الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    مصطفى بركات: 3 ساعات على تيك توك تعادل مرتب أستاذ جامعي في 6 سنوات    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    دبابيس ودالشريف    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هَلْ يَخْتَبِرَ أَسَامَّةٍ رَقِيعَةٍ اِنْتِباهَتِنا ..!
نشر في الراكوبة يوم 29 - 05 - 2016


قراءات في روايات أسامة رقيعة
1. ذكريات مدام س :
الحب ولا شئ سواه..
يقول المؤلف في ذكري اترمدام س وعلي لسان كاتبة الذكريات:(هناك نوافذ في قلبي تطل دوما علي حبرالحق والخير والفضيله..
ان السحاب الابيض كان يستدعي في عيني الدموع ويكسي قلبي بالالق.اما هدوء الفجرفقد كان يجعلني اتوشح بالصفاء وابدأ دائما رحلة بحث عن وجود نبيل.. نتلمس. الانسجام مع الذات المحبه للخير والحق.والفضيله الغارقه في جمال الوجود والكون والطبيعه.. اجاباتي التي دونتها في الامتحان فقد كانت مرضيه تماما علي الرغم من صعوبة الاسئله التي كانت
منتهي الرضا عن الذات وهي تتخطي صعوبات الحياة وامتحاناتها بكل جلد ورضا يصل حد الفرح بالنتيجه وتقدير الذات دون مبالغه ..*الحب هو الجاذبية التي ابقت القمرالي جوار الارض يدور حيث هي تدور
ان الكاتب يصعب علينا الكتابة عن الحب بعد ان مزجه بكل الوجود والعلم والحياه حتي انشطار الذره المدمر ماهو الا حالة من ناراللوعه عند التفريق بين محبين..
ادهشني هذا الاستغراق في الوجود والتامل وصفاء الذات والشراب من دنان جمال الكون حتي الثماله ..مذاق الحب والوانه الرائعه فتنة الوجدان وسر الاستمرارية في بقاء النوع والتوحد مع الآخر حتي باتا يفهمان بعضهما بمجرد النظره او البسمه ...الروايه هي ذكريات حب مازال مستمرا ولا ينتهي تتسع دائرته يوما بعد يوم حتي يعم كل الوجود االجمال والخير والتفاؤل والحب..لا ينتهون انهم مندسون في حنايا الكون والوجود..
أسامة رقيعة لا يعرف الاسهاب في الحديث لانه تتقن انتقاء المفرده المناسبه والتي تحوي كما من الكلمات لا تحصي ولا تعد بسهوله..كنت اتساءل..ان لم يكن اسامه رقيعه كاتبا ولا مستشارا قانونيا فما عساه يكون ؟ دون تردد قفزت الاجابه لذهني (تاجر مجوهرات )..صائغ المجوهرات ومصممها وبائعها ومشتريها وبائعها ..جميعهم يقدرون قيمة ما لديهم ..دقيقون جدا في ميزانهم ..عميقون في نظرتهم لدواخل المجوهرات لا لبريقها فهم يؤمنون بان ليس كلما يلمع ذهبا..حريصون علي تميز نمنماتهم وهم يتعاملون مع اندر المجوهرات..حريصون علي جودتها ودقتها واناقتها لانهم يعلمون قيمة ما يقدمون..انت مثلهم تتفحص الجمال وتقدمه للجميع وانت راض عنه
