* أهل السلطة يهيمون في وديانهم ويتخبطون منذ 27 عاماً في حكم السودان؛ ولا أظنهم سيعترفون بأنه لم يتبق في المعاناة سوى المزيد من الأكفان..! فالناس والدواب والشجر في الرحى يشملهم عذاب هؤلاء..! مع ذلك يُخيل للمتسلطين بأن ما أنجزوه من بنايات أسمنتية وزجاجية هو (التقدم والنهضة والإعجاز).. كما يتوهمون بأن المشاريع الممحوقة التي شيدوها بالقروض وعرق المطحونين (فلاح منهم)، بينما السودان (ظامئ مظلم شريد مريض) يدهمه الجوع الصامت والفقر.. لا النيل (الإلهي) شفع لترطيب الأكباد بالمياه ولا ذلك السد (الخازوق) ملأ آفاق الظلمة نوراً.. وقد شبعت المدن والقرى واكتفت فقط من ذلك الهتاف الفارغ حين افتتاح سد مروي (السد.. السد.. الرد.. الرد)..! الرد على من؟! ما زلنا نتساءل.. وقد شابت الوجوه قترة زمن (الهتافون) ومن يبيعون السراب بإصرار؛ على أنه الماء الزلال..! * هؤلاء الفشلة الحاكمين باسم الرب؛ لا جفت آنية أضاليلهم ولا استقاموا بالتواضع (في قحطهم)..! * نعم.. ماذا تبقى من المعاناة سوى الأكفان؛ وشبكة الأنهار التي تحيط بالخرطوم أصبحت مجرد (برواز) لصورة قاتمة..! * هذا حال عاصمة عطشانة يقطنها كافة (صناع الفشل) فكيف بالأصقاع التي تنأى عن مخادعهم؟! فإن يتظاهر مواطنون في العاصمة لأن مساكنهم أصبح ماؤها غوراً؛ ذلك يعني أن الحكام (يتحادقون) لا غير؛ كلما تحدثوا عن (بشارة!) مائية أو كهربائية للمواطن.. ولا ننسى مستهل يناير 2016 حين أعلن والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين عن تكفل دولة الإمارات بتأسيس محطتين للمياه بولاية الخرطوم؛ إنتاجية المحطة 300 ألف متر مكعب في اليوم؛ وبتكلفة 260 مليون دولار.. فبعد هذه (الهدية) التي لا ندري أين أثرها الآن أي في فبراير 2016 قررت (دوائر صنع المعاناة بالعاصمة) زيادة تعرفة مياه الشرب بنسبة 100% ..! وكأن (خبر المحطة الإماراتية) زاد فرحة الناس؛ حتى تنكد عليهم السلطات بخبر الزيادة..! فلو هبطت كافة محطات مياه الدنيا في الخرطوم؛ سيبحث سلاطينها عن سبل لتحقيق (الكفاية من العطش!!)..! * مع ارتفاع فاتورة المياه وتحميل الناس ما لا يطيقون؛ تنعدم الخدمة؛ فيتأكد للعاقل أن (النحس) الذي يطارد الشعب في اختفاء الماء وضرورات الحياة الأخرى؛ ليس بسبب عجز (الكائن الرسمي) فحسب.. إنما السبب الأول تلك الإرادة الغلّابة لدى الحاكمين بتفعيل منهج (قهر) المواطن على الدوام..! ذلك المنهج المدركة غاياته..!! إن لم يكن الأمر كذلك فلننظر: هل ما زال النهر يجري؟! خروج: * جوهر الأزمات و(اختزالها) يتمثل في وجوه لا ماء فيها.. إنها وجوه من يزرعون (الحنظل) وينتظرون الحصاد (عنباً)..! بئس الوجوه..! أعوذ بالله الجريدة