في كل مرة تثبت الجزيرة وارضها ان الرهان عليها هو رهان على الخيل الاصيلة ، متى ما كانت الضمائر التي تتولى امرها ضمائر حية ، وهمها الاول مصلحة الوطن وليس مكاسب شخصية ، وكل مرة تثبت ارض الجزيرة انها معطاءة وان الجهد والعرق الذي ينسكب عليها ينبت وعدا وقمحا وتمني . بحمد الله وتوفيقه شهدت العروة الشتوية هذا العام بمشروع الجزيرة نجاحا كبيرا ، لم تشهده الجزيرة من زمن طويل ، بل ان اخر نجاح لمحصول القمح شهدته الجزيرة كان حينما كان الوزير جنيف وزيرا للزراعة وكان حينها شعار ناكل مما نزرع هو سيد الموقف . ان نجاح اي محصول زراعي لابد له من اساسيات وعوامل ، واهلنا المزارعين يقولون ان هنالك خمسة (تاءات) هي اساس نجاح كل محصول وهي كالاتي بدون ترتيب تحضير توقيت تمويل توفيق تسويق فلقد كان للبنك الزراعي دور كبير في رسم عوامل النجاح هذه من خلال تمويله لموسم القمح من خلال توفير التقاوي المحسنة من عينات امام التركي وبوفين والنيلين حيث كانت التقاوي الفاسدة هي من اكبر المعيقات في نجاح زراعة القمح خاصة بعد احالة الابحاث الزراعية وهئية اكثار البذور الى (المقابر ) ، فكان التلاعب بالتقاوي فرصة جيدة لاصحاب النفوس والضمائر الميتة . كما ان للتحضير الجيد والمبكر وحماية النباتات دور كبير في هذا النجاح . البنك الزراعي ودوره في توفير الاسمدة والتمويل الكامل مع استقرار الري ، دفع كثير من المزارعين الى زراعة القمح ، بل دفع بعض المزارعين الى زراعة مساحات اكبر من المفترض زراعتها ، مما عمل على زيادة المساحة المزروعة هذا العام بالقمح ، ولم يقف اثر تمويل البنك على زراعة القمح بل ان كثير من المزارعين استفادوا من هذا التمويل باسم زراعة القمح في زراعة محاصيل شتوية اخرى كالبصل والكبكبي . ومن اكثر الاشياء دفعت المزارعين لزراعة القمح هو قيام البنك بنحديد سعر الشراء عند التمويل ، فالمزارع قبل زراعته هو على علم بسعر البيع ، وهذا شكل حافز كبير للمزارعين بضمان التسويق ، فالبنك هذه المرة لم يترك المزارع ليقع في فك التجار . ومن الاجراءات والاعمال التي قام بها البنك هذا العام هو استلام المحصول بالغيت ساحة حصاده ، وهذا امر مهم للبنك وللمزارع في ذات الوقت ، فاستلام البنك للحصاد بالغيت وساعة حصاده يضمن للبنك استرداد مبالغ التمويل اول باول ، وهذا يجنب البنك اي خسارات في التمويل ، بالاضافة الى ان البنك يستلم محصول نظيف بعبوات جيدة ، ويخفف على المزارع اشكالية الترحيل والمبيت لعدة ايام في انتظار ترحيل المحصول ، مما يعرض المحصول الى خطر السرقة او تعرضه للتلف بواسطة البهائم . وكل هذه العوامل للنجاح ما كان لها تاتي اكلها لولا توفيق الله بان منحنا شتاء ساعد كثيرا في هذا النجاح . وان كان هنالك بعض القصور لازم عملية الحصاد من حيث عدم توفر الحصادات بالقدر الكافي ، بالاضافة الى الشح في عدد الجوالات والتي لا يتناسب مع الانتاجية ، فان التاخير في عملية الحصاد يزيد كثيرا من نسبة الفاقد من المحصول . وبعد نجاح العروة الشتوية نتمنى ان تتواصل المسيرة والعمل منذ الان لانجاح العروة الصيفية لمحصولي الذرة والفول ، فان احراق فواتير الغذاء الانساني والحيواني والزيوت يساعد كثيرا في توازن ميزان الصادارات والواردات مما ينعكس على الميزانية العامة للدولة . في تصريح لمشروع قال انهم في العام القادم يستهدفون زراعة 400 الف فدان بمحصول القطن ، فهذا يتطلب جهد وتمويل اكبر فمحصول القطن ليس كمحصول القمح فمحصول القطن محصول عالي التكلفة من حيث العمليات الفلاحية اضافة الى طول فترة زراعتة فهو محصول يزرع في يوليو وينتهي حصاده في مارس لتعدد فترة حصاده التي تبتدي بشهر نوفمبر . وهنالك اشكالية تواجه محصول القطن وهي عدم توفر اسواق منافسة في عملية الشراء بالنسبة للمزارعين فعدم تحديد اسعار مجزية يؤدي الى تقليل المساحة المزروعة . شترة لما بدينا مسحنا الجدول زرعنا الفول في قطن عمل اول فلنا نحش العيش في الاول عيش اولادنا واصل حياتنا ومنه علوق حمارنا وشاتنا [email protected]