بسم الله الرحمن الرحيم من المؤكد أن الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا..ستكون له آثاره علينا وعلى محيطها الإقليمي ..فإقليمياً ..لن يتوقف الأثر على الايقاف الفوري لاستخدام قاعدة انجرليك في الحرب ضد داعش حتى تنجلي الأمور..فمفاجأة الانقلاب..مهما كانت نقاط ضعفه التي أفشلته.. ستثير التساؤلات عن الاستخبارات العسكرية التركية وعدم توقعها لحدوثه..وقعقعة السلاح وحركة الدبابات في الأرض والطائرات في أجوائها تحمل نفس العلم وتقاتل بعضها بعضاً ..لن يكون من الممكن استيعابها بمعزل عن صراع الرؤى بين من يحلمون بإعادة أمجاد الحكم العثماني المنطلقة من أنها آخر أشكال الخلافة الاسلامية كما في الفكر الاخواني الذي يتبناه أردوغان وحزبه ..وبين من يرون ضرورة الاهتمام فقط بمصالح تركيا وقوميتها بعيداً عن الأحلام الامبراطورية .. ويفسر غبطة الاعلام المصري مثلاً بالانقلاب وما يلقي بظلاله على الموقف التركي من الوضع في سوريا وغيرها..أما الأثرعلينا ..فقراءة ردود الأفعال من الطرفين معارضة وحكومة يمكن تفسير الأمر بها..فالحكومة رغم ديكتاتوريتها ومجيئها بانقلاب عسكري ..انبرت في الرفض للانقلاب والتغزل في الشعب التركي وحبه للديمقراطية ..حتى ولو قال أوغلو أو غيره لسنا دولة أفريقية كما ونحن..وامتد الغزل إلى خليفة المسلمين المرتجى نموذجه أردوغان..ما يفسر بأن المؤيد بخروج الشعب التركي في مواجهة الدبابات ..هو أردوغان وليس الديمقراطية ..ولا داعي للتفكير إن كانت تركيا دولة ذات دستور وقوانين إسلامية أم لا ..وهل هو نتاج دستور علماني نادى مصر مرسي وقتها بحذو حذوها ما أثار عليه عاصفة إخوانية معارضة أم لا .. أما المعارضة .. فرغم مبدئية الموقف من الديمقراطية..فتعاملت بمفهوم صديق عدوي عدوي ..من هنا يجب التفكر في الاعتبار..وطرح الأسئلة المحورية..هل يمكن أن يكون الحل إنقلاباً من الجيش وما هي القوات التي ستواجهه..هل الشرطة كما في تركيا في البداية ..أم الأمن وقوات الدعم السريع ؟ وما هي القوى التي ستؤيده ؟ هل معظم الجيش أم الحركات المسلحة ولو بخلايا نائمة؟ في كل الأحوال ومهما كانت الإجابة ..فإن السيناريو سيكون دموياً..إلا إذا كان من يفكر في الانقلاب قد احتاط لكل الاحتمالات وقام بقوات تدرك ما تقوم به وليس قوات تحرك دون معرفة الهدف بل اتباعاً للتعليمات وظن محاربة الارهاب كما في تركيا..أما الأسئلة المحورية في الجانب المدني ..هل ستكون القوات الأمنية بنفس أخلاق القوات التركية في تراجعها حال ملأ المدنيون الشوارع ؟ أم ستعود إلى سابق ذكرها السيئ في سبتمبر وغيرها..وهل ستتوقف الجموع المنتفضة كما انكمشت بعد مشاهد العنف الزائد في مواجهة الهبة السلمية ضد قرارات الزيادات؟ المؤكد أن وقوف المدنيين ضد العسكر هو السيناريو الذي سيؤثر في المشهد السوداني ..ولكن بعد التعلم من التجربة الطويلة مع قمع النظام ..بأن تكون الهبة والانتفاضة واحدة بجماهير لا حد لها تملأ السوح والشوارع ..ولا خوف علي أي تحرك من موقف شعبي مضاد من أنصار النظام..فصور المتظاهرين منهم ابتهاجاً بفشل الانقلاب ..تمثل الوجه الحقيقي لشعبية النظام ومداه..فاعتبروا يا أولي الألباب. [email protected]