اخر العنقود يبدو ان تسجيل قتاة الجزيرة .. الترابى/احمد منصورسيشكل للسودان واهله اكثر من علامة استفهام , ولا ارى ان القارئ الكريم بعيد عن ما جاء من تفاصيل فى الحلقات المبثوثة ولكن ارى كما قد يرى المتابع ان اهم بيان جاء فى اقوال الشيخ الراحل فيما يتعلق بالفساد والاعوجاج كان وكما قال" على سمعى وبصرى وعجزى" – ولا ادرى لما ذكرتنى سمعى وبصرى بقول الحق المبين " ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " وارجو من القارئ الكريم الا تذهبه هذه الاسقاطات مذهبا بعيدا اذ اننى اعوذ بالله ان انصب نفسى حكما على من غاب او من حضر, انما فقط اقرأ واحلل حسب فهمى وقليل علمى , المهم, فانى ارى ان هناك ثلاثة من علامات الاستفهام تفرض نفسها على المشهد, اذكرهما اولا ثم اجتهد ان اضع لها بعض اجابات تحتمل الخطأ والصواب اذ ستظل الحقيقة والمعنى حتما فى بطن الشاعر والشاعر ذهب ... اما العلامة الاولى فلماذا السكوت على ما لا يجوز السكوت عليه خاصة وان الساكت كان هو الفاعل والامر والناطق ؟ واين هذا من القول " الساكت عن الحق شيطانا اخرس "!!! وفى اعتقادى ان هناك احتمالات وبعض قرائن والقرائن كما يعلم اهل القانون هى ما يستدل بها على ما غمض غير انها لا ترقى الى درجة الدليل القاطع , فلعل الشيخ الراحل وحاشا لله ان ارمى انسانا – حاضرا ام غائبا - بانه شيطان اخرس , لعله اثر الصمت خوفا على حياته او تحسبا لحدوث ما هو اكثر من المسكوت عليه فراى السكوت اخف الضررين, ولعل الشاهد كان مواجها بقوة اكبر من ان يتصدى لها والله اعلم ... اما العلامة الثانية فهى الشهادة التى ظلت مكتومة وحبيسة فى سجلات الجزيرة التى ما عودت مشاهديها ان تحبس خبرا ناهيك عن ان تكتم شهادة !!! فقد تم التسجيل عام 2010 فما السر فى الانتظار ستة سنوات – لا اقول سمانا ام عجافا - ؟ فان كانت الاجابة ان ذلك كان بناءا على وصية الشاهد فستكون علامة الاستفام الثالثة : لماذا اراد الشاهد ان ان يبث الشريط بعد الرحيل وهنا قد يكون للمجتهد اكثر من استنتاج او تأويل فقد تكون محاولة ذكية تبعد عنه ايادى معلومة او خفية وكانه يقول لمن يخشى على حياته منهم : ان حدث لى مكروه ففى الجزيرة دليل ادانة ولعلنا لو اردنا ان نربط العلاقات بين الاشياء لجعلنا للشاهد عذرا ان يسكت على ما لا يسكت عليه فى قوله "تحت سمعى وبصرى وعجزى اراد يكسب فضيلة الاعتراف بالذنب والعجز لشعب كان ذات يوم فى حكم حاكمه كما افاد هو فى شهادته, والى هنا نمسك القلم عن الاسترسال خاصة وان كثير مما قيل ويقال (فى وعن )هذه الشهادة لا يمكن الجزم بانها الحقيقىة الكاملة ولا احسبها الشهادة الفاصلة وكل ما يمكن ان يقال ان ليس كل من يمسك مقاليد القلم والسلطة بقادر على ان يقول للفساد لا تكون فيكون ما يقول ولابد لنا ان نعلم ان لكل حكم سره وجهره ولكل دولة صولة وكبوة ولا ادرى لما تذكرت كلمات الراحل الفيتورى : "دنيا.. لا يملكها من يملكها اغنى اهليها سادتها الفقراء, والغافل من لم يأخذ منها ما تعطيه على استحياء, والغافل من ظن الاشياء هى الاشياء " حقا الغافل من ظن الاشياء هى الاشياء, ويبقى فى النهاية المجد للشعوب فهى والعدل دائما اساسا الملك ,ونسال الله الرحمة للاحياء منا والاموات وان يصلح حال الرعية والرعاة ويبقى فى الختام لاحمد منصور ان يكتب هو شهادته على العصر فهى لا شك شهادة قد تعين التاريخ على اصدار حكم الادانة او البراءة واخلاء السبيل واخيرا اذكر نفسى والقارئ الكريم ان الشهادة فى الاسلام لها من الخصوصية ما جعل لها شروطا ولوازم كما انه ليس بالضرورة ان تكون شهادات الشهود وحدها هى التى تحدد القول الفصل فى الحكم فهناك ادلة ووقائع وحقائق ونوايا وقصد واركان معنوية ومادية فنسأل الله ان نكون من المستوفين لشروط الشهادة والا يحرمنا من اجمل واكمل الشهادات شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله. رشدى محمد الباشا [email protected]