* هذا الكلام قلته أكثر من مرة منذ انعقاد مؤتمرات الحوار الوطني في سنوات الإنقاذ الأولى، وقلته له مباشرة في مناسبة اجتماعية جمعتني به في منزل الدكتور غازي صلاح الدين، وكتبته أكثر من مرة أيضاً. * قلت للدكتور أمين حسن عمر إن حزب المؤتمر الوطني ليس حزباً بالمعني الحقيقي للحزب وعندما قال لي "انهم الحركة الإسلامية"، قلت له حتى هذه لم تعد معكم بعد المفاصلة، رغم أنكم تملكون السلطة والمال والقوة المادية. * أقول هذا الكلام بمناسبة الحوار الذي أجرته معه لينا يعقوب ونشر على يومين أمس الأول وأمس في (السوداني) عقب عودته من جولة المفاوضات التي قاد وفد الحكومة فيها للتفاوض مع الحركات المسلحة الدارفورية. * لن اتوقف عند حديثه عن مبررات توقيع الحكومة منفردة على خارطة الطريق المقدمة من الآلية الأفرقية، لكن لابد من التوقف وسط علامات التعجب المرفوعة عند قوله: إن التوقيع المنفرد كسب لعملية السلام. * الأغرب من ذلك تبريره رفض الحكومة قيام المؤتمر التحضيري وهو يقول: إن وزن المتحفظين على الحوار في ظل المناخ السياسي السائد أقل من الذين شاركوا في حوار قاعة الصداقة. * من حق الحكومة أن ترفض قيام المؤتمر التحضيري، لكن ليس من حقها التقليل من أوزان الأحزاب والحركات المسلحة المعارضة، واتهام الحركات المسلحة الدارفورية بأنها ربطت مصيرها بالحركة الشعبية الشمالية. * لم أستغرب رأيه في حزب الأمة القومي واعتماده على الأجنحة المتكسرة التي اجتهد حزبه في كسب ود رموزها وتغذية حوار قاعة الصداقة بهم، لكن كل ذلك لم يقوِّ مركز الحزب الحاكم. * دعوني أذكر الدكتور أمين حسن عمر بتنبيه رئيس حزب المؤتمر الوطني نفسه لهم من مصير الأحزاب المرتبطة بالحكومات، ولابد أنه يعلم أن حزب المؤتمر لم يسلم من الإنشطارات قبل المفاصلة وبعدها.. ومازال. * الجانب الإيجابي في إفادات الدكتور أمين ل (السوداني) قوله: الحوار ليس شاملاً، لكنه عاد واعلن رفضهم لدفع استحقاقات الحوار الشامل وهو يقول: لن نطلق مساجينهم ليلتحقوا بهم. * نحن لا نعول على الحركات المسلحة ولا على الأحزاب التي نعترف بتأثرها السالب بغياب الديمقراطية، لكن الواقع أثبت عجز كيانات حوار قاعة الصداقة عن الوصول لمخرجات واضحة. * هناك شبه اتفاق غير معلن بأن الوضع في السودان لم يعد يحتمل المناورات والكيد السياسي والمغامرات ولا النكوص السياسي والعودة المستحيلة إلى الوراء. * السودان في حاجة ماسة لخطوة شجاعة للأمام وليس للخلف، لفتح صفحة جديدة - ليس مهماً الاسم، مرحلة انتقالية، حكومة وحدة وطنية المهم هو الانتقال من حالة الحزب الغالب إلى رحاب دولة المواطنة والديمقراطية والسلام والعدالة للجميع. [email protected]