اغلب ما دار حول الخارطة ما بين ناقم و مؤيد في صفوف المعارضة يمكن ان يستنتج منها شيئين فالاطراف المؤيدة جانبها القصور في التبشير بمنطقية تحفظاتها عليها فضلاً عن ان الخارطة لم تبزل في للجمهور و المهتمين منذ توقيع الحكومة عليها في مارس الماضي ما ساهم في تعزيز الشكوك حول طبخه سرية اعدها النظام و حلفائه الدوليين ولاكن بعد احتدام النقاش حولها و تعالي اصوات الرافضين واللذي يبدو من هجموهم علي الخارطة انهم قفزو للنتائج و اعتبار مجرد التوقيع علي الخارطة هي نهاية المطاف و تحول المعارض الي تروس في ماكينة النظام و جوهر القفز هذا هو ما يؤكد كيف تدير المعارضة خلافاتها ما مع الحكومة ؟ ولاكن ما هو ثابت ان التوقيع علي الخارطة لا زال مجرد خطوة تعقبها الاتفاق علي المسائل الاجرائية من ثم الدخول في حوار يناقش جوهر الازمة للوصول الي حلول تطوي الازمة ولاكن تظل المألات مفتوحة عما سينتج عنه ما بعد التوقيع ... كتلة قوى نداء السودان استطاعت ان تدير معركتها بنجاح علي جبهة المجتمع الدولي و استطاعت ان تقلب المعادلة من حيث انها الطرف اللذي يقع عليه الضغط الي امتلاك زمام المبادرة الي حين ما بعد التوقيع اما في الجبهة الداخلية و فيما يلي تفعيل التحالف و تصعيد المقاومة فلم يحدث اي تطورات جوهرية تفضي الي امتلاك زمام المبادرة علي الرغم ما تقوم به المنظمومات المنضوية تحت لواء التحالف من ندوات و مخاطبات و اما في الشق اللذي يعني بتوسيع كتلة تحالف نداء السودان فأنه يتجه نحو الفرز علي اساس قوى تعمل من اجل خيار الانتفاضة او الحوار و اخري تعمل من اجل الحوار او الانتفاضة ولاكن في نهاية الامر ليس الخلاف جوهريا بقدر ما انه اختلاف حول التكتيات المؤدية الي تفكيك النظام و ارساء دولة المواطنة ... اما الجانب الحكومي فقد ارتهن لاسبقيته في التوقيع علي الخارطة كنقطة تحسب عليه لدي الفاعليين الدوليين و ذهب اكثر من ذلك في في التسويق لمواقفه اقليميا و دوليا و استغلال كل الفرص بارسال الوفود و عقد الاتفقات لاجل لكسب ود المجتمع الدولي كما انه نشط في اعادة تقديم رئيسه بصورة اخرى كان اخرها فرية تكريم رئيسها عبر منتدي الكرامة للعب دور اكبر حول ما ستسفر عنه الايام القادمة اما في الجبهة الداخلية فقد عزز النظام من الية قمعه لاسكات الاصوات المعارضة بالاعتقالات و مصادرة الصحف و المحاكمات الصورية حتى يوحى بسيادة القانون علي جانب تحالفتها فقد عملت علي حشد و الحاق اكبر عدد من شركائها بحوار وثبته في قاعة الصداقة لاعطاء صورة زائفة عن تمساك حوارها و جديته ... ولاكن في النهاية ستظل هنالك مألات اساسية مرهونة بقدرة الحكومة و المعارضة علي حسم الجبهة الداخلية بجدية تحالفتها و علي طرح بدائل حقيقية تمس جوهر الازمة و هموم المواطن و علي حسم الصراع في جبهة المجتمع الدولي ... مما سينتج عنه اما استيعاب حوار الوثبة داخل حوار المعارضة و هو بالتاكيد سيكون حواراً جاداً و مثمراً و ذات ضمانات ... و اما استعياب كتلة نداء السودان داخل داخل حوار الوثبة و هذا ما تعمل الحكومة لاجله ... و اما ان يكون هنالك حوارين بالداخل و الخارج يحافظان علي وجود كتلتين حكومة و معارضة بتوازن القوى ... اما الخيار الاخير ان تفشل الخيارات السابقة و تكون الانتفاضة هو الواقع الفعلي. عبدالحفيظ عبدالله ابكر [email protected]