2- زُهورِ الْبلاسْتِيكِ :
الروايه تَنَادِي بِوَقْفِهِ عَاجِلِهِ لِلْبَحْثِ فِي أَسَبَّابِ تَحَوَّلَ شَخْصِيَّةُ الْفَرَدِ الْمُعَاصِرِ وَتَنَادَّيْ بأصرار لِلْعَوْدَةِ الى الادمية
هَلْ كَنَّا سَعِيدِينَ حُقًّا وَنَحْنُ مُنْغَلِقِينَ عَلِيّ ذاتنا لَا نُضَيِّفُ الِي بَعْضِنَا الَا الْيَسِيرِ، هَلْ هَذِهِ النقله الَّتِي حَدَثَتْ وَالتَّطَوُّرُ التِّكْنُولُوجِيُّ وَالتَّقَدُّمُ الْمُذْهِلُ الَّذِي غَزَانَا عَلِيُّ حِينَ غَرِّهِ، وَوَجْدَنَا اِنْفَسْنَا فِي مُحِيطٍ لَا سَاحِلٌ لَهُ مِنَ الْاِتِّصَالَاتِ وَالْمَعْلُومَاتِ وَسَرِعَةِ التَّنَقُّلِ فِي كُلُّ بِقَاع المعموره وَحُتِّي غَيْرَ المعموره.. هَلْ اُسْهُمْ كُلُّ ذَلِكَ فِي خُلُق كَائِن وَسِيطٍ. يُسَمِّي انسانا وَيَحْمِلَ بَعْضُ صِفَاتٍ الانسان الْآلِيَّ) الرُّوبُوتَ( وَبَعْض صِفَاتٍ الانسان) الْبُنِّيَّ آدَمَ(
الماده اصبحت لُغَة الْعَصْرِ لَانَ مُعَظَّمُ ابنائه وُجِدَ الْمُنْزَلُ الْجَمِيلُ والسياره الفارهه والاجهزه الجواله الْفَائِقَةَ الذُّكَاء وَيَحْلَمُ بالمذيد.. وُجِدَ الْعَالِمُ كَلَهُ بَيْنَ. ابهامه الايمن، وَسَبَّابَةَ وابهامه الايسر وَهُوَ مستلقي يُجَوِّبَ كُلُّ الْعَالِمِ
هَادِّيُّهُ فِي رِوَايَة زُهور البلاستك للروائ وَالْمُسْتَشَارَ الْقَانُونِيَّ السُّودَانِيَّ أَسَامَهُ رَقِيعُهُ، مِنْ تِلْكَ الْمَخْلُوقَاتِ) الانسآليه( . فَهِي لَا يَسْتَقِيمَ عَقْلَا ان تَرْتَبِطَ وِجْدَانِيَّا بانسان آدَمِيُّ ، فَهِي مِنْ كَوْكَب الماده وَهُوَ مِنْ كَوكبِ الْحَبِّ
هَلْ لِلَزِمْنَ تاثيره فِي اذدياد عَدَد هَذِهِ الْكَائِنَاتِ الماديه ؟ اجابة الْكَاتِبَ حَسِبَ رايُي انها لَا.. فَوَالِدَةُ اِحْمَدْ فِي الرِّوَايَةِ اِمْرَأْهُ تَعْمَلَ دَاخِلُ وَخَارِجُ الْمُنْزَلِ وَمُوَفَّقِهِ فِي كِلَيْهِمَا.. لَيْسَ الزَّمَنُ فِي حَدّ زاته وَلَكِنَّ فِي الانانيه الَّتِي. غُطَّتْ الْقُلُوبُ وارادت تَحْقِيق كُلَّ شئ فِي اِسْرَعْ وَقْتَ وباقل مَجْهُودٌ.. الروايه عُلِيَ بَسَاطَتُهَا الانيقة تَنَادِي بِوَقْفِهِ عَاجِلِهِ لِلْبَحْثِ عَنْ هَذَا التَّحَوُّلَ وَالتَّحَوَّرَ فِي شَخْصِيَّةِ كَثِيرِ مِنَ الْبُنِّيِّ ادميين للعوده الِي آدَمِيَّتَهُمْ.. مِنَ الْجَديدِ بِالْمُلَاَحَظَةِ ان الْمَطَرَ عِنْدَ الْكَاتِبِ مَوْسِمَا لِكُلُّ جَمَالِيَاتِ اِلْحِيَاهُ.. و الْمَطَرَ عندi حَاضِرَا فِي كُلُّ لمسةٍ وَخَفَقَهُ وَخَاطِرُهُ.. فِي كُلُّ نَظَرِهِ وَنَسَمِهِ وَبِسَمِّهِ.. حُضُورَا قَوِيَّا وَفَاتِنَا وَبِهَيَا، وَعَنْدَمًا