تساؤلات ؟
لماذا تبيع حكومة السودان قطعة أرض لاثيوبيا؟
لماذا لا تواصل اثيوبيا إيجار ميناء بورتسودان ان كانت تريد
(الاستيراد والتصدير)؟
هل حكومة السودان في حاجة للمال حتى لوكان على حساب اراضي السودان التي من المفترض أنها وكيلة الشعب عليها ؟ هل من السهل على حكومة السودان بيع أي أرض أو التنازل عنها مقابل أي ثمن ؟ لماذا لم تعلن حكومة السودان عبر وسائل اعلامها الكثيرة عن الصفقة المالية التي بموجبها تحصل دولة اجنبية على ارض سودانية ؟ هل خافت حكومة السودان من اعلان ذلك للشعب ؟ مما تخاف حكومة السودان ؟ هل خجلت حكومة السودان من إعلان ذلك ؟! هل الامر مخجل؟!
أين هذه الارض على الساحل السوداني ؟ هل ستكون شمال بورتسودان ام جنوبها؟
هل توجد مساحة لإنشاء ميناء جديد لدولة اجنبية شمال بورتسودان ميناء السودان ؟
هل سيقام الميناء جنوب سواكن وهي منطقة لا توجد بها موانيء سودانية الي حدود ارتريا؟
هل المقصود(ميناء عقيق القديم)؟
هل ستستخدم اثيوبيا الميناء لاغراض التجارة فقط؟ هل اثيوبيا تريد الميناء فقط ؟
هل ستحصل اثيوبيا على قطعة الارض البحرية لمصلحتها أم بالوكالة ؟
ما سبب الاحداث التي دور هذه الايام في منطقة الفشقة الحدودية مع اثيوبيا؟
هل هي مليشيات مسلحة خارجة عن سيطرة اثيوبيا ؟ هل فشلت اثيوبيا في ضبط حدودها مع السودان ؟ وهي التي تمتلك جيش من اكثر الجيوش عدة وعتاد بالاقليم.
هل هي مليشيات متفلتة ؟! أم قوة من الاستخبارات الاثيوبية مدربة على عمل المليشيا تسعى لنشر الخوف واستنزاف المنطقة ونزوح السكان والمزارعين السودانيين عنها بمرور السنين لتحتلها اثيوبيا ؟
اثيوبيا دولة عريقة بالاقليم تسمت بأكثر من اسم اكسوم الحبشة واخيراً اثيوبيا وللاسم الاخير أبعاد سياسية مناطقية قصدها ملولك اثيوبيا من الاسم .
يقول الكاتب الارتري المعروف عثمان صالح سبي في مؤلفه (تاريخ ارتريا) تسمية اثيوبيا يونانية الاصل وتعني (الوجه المحروق) وقد اطلقها الامبراطور الحبشي منليك على مملكة الحبشة القديمة بعد أن وسعها على حساب جيرانه بالتعاون مع الدول الغربية الاستعمارية في نهاية القرن التاسع عشر"
لماذا اختارمنليك اسم اثيوبيا (الوجه المحروق) بدلاً عن اسم الحبشة ؟
يقول عثمان سبي " لفظ أثيوبيا اسم قديم جاء ذكره في كثير من كتب الاغريق القديمة وغيرها من المراجع التاريخية والدينية الهامة ومعناه الاغريقي (الوجه المحروق)ولقد اطلقتها بعض تلك المراجع القديمة على الممالك النوبية " ويضيف "ولما كان الاسم في أصله اليوناني معناه (الوجه المحروق) فإن المؤرخين أطلقوه على جميع الشعوب التي يتدرج لونها من سمرة الي السواد بما فيهم الزنوج وأن البلاد التي تسكنها هذه الشعوب أسمها اثيوبيا " ويضيف "لقد وجد الكتاب في العصور الوسطى والحديثة أجزاء هامة من هذه المنطقة اتخذت لها أسماء مثل مصر والسودان وإختصوا ماعداها _ أي كل الشعوب السوداء باسم اثيوبيا ومن بينها الحبشة ومن هنا نشأت رغبة ملوك الحبشة بالانفراد بتسمية (اثيوبيا)"
مما تقدم يتضح لنا نزعة اثيوبيا الاحتلالية حيث انها تعتبر كل الشعوب السمراء التي تجاورها اراضيها من ضمن سلطانها (شرق السودان وارتريا والصومال)
وتعتمد في ذلك على تراثها الاحتلالي التاريخي من عيزنا اول ملوك العهد المسيحي في أكسوم 317-342م وقد دمر مملكة مروي واستولى على اراضيها وقد نظم ذلك عيزانا في قصيدة وجعلها خلفاً له محفورة على احدى المسلات في شمال اثيوبيا . يقول عيزانا مفتخراً بإنتصاره على مملكة مروي:
" بيدالله ذي الجلال وصاحب الارض والسماء
بيدالله ذي المن الذي انتصر في كل مكان
على كل غالب هنا في الارض والسماء
يعلن عيزانا أن لا يقهره قاهر فالله سيد الناس والأشياء يؤثره
لن يلقاه وجهاً لوجه عدو ولن يركض في إثره غالب ولن تستطيع قوة الاقوته أن تعجزه
فيده المنيعة من يدالله خالقه والله رب كل شيء وكل أحد.
