*لم أزر أهرامات الجيزة سوى مرة واحدة.. *ولكنها تعادل عشرين مرة من حيث (الصرف السياحي).. *ف(الواد) الذي يدلك على الحنطور السياحي (عاوز حقه).. *و(بتاع) الحنطور نفسه- الذي يجول بك- (عاوز حقه).. *و(الحاج) الذي يقول لك هذا هرم خوفو وذاك خفرع (عاوز حقه).. *والدليل السياحي الذي ينزل بك إلى تحت فقط (عاوز حقه).. *ثم بعد أن ينثقب (قلب جيبك) تجد أنك لم تخرج بأية معلومة مفيدة.. *غير أنك في (قلب الهرم).. *وفي بداية فيلم تايتانك يتم البحث عن ماسة نادرة غرقت مع السفينة.. *وبعد بحث مضنٍ يُعثر على صاحبة الماسة عوضاً عنها.. *وتحكي لفريق البحث قصة الماسة التي اسمها (قلب المحيط).. *وينصت لها رئيس الفريق باهتمام شديد.. *فهو بعد (الصرف الخرافي) هذا لا يهمه سوى الماسة.. *ولكن كي يصل إلى (قلب الحدث) عليه أن يصبر على ثرثرة العجوز.. *على اجترار ذكرياتها مع التايتانيك، وخطيبها، ووالدتها ، وحبيبها جاك.. *ثم يكتشف أن (قلب المحيط) ليست في السفينة.. *وإنما في (قلب المحيط).. *والمستثمر الحصيني يعبر الحصون من السعودية لتشييد (قلب العالم) في بلادنا.. *حصون الماء والرسوم والإجراءات والبيروقراطية.. *لتشييده على جزيرة مقرسم الساحلية التي لا يسكنها حتى الجن.. *وبعد أن يصرف (دم قلبه) يُعطل (قلب العالم) بذريعة احتجاج الأهالي.. *ثم يُعاد إليه مرة أخرى بعد اكتشاف خلوها من السكان.. *ثم للمرة الثانية يُقال له ( معليش يا حبيب ، والله لقينا في سكان وزعلانين).. *ثم يُقال له ( لا خلاص ، تعال استلم وابدأ).. *ثم يُفاجأ بتحويل فكرة المشروع إلى مستثمر آخر.. *مستثمر اسمه دياب إبراهيم دياب لم يسمع به أحد في دنيا المال من قبل.. *مستثمر ظهر من (قلب العدم) ليقول إن الجزيرة (تبعه).. *ليقول إنه استأجر مقرسم لمدة عشرة أعوام.. *طيب استأجرتها مِن مَن يا دياب؟.. *قال والله استأجرتها من (الإدارة العامة للحياة الفطرية).. *هل منكم من سمع بمثل هذه الإدارة أبداً؟.. *المهم إنه صار المالك الرسمي لجزيرة كانت ستضحى (قلب العالم).. *فهكذا قضت جهة عدلية ولا حديث بعد حديثها.. *ولا ندري ماذا سيفعل فيها دياب بعد أن آلت إليه ملكيتها.. *هل سيصرف عليها - كما الحصيني- ليجعل منها (قلب العالم)؟.. *ليجعل منها جزيرة سياحية ذات (صرف سياحي)؟.. *أم لن نجد عليها حتى (الصرف الصحي)؟.. *ويتحسر الحصيني- ونحن معه- على ضياع (قلب العالم).. *ولا نجني سوى (قلب الندم!!!). الصيحة