تَقْرَأُ لاسامة رَقِيعَةَ تَحُسُّ بِالْاِمْتِلَاءِ بِالْجِمَالِ وَالْاِسْتِمَاعِ مَلَاَئِكَِيُّ جَمِيلُ يَفْتَحَ مَسَامِكُ كُلّهَا لِلضَّوْءِ وَالْفَرَحِ وَقَدْ تتسأل مِنَ اين ياَتُي أَسَامَّةٍ رَقِيعَةٍ بِالْعِبَارَاتِ الْبَهِيَّةِ وَالْكَلِمَاتِ النَّدِيَّةِ الرَّقيقَةِ وَلَكِنكَ لَنْ تَجَدَّ صُعُوبَةٌ فِي اِدَّارَكَ رَوْحَةُ الْمَفْتُوحَةِ عَلَى السَّمَاوَاتِ الْمُؤْمِنَةِ الْمَلأِيِّ بِحَبِّ الْخَيْرِ والاخرين
3- الوتر الضائع.. :
وما الوتر الضائع الا ذلك الكم من المعرفه والعلم اللذي لم نؤته بعد...وما اوتيتم من العلم الا قليلا ... وخزات القلق والاسئله المتعمقه من الذات المولعه بالمعرفه والباحثه في نواميس الكون والوجود والحياة..محدودية العقل. اللذي يعمل بكامل طاقته القصوي لان فوق كل ذو علم عليم. فمهما زادت معرفتنا وعلمنا فما اوتينا من العلم الا قليلا وتظل هناك حقايق نجهل اسبابها وتفسيرها العلمي وآليتها رغم ما اوتيناه من علم ..قد ننوم الانسان بمخدر ولكننا عاجزين تماما علي تحديد واختيار ما سيراه في النوم وما يحلم..قد نعبر الحلم ويفسره المختصون بدلالاته ولكنهم عاجزون عن رسم الحلم في ادمغتنا..
اسامة رقيعه والوجوديه والانا العارقه في البحث عن جمال المعرفه واسرار التكوين ..الاحساس بالامكنه والازمنه. التلاحم بين الحقيقة والخيال..الحلم والنوم واليقظه وكذلك الخط الرفيع اللذي يفصل بينها..
وخزات بروفيسور ا.ب.عبدالله لن تنتهي لأن العلم لا ساحل له وهذا العلم اللذي لا ساحل يذكرنا خالقنا وخالق كل شئ سبحانه وتعالي بانه ليس القليل وهذا قلقنا للاجتهاد والمثابره ودافعنا للبحث والاستذاده وانهاء الحيرة بدهشة الحقائق العلميه. مستمتعين بكل ماهو متاح مستهدين بانوار العقيده والدين..
الآراء الفلسفيه والاسئله المطروحه في الوتر الضائع حديث المختصين من رجال دين وفلاسفه وعلماء.. اما كمتلفبه فانا اجد هذا الجمال في ابداع الكاتب وهو يتحدث عبر شخوصه بكل اللغات العلميه والوجدانيه والمشاعرالانسانيه الملموسه..احب هذه التنقلات بين تساؤلات العقل والروح والجسد ..اجتماع عالم المخ والاعصاب والطبيب وخبير الطب البديل وخبير اللغات البائده والحاضره العالم الباحث في الاضرار الناتجه عن التقدم التقني السريع والبحث عن علاجات عاجله لامراض ليست امراض العصر والتكنولوجيا وربما امراض المستقبل ..هذااللذي تحدثت عنه سعاد في الرواية..
يعجبني في ذلك براعة المؤلف اللذي ربط كل اؤلئك الشخوص ومقدرته في تصوير كل شخص بانه عالم خاص.. إنه سحر الابداع الروائ اللذي يبني لنا عالما خاصا رغم عموميته كحلم جميل..