أنا عيزانا ، بن (إلا) عميدا ، سليل هالين.
صاحب أكسوم وحمير وصاحب ريدان وسبأ
وسلحين وصيامو والبجة
ملك الملوك ، حاكم كاسو
ابن (إلا) عميدا ، الذي ماقهر.
شرعت ، ويد الله في يدي ، أصارع النوبة
حين خرجوا عن طاعتي وثاروا يفخرون :
يصيح صائهم إني لن أعدو التكازي وان جهدت .
ركبوا مراكب الغرور يعتدون ، لايرحمون.
ضربوا شعوب منقرتو وهاسا وباريا وكانوا غلاظاً شداداً على السود.
حنثوا بيمينهم الذي أقسموا، وخاضوا الدماء يفتكون بالشعوب الحمر.
ولم تكن هذه أول مرة يخرجون .
كانت الثالثة وحق عليهم العقاب.
ذهبوا بعيداً مع الزهو ، وذبحوا جيرانهم لايستحون أويخافون"
القصيد من كتاب (أفريقيا تحت اضواء جديدة) لمؤلفه بازل ديفيدسون ، ترجمة جمال محمد أحمد أديب ودبلوماسي سوداني (وزيرخارجية) دار الثقافة بيروت1961م.
بعض الشعوب التي ذكرت في قصيدة عيزانا الفخرية موجودة في مناطقها التاريخية في شرق السودان البجة الهاسا الباريا .. (التكازي هونهر عطبرة).
اثيوبيا تتحرك بخلفية تاريخية واعية بها وتريد ان تكون هذه المناطق اليوم جزء منها كما كانت (حسب زعم عيزنا) وما الاحداث الاخيرة في منطقة الفشقة الا تعبيرات مقصودة .
اوردت الصحف السودانية الاحداث التي شهدتها الفشقة وفي صحيفة التغيير الصادرة 21/10/2015م " يعتزم النائب البرلماني المستقل مبارك النور التقدم لرئيس البرلمان بمسألة مستعجلة حول قضية الفشقة ومايدور فيها وقال(سوف اطلب استدعاء وزيري الدفاع والداخلية باعتبار القضية تخص الامن في المنطقة ولها بعد خارجي حدودي)"
وايضاً التغيير الصادرة بتاريخ 23/10/2015م بالخط العريض (22اعتداء لعصابات الشفتة وغندور الي اديس ابابا)
تفاصيل الخبر" كشف رئيس لجنة الامن والدفاع بالبرلمان الفريق أحمد امام التهامي عن زيارة وزير الخارجية ابرهيم غندور لاديس ابابا لبحث قضية الحدود المشتركة مع الجانب الاثيوبي في وقت اكد فيه رصد اكثر من 22تعدياً من قبل العصابات الاثيوبية (قتل ، خطف ، ابتزاز) وأكد جاهزية القوات المسلحة والدفاع الشعبي والشرطة لصد هؤلاء (المتفلتين) ولفت التهامي الي ان (المتفلتين) (وعصابات الشفتة) قوات غير نظامية وليس لهم صلة (بالجيش النظامي الاثيوبي)".
