نعم وجهة نظرى الثابتة بأن النظام لا يختلف عن (القواعد) الذين جاء بهم من قبل للسودان وكانت بداية إنطلاقتهم من (المؤتمر الإسلامى الشعبى العربى) أى من ارضنا الطاهرة الى زادها طهارة إرث شعبها وحضارته الضاربة فى جذور التاريخ، إضافة الى أنه بلد دخله الإسلام على طريق (التصوف) لا عن طريق (الفتح) الذى يتبعه قتل وسبى ومرارات وأحقاد تورث تدينا متطرفا كما نرى فى كثير من الدول التى فتحت. لكن النظام حتى فى كذبه، غير صادق! فهو يدعى محاربة التطرف ومواجهته ومعاقبة من يظهر عليه ذلك التطرف، لكن على ارض الواقع (ساعد) (النظام) فى هروب قاتلى الدبلوماسى الأمريكى وسائقه السودانى – رحمهما الله - من سجن يندر أن يهرب منه (قاتل) وبطريقة لا يمكن أن تنجح الا بغض الطرف عمن فكر فيها، ثم أكد ذلك الأمر إطلاق سراح من ساعد على هروب قتلة (الشهيدين) المغدور بهما، ذلك الدبلوماسى الأمريكى وسائقه، وعندى الأثنان بشر وإخوان فى (الإنسانية) لا يهمنى دين هذا أو ذاك وفى اى بلد ربما ترفض تطبيق عقوبة الإعدام، لكنها ما كانت سوف تجروء على الإفرج عن (مشارك) فى تهريب مجموعة إرهابية قتلت أبرياء .. والنظام غير صادق حتى فى فكره وأيدلوجيته (الإسلاموية)، لأن ذلك المفرج عنه بينما (المعسرين) يبقون الى حين السداد فى سجون النظام، قتل أمريكيا (ضيفا) على البلاد فى عمل رسمى ولم يأت غازيا، إضافة الى ذلك فحتى لو التزموا بفكرهم الإقصائى العنصرى (الخرب)، ولم يهمهم مقتل (الأمريكى)، فالآخر الذى قتل الى جانبه، سودانى (مسلم) .. تخيل لو تعامل الأمبراطور (الأثيوبى) – النجاشى - مع المسلمين الأوائل الذين لجأوا الى بلاده وهم ليسوا على دينه على طريقة هؤلاء (الدواعش)، كيف كان حال الإسلام اليوم؟ مرة أخرى النظام غير صادق حتى فى كذبه وإدعائه الذى يجعل المجتمع الدولى يوافق على بقائه وعلى دعمه بالدرجة التى لا تنعشه وتقويه، لكن أن يحيا ولا يموت، فأياديه الإرهابية تتجاوز بلده الى كل مكان فى الخارج، مما ضيق على الإنسان السودانى المسالم (البرئ) فى أى بقعة على وجه الأرض، حتى لو اراد مجرد فتح حساب بنكى تصله من خلاله مصاريف، دعك من حصوله على التأشيرات لدخول العديد من الدول من بينها دول داعمة للنظام وتتوافق مع أيدلوجيته الإسلامويه ، ترضى عنه لكنها تضيق على الشعب السودانى الطيب المسالم. النظام غير صادق فهو (تحت تحت) راض عن توجهات الدواعش وسفرهم الى سوريا وليبيا رجالا ونساءا، بل أن الحامعة التى خرج من بين صفوفها العديد من أولئك الدواعش لم تغلق وصاحبها مرض عنه مهما حامت حوله من شكوك وإتهامات فساد وإستغلال للنفوذ. النظام غير صادق فهو يدعو للحوار فى الداخل ويشترى (الوقت) والموظفين الأمميين من عينة (أمبيكى) لفرض ذلك الحوار غير الجاد أو المتكافئ على كآفة قوى المعارضة، فى وقت يرحب فيه وفى كل يوم بالأرزقيه والمأجورين وبائعى أهلهم فى الهامش، والغريب فىى الأمر أننا لا نسمع عنهم شيئا بعد أن نشاهدهم على القنوات الفضائيه وصحف (النظام) عند الوصول والإدعاء بأنهم ينتمون لهذه الحركة أو تلك (الجبهة) لا أدرى هل لديه (كرنتينة) يحفظهم فيها بعد أن كشف على أمراضهم على الهواء وأبان أنهم مصابين بداء (الأيدز) الأخلاقى و(فقدان المناعة الوطنية) على تلك الفضائيات والصحف الموالية للنظام؟ هو نظام غير صادق حتى فى كذبه، لأنه يتبنى 5 مليشيات إرهابية ولا ينكر ذلك، ظهر اثرها وما سوف يتفاقم فى المستقبل فى حادثة (الضعين) الأخيره التى فرض فيها حظر التجول وهرب واليها .. والنظام يدعى أن المواجهة قد إنتهت تماما فى دارفور! ذلك كله خطر مهما بلغ حجمه يعد قليل جديد من القادم الأشد خطورة ومن تمدد جماعة أغلبها من فئة الشباب تنتمى الى فكر (سلفى) متخلف لا داعى لتسميته فالسودانيون كلهم يعرفونه، تلك الفئة لا تجيد غير التكفير ونشر الأفكار التى تدعو للكراهية وتحرض ولو بصورة (خفية) على القتل وإراقة الدماء. وبالإضافة الى ما كانت تقوله فى أركان النقاش، ظهر ذلك السلوك بصورة جلية عند زيارة الشيخ اليمنى الجفرى للسودان. وعلى الرغم من وجهة نظرى فيه وبأنه يدعى (التصوف) لكن من متابعتى له وإستماعى له كثيثرا، فهو أقرب (للسلفيين) مظهرا واراء حتى أنه وافق شيخ (سلفى) على أن زيارة المقابر كفر وإن لم تصل حد (الشرك) كما قال. والمتصوفة الأجلاء لا يرون ذلك، ولا يتفقون معه والسودان فيه (متصوفة) وثقافة وتاريخ صوفى ناصع لا يحتاج الى زيارة الشيخ / الجفرى والإحتفاء به كما تم من قبل الإحتفاء بالفنانة السورية التى غنت أغنية للمرحوم/ الكاشف، وكأننا نعانى من شعور (بالنقص) وعدم الثقة فى أنفسنا، لذلك نلتفت لأشياؤنا ونحتفى بها حينما تأتينا من الغير ومن الخارج ومن شخص مثل الأخوانى (الموتور) المدعو (طارق سويدان) وأخيرا بمدعى (تصوف) وهو الشيخ الجفرى بل من المجموعة التى كفرته وهى تحمل داخل رؤسها الخربة فكر دخيل وغير سودانى. الذى يهمنى فى هذا الجانب أن تلك المجموعة من الشباب قابلت زيارة (الجفرى) بهجوم كاسح وعنيف وبكلمات رددها كثيرا مثل (شركيات) و(كفريات) وبدعاوى لمهاجمة التصوف كله وبإستخدام آيات قرآنية وإدلة لا علاقة لها بالمسأله التى كفروها ووصفوها بالشركيات والقرآن كما قيل (حمال أوجه)، بل أن رب العزه قال فى آية من آياته: " يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا". هؤلاء الشباب وهم كما ذكرت ينتمون لجماعة معروفة ولديهم (وزير) فى الحكومة ويشغل وزارة – لو كان صادقا - لا تتناسب مع ما يحمله من (أفكار) فالسياحة عندهم وعند شيوخهم الأوائل هى (الجهاد). هؤلاء الشباب حتى الوقت الحاضر (أنصاف دواعش) لأنهم على الأقل يحاورون ويستخدمون (التكنولوجيا) التى يكفرون مخترعيها من موبايلات ويوتيوب، لكنهم يمكن أن يتحولوا الى دواعش فى أى لحظة، والأخطر من ذلك أن (الفكر) الذى يدعون ويروجون له فى سمع ومشاهدة أجهزة النظام، يساهم فى أزدياد عدد الدواعش فى السودان ولن يقتصر خطرهم على مواجهة (الصوفية) فى الموالد والتحرش بهم وتسفيه قناعاتهم، بل سوف يمتد ذلك الخطر ذات يوم الى ابعد من ذلك وسوف نشهد فى السودان ما نستغرب ونستعحب له فى دول أخرى منها دول (مجاورة). للأسف لدينا فى السودان فكر سودانى (أصيل) يستند الى إرث صوفى يدعو الى أحياء الناس لا لقتلهم والى التحاور والنأى عن (التكفير) بل هو من ارسى الطرق الحضاريه فى التحاور بالجامعات، لكنه محارب من النظام ومضيق عليه وتمنع ندواته، ويسمح بالحديث لفكر (دخيل) يحرض على الكراهية وعلى القتل تحت ستار (الجهاد)، وهو فكر إتفق العالم كله على أنه المفرخ الأساسى للدواعش. تاج السر حسين – [email protected]