اترك القلم للمختصون في علم الخمال والفلسفه الوجوديه وعلماء المخص والاعصاب والنقاد والقراء مثلي..ودعو لي متعة الانسجام مع سحر الرواية باحساسي وفهمي
4- اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ.. :
النَّفْسُ المطمئنه لدَيْ الْكَاتِبِ أَسَامَّةُ رَقِيعَةُ مُسْتَمِدُّهُ مِنَ الْقِيَمِ وَالْمَوْرُوثَاتِ.. أما الْقِيَمُ نَفْسهَا فهي مُسْتَمِدّهُ مَنِ الْمَثَلَ الاعلي وَهُوَ الْمُرْشِدُ الرَّوْحَيُّ لِدوَاخلِ الانسان دُونَ ان يَنْصَبَ نَفْسهُ مُرْشِدًا وَقَدُّوهُ، فصفاته هُوَ ، وَكَرِيمُ اخلاقه ، وَاِلْتِزَامهُ بِكُلُّ جَمِيلٍ هِي الَّتِي تَدْعُوَ النُّفُوسُ الخيره لِلْاِقْتِدَاءِ بِهِ، وَفِي رِوَايَةِ اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ لِلْكَاتِبِ أَسَامَّةُ رَقِيعَة. كَانَ عبدالقوم هُوَ الْمُرْشِدُ وَالْفَانُوسُ الْمُنِيرُ الَّذِّيُّ يضيئ لِنَادِرِ الدَّرْبِ.. دَرِبَ الرّوحُ، وَدَرْبَ المحبه لِكُلَّ شئ.. كَانَ هُوَ الْمُرَتِّبُ لاحلامه وَطَمُوحَاتُهُ وَلِدُرُوبِ مَشَاعِرِهِ الخاصه والعامه
وَالْكَاتِبُ نَفْسهُ لَيْسَ شَخْصَا وَاحِدًا، بَلْ عُدَّة اشخاص تَتَلَمَّسَ الْجِمَالُ، وَتَتَّفِقَ عَلِيُّ فِعْل الْخَيْرِ، لَيْسَ لانُهُ مذدوج الشَّخْصِيَّةَ وَلَكُنَّ لَانَ حَبُّهُ لِلْأُخَرِ كَثِيفًا وَلَا يَسْتَطِيعَهُ شَخْصُ وَاحِدٍ..
والروايه حَسْبُ قراءاتي لَهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ فَاجِعَةِ الْخِذْلَاَنِ كَمِحْوَرِ رَئِيِسيٍّ ،الْخِذْلَاَنُ فِي كُلَّ شئ ذُو قِيَمِهِ روحَيْهِ خاصَّهُ، وَالْخِذْلَاَنُ فِي مُجْتَمَع القريه الَّذِي لَمْ يَرْحَمْ عبدالقوم وَلَا الْمُحِيطَيْنِ بِهِ، الْخِذْلَاَنُ فِي الاصدقاء وَتَخَلِّيَهُمْ عَنكَ فِي احوج الاوقات واقساها، الْخِذْلَاَنُ فِي الامنيات وَتُبَعْثِرَهَا بَعْدَ رِّيَاحِ هَوْجَاءِ الْمَتَّ بِهَا قَادِمَةُ مَنِ اِمْتِحَانَاتُ الْقِدْرِ، وَحَتَّى مُلَاَبَسَاتِ جَرِيمَة الْقِتْلِ الَّتِي قَتَلْتِ الامان وَالْاِطْمِئْنَانَ ماهي الَا رِيَاح هَوْجَاء هُبَّتْ دُونَ قَصْدٍ وَبَعْثَرْتِ امنيات الْبُطْلَ وَجُعِلَتْ طَمُوحَاتُهُ عَصِيَّةُ الْمَنَالِ
وَنُلَاحِظُ بشدة ان الاخر مُهِمَّ جِدَا لدَيْ( نَادِرَ) بَطَلَ اللَّحْنُ الْمَفْقُودُ او هوحَالَ الرَّاوِي نفسه ، فَهَذَا الاخر له حُضورُ قَوِيّ فِي حَيَّاتِهِ لَيْسَ مِنْ بَابِ الامنيات فَقَطْ، بَلْ هو مِنْ بَابِ التَّعَاضُدِ وَالتَّسانَدِ وَالتَّكَاتُفِ لِرُؤْيَةِ جَمَالِيَاتِ اِلْحِيَاهُ، فالاخر فِي اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ هُوَ النَّاسُ والطبيعه وَالْقِيَمَ بَلْ هُوَ الْبُطْلُ الاساسي لِلرِّوَايَةِ..
