اذا سألنا انفسنا، لماذا الحوار والوثبات والاجتماعات والوساطات ثم أخيرا التوقيعات من اقطاب المعارضة على الانضمام للحوار؟ ما هي الأسباب؟ هل فشلت الإنقاذ في مشروعها الحضاري الإسلامي الذي استمر سبعة وعشرون سنه على رقاب العباد؟ المشروع الذي اقعد السودان في مرتبة الدول الإفشال في العالم. المشروع الذي اقعد الاقتصاد السوداني في مقعد أفقر دول العالم. المشروع الذي نهب سدنته ورئيسه وبطانته أموال الفقراء. إذا كان الجواب نعم فشل المشروع الاسلامي، فهل سمعتم من أي مسؤول في الدولة من رأسها الى قدميها يعترف بفشل المشروع الإسلامي؟ وإذا كان الجواب لا. لم يفشل المشروع الإسلامي، فلماذا سعى الإنقاذ لاستقطاب أحزاب المعارضة للحوار والوساطة الدولية بعد سبعة وعشرين عام من حكمها الراشد في نظرها؟ الحقيقة الجلية امام الاسلامين سدنة هذه الحكومة الفاشلة بدرجة شرف، انهم قد فشلوا فشلا مدويا. وسقطوا سقوط الصخرة من على بالتجربة الحية. لم يطرقوا بابا إسلاميا او عربيا او عالميا الا سدت امامهم الأبواب. أفسدوا ما لا يصلحه العطار. ولا يصلح العطار ما أفسده الدهر. او ما افسدته سبعة وعشرون عام ويضاف لها عهد السفاح الأول جعفر نميري. السؤال: هل سمعتم من قريب او بعيد ان اعترف رأس الدولة او سدنته وبطانته بأنهم فشلوا او حتى اخطأوا خطئا واحدا في مشروعهم الإسلامي العملاق؟ الإجابة لا ثم لا ... حتى بعد التوقيعات المنشودة، لايزال اعلام دولة الرعب الإسلامية السودانية يمجد مواقف الجلاد البشير ويبشر بإسلامه وعدله وشريعته ويفخر بان الإنقاذ قد أنقذ العباد في طريق رحلتهم الى الله. ولا يزال يردد، "هي لله" ويقول إذا كان هنالك فساد في جهاز الدولة، فهاتوا الدليل. فشل الإنقاذ، حقيقة واضحة وضوح الشمس امام الجميع وأي فرد بسيط من الشعب السوداني الجريح. المعارضة تعرف بحكم امتهانها العمل في السياسة هذا الفشل أكثر من غيرها. تعرف مراوغة الاسلاميين من اول ساعة من فجر الإنقاذ. فلماذا كل هذه الهيلمة والضجيج؟ فهل هذا لأوهام الناس بقدوم فجر جديد عندما تضع المعارضة يدها على يد الجلاد البشير؟ هنالك تشفير أعمق من ذلك، لا يحل طلاسمه الا الضالع في تاريخ الحركة الإسلامية التي اعترفت بالتمويه منذ ان وطأة اقدامها ارض السودان على لسان موثقها ومهندسها الراحل الترابي. لعل الصادق المهدي الذي أجهض كل نضال ومحاولة المعارضين بمهنية واحترافية ذكية منذ دخوله لعالم السياسة وهو شاب يافع. بدأ هو ومعلمه الترابي، أولا بطرد الرجل المخضرم القدير محمد احمد محجوب. واختلاق فتنة معهد المعلمين الشهيرة لطرد أعضاء اليسار المنتخبين من البرلمان. مبايعته وتعاونه مع السفاح نميري المستمر بعد ان بايعه الشيخ الترابي خليفة للمسلمين. نفس الصادق المهدي، يطل علينا من ادس ب " رسالة زهرة الربيع (أديس أبابا) خريطة الطريق في ميزان الوطنية " الرسالة التي لم ترد فيها كلمة واحدة عن محاسبة القتلة واللصوص والمرتشين. وتم توقيعه على ما أسماه "نداء السودان" ومعه المعارضة، انها المعرضة التي اكلت الطعم الذي دسه الصادق المهدي لها نيابة عن الإنقاذ. [email protected] م/عبدالله الأسد خبير سابق بهيئة اليونيدو التابعة للأمم المتحدة