وفي عام 2001م عندما وجدت الحال مستمر من ضيقٍ الى تضيق بفعل افاعيل نظام الإنقاذ الذي ظلّ سادراً في فساده واستبداده وافتراء الكذب على الشعب قلت في ذلك : ضاقت ولما استحكت حلقاتها ضاقت وكنت أظنها قد تُفرجُ الجوعُ ينهشني ويهضم معدتي أنى إليّا بأن أعيش وأنتجُ عمر البشير وصحبه أضاعوا البلاد فأنى إلينا المخرجُ . وصغاري الزغبُ الصغارُ تهدهم حمى الملاريا فلا طبيب يعالجُ . ....................................................... الخ ...ولكم ان تتصورا الحال الذي وصلت اليه البلاد اليوم و الضيق الذي خيم على البلاد ، والصبر الذي انتهى منذ عام 2001م ، وحتى الآن نحن لم نزل نمارس النفخ في القربة المقدود ( الحوار ) . إنّ نظام الإنقاذ منذ ان حلّ على البلاد ، حل بسياسة التطويل والتسويف والتغييب والكذب الى ما لا نهاية في حبكات شابهت سيناريوهات المسارح ، وهو يسعى لكسب الزمن من اجل إطالة تواجده على سدة الحكم وان خسر الوطنالعمر كله ، وحقيقة الامر لم يكن ليهم نظام الإنقاذ ان يخسر الوطن الوقت ، بل لم يكن ليهمه ان يصيب الوطن الخسران حتى ولو تبقى منه ثلث العشر ( شعباً وارضاً ) ، وكان يهمه فقط ان يحكم ويحكم الى حين ان تتلاشى معالم جرائمه بحيث لا يتبقى اثر يحاسب به على الماضي حيث لن يكون بهناك حاضر وبالطبع لا مستقبل بلا حاضر ولا ماضي ، ولكن يفوت على نظام الإنقاذ ، انّ الشعب السوداني ليس ككل الشعوب...... نعم انه شعب صبور ، ينتظر ويسامح إلا أنه ينجز ما يعد به وهو دائماً على العهد وقد فعلها اكثر من مرة .... وهو الشعب الذي اذهل العالم من قبل وسيآتي بما لم يكن قد أتى به شعب من قبله ، انها ثورة الشعب السوداني القادمة لا محالة وانها لمنتصرة بإذن الله .... وما من شك لن تكون كسابقتها ( ثورتي اكتوبر1964م وإنتفاضة ابريل 1958م ) لاختلاف الوسائل حيث لم تعد وسائل مناصرة الثورة الشعبية ومساندتها من نقابات ومؤسسات نظامية وطنية متوفرة الآن كم كان من قبل ، فقد خرّب نظام الإنقاذ كافة المنظومات الجماهيرية ومزق الحزبية وسيس العسكرية وافرغ الأمنية من محتواها و جعل لها هدف واحد ، هو حماية السلطة وحراسة كرسي الحكم الذي أصبحت الأجهزة الأمنية والمخابراتية هي التي تديره كيفما شاء لها ............... وما من شك ان نظام الإنقاذ هو المسؤول عن نتائج السياسة التي انتهجها في تخريبه لكافة المؤسسات الديمقراطية وحرمان الجماهير من العمل خلال وسائلها التقليدية المعروفة ، ما سيفتح الطريق مشرعاً لتدخل آخرين لكي يملأوا الفراغ السحيق الذي خلفه غياب المؤسسات النقابية والأجهزة الوطنية الأخرى من عسكرية وشرطية وأمنية وعدليه أصابها الخصي كما أصاب كافة مؤسسات الدولة من قبل والتي قد أصبحت مفتقرة لمقدرة القيام بدورها الوطني فضاع الامس منّا والوطن لم يزل ينادى ، هل من مغيث ........ ويا زمان هل من عودة هلْ .....!!! بالطبع نعم ، ستعود الجماهير تزحم الشوارع ولن تعود لمعاقلها الا بعد انجاز أهدافها كاملى ولن تسمح بتكرار أخطاء الماضي لأنها ثورة تمتلك سلاحها سيكون قرارها في يدها وليس في يد سواها .....................ولا نامت اعين الجبناء ........................... [email protected]