سَقِفَ الراكوبه الَّذِي تَتَحَدَّاهُ خُيُوطُ الشَّمْسِ وَتَتَسَلَّلُ رَغَمَا عَنْ صُمُودِهُ لِتَصُلَّ مُبَاشَرَةُ لفلب( نَادِرَ) وَودَاعَ ( نَادِرَ) لِلشَّمْسِ سَاعَةَ الْمُغَيَّبِ، وَهُوَ ممتطيا جِدار الْحَائِطِ مُودِعَا وَدَاعِيَا لِهَا بالعوده بَاكَرَا لايقاظه وَالذَّهَابَ للمدرسه.. الاخرون عِنْدَ( نَادِرَ) تجَمُّعَ الاخوات وَمُسَانَدَتَهُمْ فَهُوَ يسَاعِدِهِمْ بِقُوتِهِ البدنيه وَيُسَاعُونَهُ بِتَرْتِيبِ حَيَّاتِهِ وتهيئة الْجَوَّ لامنياته الَّتِي تَشْمَلَهُمْ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.. الْأُخَرُ هُوَ السَّمَاءُ الَّتِي يَكْتُبُ( نَادِرَ) علِيّ صفحاتها احلامه الَّتِي كَانَتْ تذداد كُلُّ يَوْم حُتِّي زَاحَمَتْ النُّجُومُ فِي سَمَائِهَا الرَّحْبِ الَّذِي كَانَ يَفْسَحُ لَهُ كُلُّ يَوْم مَكَاِنَا لِكِتَابَةِ الامنيات الجديده، و الاخر لَدَى ( نَادِرَ) هُوَ أيضا فَاطِمُهُ او ذَلِكَ الاحساس اللَّذِّيَّ ايقظته فِي قُلَّبِهِ وَهِي لَا تُدْرِي حيث يقول البطل : ( مَشَاعِرَيْ اِنْتَظَمْتِ فِي حُضورِهَا واحسست انني قَوِيَّ جِدَا وَفِي امكاني تَرْتِيبَ اِلْحِيَاهُ)
أَمَّا الرِّيفَ عِنْدَ أسامة رَقِيعَةٌ فَهُوَ الامان وَالسّلَامَ الرَّوْحَيَّ ، هوالْاِسْتِجمَامَ مِنْ مَتَاعِب الْحَيَاةِ وايقاعها السَّرِيعَ الْمُرْهِقَ، هُنَاكَ حَيْثُ كُلَّ شئ يَأْخُذَ زَمَنُهُ بِالْكَامِلِ وَمِسَاحَتِهِ الواسعه مِنَ الهدؤ وَالنَّظَرَ وَالتَّأَمُّلَ وَالرِّيفَ عِنْدهُ أيضا هُوَ الْقدرةُ عِلّيُّ الْاِسْتِمْتَاعِ بِكُلُّ الْجِمَالِ وَبِمُنْتَهِي التِّلْقَائِيَّةِ والراحه.. فَعَنْدَمَا تَقْرَأَ اللَّحْنُ الْمَفْقُودُ يَقْفِزُ الِيُّ ذكراتك الاحساس بِالْمَطَرِ ثُمَّ يَمْثِلَ الرِّيفُ حُضُورًا وَاُنْتُ فِي اُكْثُرْ بِقَاعَ المعموره تَمُدَّنَا وَرُقِيَّا وَحضَارُهُ، لَا شئ يُضَاهِيَ الرِّيفُ عِنْدَ أَسَامَّةٍ رَقِيعَةعَلِيٍّ الاطلاق فَهُوَ فِي دَاخِلِهِ يَحْمِلُهُ فِي دَفَّاتِ اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ كَجَوَازِ سُفَرِ مُعَبِّرًا عَنْ هُوِيَّتِهِ الاخلاقية رَغَمَا مِنْ كَوْنِهِ لَمْ ييعش فِي الرِّيفِ لماما ، بَلْ هُوَ فِي اقصى دِيَار الْمَعْمُورَةِ تَمُدُّنَا دُبِّيٌّ وَهُوَ مِمَّا يَدْعَمُنَا كَقرَاءِ بَانِ المستلهم مِنَ الْجُذُورِ لايضير حَسُنَ الزَّهْرُ
. الرِّوَايَةُ رَائِعهُ فِي تَنَاوُلِهَا لِلْخِذْلَاَنِ، وَفِي عُمْق الفكره وَالْمَضْمُونَ، وَفِي مَا يَتَمَنَّاهُ الْكَاتِبُ مِنَ امعان للنَّظَرَ دَاخَلَ الْقُلُوبُ، وَمَا تَعْزِفَهُ مِنْ حَبٍّ، وَمَا يَعْتَرِيَهَا مِنَ اِلْمِ وَخَيْبَاتٌ، امل عَنْدَمًا يُضَيِّعَ اللَّحْنُ مَعَ ضَرَاوَة الرّيحِ الغاشمه، وَعَنْدَمًا تَهُبُّ وَتَهْتَاجَ مُبدِّدَةُ رَاحَتِنَا وَاِمْنِنَا وامنياتنا.. عُلِيَ الْجَمِيعُ وَقْتهَا ان يَتَجَمَّعُوا مَعَ بَعْضهُمْ الْبَعْضَ لِقُهِرَ جَبَرُوتِهَا وَطُغْيَانِهِ.. التَّجَمُّعُ والعوده بَلْ التَّمَسُّكَ بِكُلَّ مَا هُوَ جَمِيلٌ
و مِنَ اِسْتِغْرَاق الواقعيه فِي رِوَايَة اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ، والاحساس بِهَا، ياتيك شُعُور عَجِيب بَان فِيهَا مِنَ الْحَقِيقَةِ تَفَاصِيل اُكْثُرْ مِنْ مافيها مِنْ خَيَالٍ، بَلْ اظن ان دَرَّاسَة الْقَانُونِ لِلْكَاتِبِ كَانَتْ بِسَبَبِ هَذَا الاحساس وَالشُّعُورَ بِالْخِذْلَاَنِ وَالضِّعْفِ اللَّذِّيِّ يُصِيبُ الانسان فِي ظُروف اشبه بِاِعْتِرَافِ عَبْدالقَيُّومٍ.. اِنْهَارَ الْمَثَلُ الاعلي بِالْاِعْتِرَافِ لَيْسَ لانُهُ اِرْتَكَبَ الجريمه بَلْ لانهُ ضِعْفٍ وَاِعْتَرَفَ بِذَنْبٍ لَمْ يَرْتَكِبْهُ وَكَانَ بِاِعْتِرَافِهِ هَذَا دَمارَا نَفْسِيَّا لِنَادِرٍ.. لَيْسَ لانُهُ يَشُكُّ فِي اِرْتِكَاب عَبْدالقَيُّوم لِلْجَرَمِ.. لُوكَانِ الامر كَذَلِكَ لِكَانَ اِهْوِنَّ عَلِيَّ المقتدي( نَادِرَ)، بَلْ لَانَ الْاِنْهِيَارُ النَّفْسِيُّ الَّذِي تَعَرُّضٌ لَهُ عَبْدالقَيُّومٌ وَضَعَّفَهُ هُوَ الَّذِي بُعْثِرَ نَادِرُ لاشلاء ظَلَّ يُلَمْلِمُهَا