جبل مرة.. انزلاق أرضي يثير جدلاً حول حصيلة الضحايا    الهلال بين مطرقة القوانين وسندان البطولات    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    رئيس مجلس السيادة القائد العام وأعضاء مجلس السيادة ينعون ضحايا كارثة الانزلاق الأرضي بجبل مرة    وزير الصحة يشارك في افتتاح مكتب لمنظمة الصحة بالخرطوم    الطاهر ساتي يكتب: انزلاق آخر ..!!    وزير الطاقة السوداني يطلق وعدا    رئيس الوزراء يجري اتصالاً مع عبد الواحد نور لمعالجة أزمة "ترسين"    القوات الجوية السودانية تشن هجوماً على المليشيا في الفاشر    لماذا أوقفت شرطة برشلونة أعمال البناء في كامب نو؟    ترامب استمرار حرب غزة يضر بصورة اسرئيل    على أعتاب ثروة غير مسبوقة.. إثيوبيا تراهن على سد النهضة    نادي النيل الدامر يدعم صفوفه بالثنائي فوزي والخليل    لجنة تسيير هيئة البراعم والناشئين بمحلية الدامر تسجل زيارة رسمية لرئيس اتحاد الهيئة بولاية نهر النيل    رئيس الوزراء يشيد بدور المعلمين المحوري في نهضة الدول    اللجنة الولائية للاستنفار والمقاومة الشعبية كادقلي تقدم دعمها الطبي للشرطة    نيمار يُكذب أنشيلوتي: لست مصابا    نادي الهلال السوداني يتلقى خطاباً جديدًا    شاهد بالفيديو.. المطرب شريف الفحيل يواصل هجومه على الفنان جمال فرفور: (أب صلعة تسبب لي في الأذى واجتهد لإستبعادي وحاول خداعي وأخذ أغنية مني في برنامج أغاني وأغاني)    الكيزان في سلام الإستهبال والتناقض    شاهد بالفيديو.. السلطانة هدى عربي تشعل حفل غنائي في القاهرة بوصلة رقص مثيرة    شاهد بالفيديو.. إعلام المليشيا قال أنه كان في إجازة.. "بعاتي" جديد بالدعم السريع.. ظهور القائد الميداني "جلحة" بعد اغتياله تعرف على الحقيقة كاملة    أمريكا توقف منح التأشيرات لجميع حاملي جوازات السفر الفلسطينية    برشلونة يتعثر أمام رايو فايكانو.. و"أزمة الفار" تثير الجدل    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    اتهم أبناء قبيلتين داخل الدعم السريع بالتواطؤ مع "الكيزان".. شاهد الفيديو الذي بسببه تم الاعتداء على القائد الميداني للمليشيا "يأجوج ومأجوج" واعتقاله    عودة المحكمة الدستورية قرار صائب وإن جاء متأخراً    ساعات حاسمة ..أرتال عسكرية تتحرك نحو طرابلس    رئيس الوزراء: نهضة مشروع الجزيرة من أولويات حكومة الأمل    وزير الثروة الحيوانية: انطلاقة الخطة الاستراتيجية من نهر النيل بإنشاء مدينة للإنتاج الحيواني    من صدمات يوم القيامة    حسين خوجلي يكتب: الأمة الشاهدة بين أشواق شوقي وأشواك نتنياهو    رئيس الوزراء السوداني في الجزيرة    الجنيه السوداني ورحلة الهبوط القياسي    فعاليات «مسرح البنات» في كمبالا حنين إلى الوطن ودعوة إلى السلام    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء لجنة أمن ولاية الخرطوم ويشيد بالتنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    قال لي هل تحكي قليلا من العربية؟    اجتماع مهم بين بنك السودان المركزي والشركة السودانية للموارد المعدنية حول عائدات الذهب ودعم الاقتصاد الوطني    شاهد بالفيديو.. "بقى مسكين وهزيل".. ماما كوكي تسخر من الفنان شريف الفحيل بعد تعرضه لهجوم شرس وإساءات بالغة من صديقته التيكتوكر "جوجو"    عثمان ميرغني يكتب: شركة كبرى.. سرية..    