ياسر مصطفي حوادث التحرش الجنسي والاعتداء علي النساء و الأطفال أصبحت تقلق الكل وتثير حفيظة أرباب الأسر و المهتمين بينما يتجاهلها أصحاب النفوذ في دولة المشروع الحضاري ، كأنها* عادية وكم من الفتيات والنساء والطلبة والأطفال تحرش بهم وإعتدي عليهم أفراد وجماعات ، وتصل الي الأذي الجثماني بعد النفسي ، برغم نشر العديد من الصور واللقاءات والكتابة حول هذه المواضيع ذات الحساسية المفرطة و المعقدة في مجتمع يرفض مناقشة قضايا الاعتداء والتعدي والتحرش بصورة موضوعية علاجية و تصحيحية لواقع أمة أصبحت في حضيض من مستنقع القيم والأخلاق والمثل الفاضلة بعد أن بلغنا هذا الحد الأسيف من ( اللا دين و اللا وعي ) بعد أن صرنا نطعن في ظل الفيل وأعيننا مصوبة نحو الفيل . فهل العيب في مجتمعنا بمكوناته هذه ، أم أن هناك أزمات أخلاقية و إجتماعية و سلوكية و دينية و إقتصادية أساسها (الأزمة السياسية) التي حلت بنا منذ يونيو 89 بعينها و لكننا نحاول الابتعاد عنها مجبرين. لأسباب رجعية (عيب ، حياء ، عادات و تقاليد) . ولكننا سنتطرق لمكامن الفشل و الخيبة والتناقض والتهجم و التخبط السياسي الذي ضرب مجتمعنا في مقتل ففككه ودمره ها نحن الأن نطلق له العنان ليستشري في أجيالنا القادمة خير غرث و ورث تتوارثه أجيالنا الضائعة من بعدنا كضياع وطننا الذي أصبح (وطن مفروش للإيجار) بعد سطو المشير بالوهم علي السراب / "عمر البشير" الذي حاج ربه في حدوده و عفي عن إمام المسجد الذي أدين في جريمة إغتصاب الطالبة الجامعية بعد أن حكمت عليه محكمة الدويم بالسجن لمدة (10) أعوام و الجلد ( 100 ) جلدة ، و أيدت كل المحاكم بمختلف درجاتها هذا الحكم بما فيها المحكمة القومية العليا . إلا أن السيد / رئيس الجمهورية قد تدخل في سلطات القضاء بموجب صلاحياته (رئيسآ) وأصدر أمراً رئاسياً بإعفاء المجرم عن العقوبة بموجب القرار الجمهورى رقم ( 206/2013 ). وكانت محكمة جنايات الدويم حكمت قبل 4 أعوام على (شيخ الدين الوقور الورع و إمام المصلين) المدعو " نور الهادى عباس نور الهادي " بالسجن (10) سنوات والجلد (100) جلدة وذلك لإغتصابه الطالبة (ر.ح) . وتعود حيثيات القضية إلى أن المجني عليها ذهبت إلي ذلك (الشيخ العالم العلامة حافظ القرآن الوقور الورع التقي) إعتبارآ لمكانته الدينية لغرض مساعدتها في النجاح بالإمتحانات ، وذلك ب (العزيمة) على قلمها فقام بتخديرها ومن ثم إغتصابها . حيث تم القبض على المتهم ورفعت الأوراق إلى المحكمة التى استمعت إلى المجني عليها التى أفادت بأن المتهم قام بتخديرها ثم إغتصبها ، واثبتت البينات أتيانه الفعل المذكور بما في ذلك فحص الحامض النووى " DNA "، وحكمت عليه المحكمة بالسجن والجلد إلي أن المتهم إستنفذ كافة مراحل التقاضي وقد أيدت كل المحاكم ذلك الحكم برغم أنه جاء مخففآ علي ذلك المجرم الذي لا يحمل بداخله مثقال ذرة من صلاح أو دين أو تقوي ، الشيخ الضال الذي إضطر بإجلاس رئيس الجمهورية شخصيآ أعلي هرم الدولة لأن يصدر قرارآ جمهوريآ " بالعفو " علي ذلك الكائن ليدون خصمآ علي لرئيسنا في صحيفته اﻷخروية يوم لا ينفع مال ولا بنون كمعطلآ ومجاملآ ومتلاعبآ في حدود الله العلي القدير العزيز الجبار المنتغم جل جلاله العدل الذي لا يظلمن عبدآ إلي عبد ، بينما تدون له في صحيفته الدنيوية وصمة عار وجريمة و وزرآ من ضمن وصماته وجرائمه و أوزاره التي تنأي من حملها الجبال لتتبادلها الأجيال . إلا أن الفاجعة الأكبر والأدهي والأمر وفي أوج الظروف النفسية و أسوأها علي الطالبة " مكسورة الجناج " المعتدي عليها . قامت جامعة بخت الرضا كانت بفصل الطالبة المجني عليها من الدراسة تعسفآ بعد ثبوت واقعة الاغتصاب فقط بحجة أنه (قد تم إغتصابها) الأمر الذي لا ينطبق عليه إلا قول الشاعر أيمن أبو شعر ( يبرأ خنجر القاتل وتشنق جثة المقتول ) واظن ان المقتول هنا هو قضاء السودان . بينما والي الجزيرة " محمد طاهر إيلا " الذي أتي إلي الجزيرة (حين غفلة) قد أمر أمس الأول بالطواف بمغتصب طفلة كل أرجاء المدينة بود مدني . كما أمر " إيلا بن عبد العزيز " كما يحلو له بأن يتم إعدام المتهم بالإغتصاب في ميدان عام . وذلك قبل أن يتم التحري معه وقبل أن يثبت عليه جرمه الذي إرتكبه ، بل وللأسف الشديد عومل ذاك المتهم بسؤ معاملة وذل و إضطهاد وكل ذلك تم بدعم من السيد الوالي الذي ما أمر بذلك إلا لمكاسب شخصية يريد تحقيقها من كبرياء و شرف وبرآءة " طفلة " والله ما أراد ذلك "إيلا" إلا ليقتنص ويستغل أسوأ الفرص و أحرجها في تحقيق نجومية زائفة من عواطف مواطنين بسطاء تجاه فلذات أكبادهم . ولا ندري بتلك الجهة التي أمرها ذلك الوالي ( إيلا ) أمرآ بقتل الإنسانية بهكذا التشفي دون رحمة في ذاك المتهم بعد تصويره ومعه أتيام كلابه الضالة بتلك الصور التي تتداولها كافة الأسافير دون حياء أو ذرة مراعاة لمشاعر الطفلة البريئة أو لأسرتها المكلومة . فإلي هكذا الدروب قد تسوقك أقدام الديكتاتوريون الإنتهازيون معدمي الأفق والمعرفة والدراية المتحينون أنصاف الفرص لإطفاء بريق النجومية علي وجوههم الغابرة المرهقة وعلي ضمائرهم الميتة دونما أن يعلموا بعواقب تلك النجومية التي سيدفع ثمنها أناس آخرون مكتوون بنيران أخلاقية و إجتماعية و نفسية و صحية لا يعلم مداها إلا الله . فهؤلاء الحاكمون الذين إبتلانا بهم المولي عز وجل أنعام بل أضل سبيلآ . بعد أن طال تغولهم علي السلطة و العدل و القضاء يبدو أن باطن الأرض خير من ظاهرها فالدوام و البقاء للواحد الأحد الفرد الصمد المنزه عن كل شريك أو ولد ، إنا لله وإنا إليه راجعون . [email protected]