لِزَمَنٍ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ.. وَيُخَيِّلُ لِي ان الدّفَاعَ عَنِ الْمَظْلُومِينَ وَالْمَنْكُوبِينَ واظهار الْعَدَالَةَ والحقيقه فِي اِقْرَبْ زَمِنَ رُبَّما دُفِعَتْ الْكَاتِبُ لِدَرَّاسَةِ الْقَانُونِ وَرُبَّما الْعَكْسِ صَحِيحَا فَتَعَايُشُ الْكَاتِبِ فِي اجواء العداله وَمَا يَعْتَرِيَهَا وَتَعَايُشُهُ بِكَامِلِ شُعُورِهِ الْمُرْهَفِ هُوَ اللَّذِّيُّ قَادَهُ للكتابه عَنهُ.. ايا كَانَ لَا يَقْدَحَ ذَلِكَ فِي عُمْقِ الرِّوَايَةِ بشئ.. شَكِرَا استاذ أَسَامَهُ رَقِيعَةُ عَنْدَمًا يَصْبَحَ الشُّكْرُ وَسَادَةُ نَضَعُ عَلَيهَا رُؤُوسَنَا المتعبه
5- أحداث منتصف النهار :
وَجُدْتِهَا..
وَجُدْتِهَا..
يَصْرُخُ الرِّوَائِيُّ السُّودَانِيُّ أَسَامَهُ رَقِيعُهُ فِي رِوَايَتِهِ) احداث مُنْتَصَف النّهَارِ ( وَلَمْ يَكِنْ مَا وَجْدُهُ فِي رِوَايَتِهِ هُوَ مَا صَادَفَهُ مِنْ حَبّ مُتَمَثِّل فِي شَخْص) هَالَهُ ( فَقَطْ، بَلْ هُوَ مَا وَجْدُهُ مَعهَا فِيمَا يَتَمَنَّاهُ مِنْ مُجْتَمَع يَنْعَمُ بِالصَّفَاءِ، وَالسُّمُوَّ، وَالْحَبَّ..لَاَ فِرْقُ فِيهِ بَيْنَ عَامِلٍ ، وَرَاسَ مَالُي الَا بِمَا يَحْمِلَهُ مِنْ قِيَمٍ، واخلاقيات، وَمِثْلُ، وَمَا يَقْدُمُهُ لِلْمُجْتَمَعِ مِنْ خَيْرٍ..
لِقَدْ جَابَ الْكَاتِبُ بِنَا فِي دَهَاليز الامكنه بِمُسِمِّيَاتِهَا مَنِ اُفْخُمْ الْفَنَادِقَ وَالْمَنَازِلَ العتيقه الفخيمة وَالْقُصُورَ وَالشُّقَقَ وَالْمَكَاتِبَ وَلَمْ يُنَسِّي بَلْ تَعَمُّد ان يُحَدِّثُنَا عَنْ كُلُّ الشُّخُوصِ الَّتِي تَسَكُّنهَا بِمِقْدَارِ مَا تَمْلِكَهُ مِنْ نُقَاء وَمَشَاعِر وانسانيه وَمِثْلُ..
كُلُّ ذَلِكَ كَانَ مُتَمَثِّلَ فِي(هَالَهُ) وَلِقَدْ كَانَتْ بِالْفُعُلِ هِي قطعةُ مَنْ ضَوْءٌ، وَلَا اِعْتَقَدَ ان اِسْمَهَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ عَبِثَا بَلْ جَاءَ لِيُوَضِّحُ لَنَا ان مَا يَبْحَثُ عَنهُ الْكَاتِبَ هُوَ هَذَا الضِّيَاءَ الَّذِي يَشُعَّ مِنَ الدّوَاخلِ المليئه بِالْخَيْرِ..