وفي أحدث التفاعلات الغربية مع الاحداث في الفشقة نشرت صحيفة النيويورك تايميز في عددها الصادر الثلاثاء20/10/2015م "أن اثيوبيا تواجه موجة جفاف ومجاعة لم تشهدها منذ ثلاثين سنة ، وقالت : إن إقليم أولو في شمال اثيوبيا هو الأكثر تضرراً وأن الماشية _ بالفعل _ تنفق بسبب الجفاف وإنعدام المراعي ، بينما نقلت ذات الصحيفة عن الحكومة الاثيوبية ومنظمات تابعة للامم المتحدة في اديس ابابا قولها : إن هناك (8.5) مليون أثيوبي في حاجة ماسة الي المعونات الانسانية الغذائية" واضافت الصحيفة "اوضحت الحكومة الاثيوبية امكانية نقل الاغذية من أقاليم اثيوبية أخرى لم تتأثر بقلة الامطار هذا العام" (صحيفة التيار، العدد21/10/2015م تقريرعلي ميرغني ، لفحات جفاف اثيويبا تطرق أبواب القضارف)
في نفس الخبر نجد ان الحكومة الاثيوبية لها حلول للازمة حيث انه لا توجد دولة مستعدة لعمل دعاية سوداء لنفسها ، اثيوبيا لاتريد ان تتحدث عن جفاف ومجاعة بنفسها وتوكل ذلك للاعلام الغربي
أعتقد ان هذا الخبر هو عبارة عن غطاء سياسي وإنساني وإعلامي تمهد به الصحف ووكالات الانباء العالمية الذهنية في المنطقة المعنية والعالم انه ربما يكون هناك تحرك اقليمي ودولي على المدى القريب لانقاذ ملاييين البشر في منطقة غرب اثيوبيا وتوعز الحكومة الاثيوبية لمجموعات كبيرة من السكان وتغريهم بتمليكهم اراضي زراعية في منطقة الفشقة ان هم هاجروا اليها (كما سعت مصرالي إغراء المصريين بالهجرة والعمل في حلايب) حسب الاتفاق الضمني مع الدول الصانعة للخرائط السياسية والاقتصادية والجغرافية في العالم (اميركا ، بريطانية ، فرنسا ).
اثيوبيا عبرتاريخها السياسي الطويل لعبت ادواراً اقليمية كبيرة لصالح القوى الاحتلالية العظمى نذكر منها " بعد دخول المسيحية مملكة اكسوم الحبشية على يد عيزانا 350م وتحالف هذه المملكة مع الروم وغزوها اليمن فيما يذكر بعض المؤرخين غزوتها الاولى بمساعدة السفن الرومانية لطرد الفرس من اليمن الذين كانوا يدعمون ملك حمير اليهودي الذي لاقى النصارى منه الاضطهاد، ووقوع اليمن تحت حكم اكسوم "
لكن ذلك لم يكن سوى غطاء ديني تدثرت به اكسوم "لطرد الفرس من مداخل التجارة العالمية في البحر الاحمر لصالح حليفتها الدينية المملكة الرمانية"
"المفهوم ان المسيحية كانت تربط الدول المنتصرة بالدول الرومانية ربطاً قوياُ فقد كسبت الدولة الرومانية صداقة اكسوم بعد نجاح المسيحية فيها" (عثمان صالح سبي مرجع سابق)
هذا تحالف مع الكنسية الشرقية (الارثوذكس) ونلاحظ تحالفات للكنسية الحبشية مع الكنيسة الغربية فيما يلي .
كيف دخل الاحتلال لساحل البحرالاحمر الغربي (بعد فتح قناة السويس
نجد ان الاحتلال الاروبي لمنطقة الساحل الغربي للبحرالاحمر قد تم بأحوال الشراء والمعاهدات اوالانزال المباشر ثم فرض الحماية مع معاهدة تضمن مال جاري لأعيان المنطقة المحتلة .