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    انتشال جثث 3 شقيقات سودانيات في البحر المتوسط خلال هجرة غير شرعية    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    الذهب السوداني تحوّل إلى "لعنة" على الشعب إذ أصبح وقودًا لإدامة الحرب بدلًا من إنعاش الاقتصاد الوطني    اتهام طبيب بتسجيل 4500 فيديو سري لزميلاته في الحمامات    طفلة تكشف شبكة ابتزاز جنسي يقودها متهم بعد إيهام الضحايا بفرص عمل    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    تطول المسافات لأهل الباطل عينا .. وتتلاشي لأهل ألحق يقينا    بوتين اقترح على ترامب لقاء زيلينسكي في موسكو    الموظف الأممي: قناعٌ على وجه الوطن    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    تقرير أممي: «داعش» يُدرب «مسلحين» في السودان لنشرهم بأفريقيا    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوجود والكينونة
نشر في الراكوبة يوم 02 - 08 - 2016

إننا ملقون في مادة الوجود إلقاء ، ليتكشف عنا وجودنا المجروح ، إن هذا الوباء ذا إحداثيات معقدة ، وروابط شائكة يحتاج إلى مرونة للمرور بين خنادق الوجود المتداخلة ، يحتاج تلونا ، يحتاج دماغا صحيا يقظا أو يحتاج العكس من ذلك ، يحتاج برودا ، خمولا ، لا اكتراث . إننا ملقون في الوجود الحارق الصلب الحاد كالأشواك المسمومة ، الثقيل ككومة قطن بللتها الأمطار ، إنه ثقيل في سجن الجسد وسجن الأرض والكون وسجن الروابط الحتمية والقسرية. إنه وجود متعفن كدماء قديمة ، إننا نحاول التملص منه عبر منمنمات معنوية، عبر موجات الموسيقى المتمايلة ، عبر الرسم والنحت ، عبر الشعر ، أي عبر الفن والحب ، نرغب في أن نقلب أجسادنا من الداخل إلى الخارج ، أي من احتشادات الروح في اللحم والعظم إلى فضاءات لا مرئية ، إن وجودنا زائف ، والخلاص من الزيف يأتي بالتضحيات ، بالتضحية بالجسد من أجل الروح ، لنعبر البرزخ الأثيري الجميل الرائع ، هناك حيث الوجود الحقيقي .. الوجود الحر والخفيف جدا .
أي كينونة ناقصة تلك التي يحققها الوجود الزائف؟ التي هي غير عارفة لذاتها ولا للآخر وكأن كل وجودها ملخص في الرأس دون سائر الجسد ، أن كل شيء يبدو موضوعا مفارقا حتى مكونات الوجود والجسد والإدراك الهلامي المحدود ، عاجز عن الخلق من العدم ، فهو وجود يتحرك تحت وطأة كثافة المادة ، يزيحها قليلا بحثا عن فراغ ، عن موطئ قدم ، عن محايثته لذاته من بين الذوات ، ولكن كل هذا الوجود يصيح بطبيعته الدائرية المغلقة ، يصيح في وجهه بخيبة الأمل والسقوط في هوة المادة ، إن الفراغ ممتلئ حتى الحافة بالقضايا والمقولات ، بالشيء الذي هو شيء في كل شيء ، ومن كل شيء ، أي وجود زائف وسطحي هو ؟ إنه كالتعلق بقوس قزح ، لا يفضي إلا إلى ما نصفه جهلا بالفناء ؛ فهل هو حقا فناء؟ إن المادة لا تفنى هذا هو القانون ؛ فهل يتمدد الوجود الزائف خارج البرزخ أيضا ، أم أن قوة مطلقة ستنتشلنا من هذا البؤس والشقاء؟
إن الشكوك تحوم حول كل شيء ، فكأننا خلقنا من الشك ، ﻷننا نجهل الوجود والكينونة ، ونسبح في سائل المادة الهائج ، لا نحيا بالمطلق ولا نفنى بالمطلق ، بل نحن في تشاد بين قوة هذا وقوة ذاك ليلقينا في المنتصف ، في منتصف الوجود . إننا نعود إلى الإلقاء من جديد ، كلما حاولنا التقدم إلى الأمام وجدنا الفكر يتقهقر إلى الإلقاء .
وعندما ألقينا هناك بلا ماض صار تحتنا الحاضر ، تلك النقطة الزمنية المتراجعة ، التي تحملنا في مسيرتها إلى الخلف فتصنع هي أيضا ماض زائف وحاضر فارغ ، فكل نقطة زمنية تتراجع مخلفة أنقاض وجود وكينونات عدة تتراص ملتحمة ببعضها لتجسد الألم في الوجود الزائف ، في الحاضر الغائب في زمن من بعدين فقط.
2أغسطس2016
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.