الروايه بِهَا الْكَثِيرُ مِنَ الْعِبَارَاتِ الناعمه وَالرُّومَانْسِيَّةَ وَفِيهَا الْحَبَّ بِكُلَّ الوانه الجميله وَالْمَشْهَدَ الاخير فِي الروايه هُوَ( دَعْوَة الْغَدَاءِ الموجهه مِنْ( هَالَهُ) واسرتها تَقْديرَا وَاِمْتِنَانَا لَمَّا قَدَمَهُ شَرِيفٌ ). هُوَ مَشْهَدُ يُلَخِّصُ لَنَا مَا يَنْشُدَهُ الْكَاتِبُ مِنْ مُجْتَمَعِ يَسْمُو ويتعالي عُلِيَ الصَّغَائِرُ.. مُجْتَمَعُ عَامِلُ وَشَرِيفٌ، وَعَفِيفٌ، وَمُحِبٌّ وَهُوَ تَفْسِيرَا كَامِلَا لِحَلَمِ الرُّؤْيَةِ أَوْ الْحَلَمَ الَّذِي اِرْتَكَزَ عَلَيهِ الرَّاوِي فِي ضَخَّ الْمَشَاعِرُ فِي الروايةاذ ظَلَّ الرُّوَاِيُّ يَتَرَبَّعُ فِي اعالي النخله الْكَبِيرَةُ وَعَمُّ عُثْمانٍ فِي قِمَّتِهَا مَعهُ هُنَاكَ حَيْثُ كُلَّ شئ يَبْدُوَ وَاضِحًا ونقيا.
المتعه فِي قِرَاءةِالروايه وَكُلَّ روايه بِالتَّأْكِيدِ اِكْبَرْ مِنَ الْكِتَابَةِ عَنهَا وَلَكُنَّ هَذِهِ الروايه تَسَرَّبَتْ الِيُّ الْوِجْدَانِ وَالْقُلَّبِ بِبُوحِ جَمِيلٍ .
كَلِمَاتُ مُتَقَاطِعُهُ فِي رِوَايَات أَسَامَّةٍ رَقِيعَةٍ:
- أولا َراسِيًا:
 عُثْمانٌ فِي (اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ) قَتَلَهُ لِسَانُهُ، وَفِي (احداث مُنْتَصَف النّهَارِ )عُثْمانٌ هُوَ الْقِنْدِيلُ الَّذِي يُضِئْ الرّوحُ..
 اِسْم فَاطِمِهِ لَهُ طَعِمَ خاصُّ لدَيْ الرُّوَاِيِّ رَقِيعَهُ، تاره هُوَ حَبَّ مَنْقُوصُ كَمَا فِي رِوَايَةِ اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ، وَتَارَةَ اخري هُوَ حَبٌّ لَا نِهَائِيُّ كَمَا فِي احداث مُنْتَصَف النّهَارِ.
- ثَانِيًا افقيا:
 الاحلام فِي رِوَايَةِ اللَّحْنِ الْمَفْقُودِ نَذِيرٌ، وَفِي احداث مُنْتَصَف النّهَارِ بَشيرٌ.
 اللَّحْنَ الْمَفْقُودَ تَحْكِي عَنِ الْخَزَلَانِ، واحداث مُنْتَصَف النّهَارِ تَحْكِي عَنْ غَدِ أَجُمَلِ وَحَاضِرِ سَعِيدٍ.
هَلْ يَخْتَبِرَ الْكَاتِبُ مُدَّيْ اِنْتِباهَتِنَا ام يَرِيَنَا مُدَى مَقْدُرَتِهِ عَلِيّ تَحْوِيل الْمَوَاقِفِ وَالْحُروفِ والاسماء فِي رِوَايَاتِهِ مُسْتَمْتِعَا بِكُلُّ مَا يَحَرُّكَ اذهاننا لِلدُّخُولِ الِي عَالِمَهُ الْفِكَرِيِّ الانيق الْمُرَتِّبَ .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.