"سيطر الانجليز على مملكة (شوا) الحبشية بعد اتفاقية مع ملكها 1841م ثم سيطرو على ميناء بربرة الصومالي (الصومال الانجليزي) واستغل الفرنسيون المشائخ والرؤساء المحليين لمنطقة تاجورة التابعة لميناء ابوخ الصومالي1884م مقابل مائة ريال للسلطان شهرياً وثمانين ريالاً لوزيره ثم اشترى المبشر الاب سابيتو منطقة على البحر الاحمر من سلطان عصب ابراهيم بن احمد 1869م لإنشاء شركة روباتينو الملاحية ، وفي 1882 بدأت الحكومة الايطالية تعمل لابرام اتفاق مع شركة روباتينو الملاحية تنازلت هذه بموجبه للدولة الايطالية (عن حقوقا المزعومة) في ساحل خليج عصب في مقابل 417ألف ليرة إيطالية وقال وقتها السنيور مانشيني وزير الخارجية مشجعاً في توجيه اهتمامه الي الساحل الغربي للبحرالاحمر قولته المشهورة : (مفاتيح البحرالابيض توجد في البحر الاحمر)" (عثمان صالح سبي مرجع سابق) .
"وفي 1866صدر فرمان بضم سواكن ومصوع الي املاك خديوي مصر مقابل سبعة آلاف من الجنيهات على الجزية التي تدفعها مصر للسلطان العثماني" (محمدصالح ضرار، تاريخ سواكن والبحرالاحمر، الدار السودانية للكتب).
ومما ورد في ديباجة الاتفاقية التي عرفت باتفافية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانية بعد دخول جيشهم الغازي"إن بعض أقاليم السودان خرجت عن طاعة الخديوي وافتتحت المناطق العاصية قوات مصرية بريطانية ولهذا فان بريطانية تريد المشاركة في التنظيم الاداري للمناطق المفتوحة" و "ان وادي حلفا وسواكن تلحق ادارياً بالاقاليم المفتوحة" و "وان حكومة انجلتر تشترك في وضع النظام الاداري والقانوني للسودان" (كتاب كنت في السودان ، الكاتب الصحفي المصري محمد صبيح ، دارالثقافة العامة 1946م).
في الوقت الذي كانت تعمل فيه بريطانية على احتلال السودان وتفكر في اي الجبهات اقرب وبعد ان هزمت الجيوش الانجليزية في معارك توكر الثلاثة التيب وتاماي الاولى والثانية رأت بريطانية أن تفكر في دخول السودان عن طريق النيل ولم تهمل طريق شرق السودان الذي كانت تخطط فيه مع الامبرطورالاثيوبي يوحنا " فشلت المحاولات التي بذلها الامبراطور الاثيوبي المتعصب يوحنا الرابع في الاستيلاء على مصوع وكرن بعدان أخلفت بريطانية وعدها له بهذه المناطق نظير إشتراكه في حربها الاستعمارية ضد المهدييين في السودان وقتل يوحنا في معركة (متما) على الحدود السودانية1889م. عثمان صالح سبي مرجع سابق.
ساؤلات
ماذا تريد اثيوبيا من الظهور على البحر الاحمر ؟ هل تريد ان تكون شوكة في ظهر العالم العربي والاسلامي ؟ هل ستأتي البوارج الامريكية أوالبريطانية أوالفرنسية (حسب ميزان القوة) وتربض في الميناء الاثيوبي الجديد؟ هل تريد خنق ارتريا ثم إعادة احتلالها ؟ ماذا تبقى من الساحل السوداني بعد إستيلاء مصر على حلايب وحصول اثيوبيا على ارض لانشاء ميناء لها ؟!
" لا در يرجى في وهاد أترعت
من نقع طير الشؤم تهوي كلظلل
مافي الخطابات الطويلة سلوة
خسئت خطابات الحديث المرتجل
جرع مهدئة تزيدنا عناءنا
مهما بقينا وحدنا حول الطلل
لتظل من خلف الستائر زمرة
في الكهف لا يدرون ماذا قد حصل"
(بنت عبد الحي شاعرة موريتانية)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.