[7:32 AM, 8/15/2016]*سهير:*بسم الله الرحمن الرحيم عقب تناولنا لموضوع الآثار في أربع حلقات وحديثنا عن الآثار المنهوبة، وبناء غرفة للصليب فوق مسجد ، والفساد في بيع حديد خردة وعدم إدانة أحد حتى كتابة هذه السطور ، وسرقة شجرة (قدر الهجمة) وعدم إدانة شخص حتى كتابة هذه السطور، (يا اخوانا كيف يعني الشجرة بتتسرق......!؟!). المُهم بعد كل الكلام الكتبناهو ده اكتفى وزير السياحة بإجراء حوار بإحدى الصحف الزميلة هو حوار أقرب للإعلان التسجيلي منه الى حوار يُناقش قضايا وهُمُوم الآثار.. ما أيقظ الموضوع مرةً أخرى رسالة في بريدي من مُعلّم بالمعاش جاء فيها: ابنتي الكريمة/ سهير عبد الرحيم تحياتي واحترامي وبعد.. قرأت جريدتكم العامرة "التيار" الاثنين العَدد 1623 التاريخ 8/8/2016 التي تحمل بين طياتها عمودك الهادف أبداً خلف الأسوار.. الموضوع حَملة أثارنا وكيف تم ذلك الاعتداء السافر لمسجد دنقلا العجوز الذي يُعتبر مشهداً لحضارة أهلنا في الشمالية.. ألقيتي اللوم جُله على هيئة الآثار وأنا ألقي اللوم أولاً على أهل المنطقة وكان عليهم التصدي لهذا العمل كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" "أخرجه مسلم" - وهذا عين المنكر.. ثانياً أين حكومة الولاية من هذا الأمر..؟ عُموماً هذا التعدي السافر ليس هو الأول من نوعه ولن يكون الأخير والدليل على ذلك هذه القصة التي كان شاهد عيان عليها والدي/ صالح محمّد خير عليه الرحمة، حيث عمل شرطياً في الفترة من 1929 وحتى أحيل للمعاش عام 1960.. حكى لي الوالد عليه الرحمة وكان حينها برتبة أُمباش بشرطة دنقلا، استدعاه مفتش المركز وكان إنجليزياً أمره بأن يأخذ ستة من المساجين ويذهب بهم إلى دنقلا العجوز بمعية أحد الخواجات مُستقلين أداة نقل نهرية تُسمى (رفّاس).. تحرّك الركب جنوباً مُبحرين إلى أن وصلوا دنقلا العجوز.. طلب الخواجة من والدي استدعاء شيخ القرية وقد كان..... وقف الخواجة أمام المسجد شارحاً لشيخ القرية سبب المجئ وكانت معه خارطة على حسب كلام الوالد.. بدأ المساجين في عملية حفر في مُنتصف المسجد كما حدّدها لهم الخواجة، على عُمق متر من عملية الحفر ظهرت علامات بئر مرصوفة بالطوب الأحمر وبعدها ظهر قضيب من الحديد مُستعرضاً البئر تدلق منه ثلاثة جنازير أمرنا الخواجة بسحب الجنازير كلاً على حدة.. وكانت المُفاجأة بأن تمّ إخراج ثلاثة براميل مُحكمة السّداد قام المساجين بدحرجتها الى النيل ورفعها بصعوبة داخل ال (رفّاس).. شكر الخواجة شيخ القرية واستأجر عُمّالاً لدفن البئر قائلاً للشيخ مُداعباً الآن الجامع بقى حقكم..... ولكن يا سهير على حسب روايتك الجامع لسع ما بقى حقنا والله يكضب الشينة.. هذه القصة حصلت في أواخر الأربعينات وهي الفترة كما ذكرت التي كان الوالد عليه الرحمة يعمل بشرطة دنقلا.. سؤالي للوالد عن ماذا بداخل تلك البراميل ولم أجد إجابة منه.. أترك الأمر للقارئ الكريم التكهن على ماذا احتوت تلك البراميل.. الله ورسوله أعلم. مبارك صالح محمد خير الولاية الشمالية – كرمة - معلم بالمعاش. خارج السور: لم استغرب رسالة ذلك المعلم لأنّ أحد أقربائنا كان يستعمل كوب فخار ليشرب به الماء بعد أن وجده داخل سراديب في بلدة والدي بالشمالية بمنطقة أوسلي.. يعني الناس هناك عادي بتشرب وبتغرف وبتطبخ في الآثار.... *نقلا عن التيار