اختلف البعض معه ام اتفق يظل السيد مبارك الفاضل رقما يصعب تجاوزه في المعادله السياسيه في البلاد يتحرك بديناميكيه بين كل الاقطاب اختلف مع الانقاذ في اطار منظومته حزب الامه القومي فحاربها حرب شعواء وكون التجمع الوطني الديمقراطي وقدم رئيس الحركه الشعبيه الدكتور جون قرنق للجوار العربي وتلقت الانقاذ ضربات موجعه خلال تلك الفتره فحين رضخت واعترفت بالاحزاب كان حزب الامه من اوائل الاحزاب التي تحاورت مع الانقاذ ووقع معها اتفاق نداء الوطن الذي مهره السيد مبارك الفاضل في جيبوتي(نوفمبر 1999) ودخلت قيادات الحزب بموجبه البلاد لممارسة النشاط السياسي المدني من الداخل تأسيسا علي الاتفاق الذي عده رئيس الحزب ثمرة من ثمرات النضال الخارجي عبر عن ذلك قائلا بعيد التوقيع (اتينا لنصطاد ارنبا فاصطدنا فيلا ) ورغم اغفال الحزب للانقسام البادي في صفوف الاسلاميين حينها حيث كان التسابق محموما بين الشرعيه التاريخيه للحركه الاسلاميه و العسكر الا ان رهان مبارك الفاضل كان علي دور عسكري يفضي لابعاد الاسلاميين عن السلطه ليسهل امكانية توقيع سلام شامل وتحول ديمقراطي كامل فهذه رؤيته التي بني عليها موقفه من الانقاذ تقاربا افضي به للخروج من حزب الامه القومي مكونا حزب الاصلاح والتجديد يوليو 2002 الذي بموجبه شارك في النظام لمدة عامين نفض بعدها يده عن المشاركه بسبب رؤيته الخاصه بحرب دارفور التي نشبت ابان مشاركتهم في السلطه اتخذ بعدها مواقف متقاربه من حلفاء الامس الحركه الشعبيه والاحزاب الاخري بل احتفظ بمسافة واحد مع كل التنظيمات وتحرك بفاعليه وايمان راسخ بقناعاته الجديده التي اوصلته الي تفاهمات مع حزب الامه القومي عاد بموجبها للحزب ولكنه رافضا للاليه التي عرضت عليه استيعابه نائبا للرئيس وتسكين عضوية حزبه في الهياكل المختلفه ولكن البلدوزر رفض العرض باعتباره خرج عن مؤسسات فاقدة للشرعيه مفضلا عضويته في الحزب كفاعل اساسي وفي ذات الوقت يتحرك بين المكونات السياسية المختلفه بهذه الصفه فوقع مع الحركة الشعبيه وقوي الاجماع الوطني اتفاق الفجر الجديد المناهض للنظام مما دفع الاخير بزج الموقعين عليه في المعتقلات السياسيه والسجون لاشهر فحين رضخ النظام للسلام كانت للسيد مبارك الفاضل مجهودات داخليه وخارجيه لاتخطئها عين اذ وضع مطلع يناير 2014 مبادئ عامه وخطوط تلاقي بين مكونات المشهد السياسي شكلت نواة لخارطة الطريق بعد مجهودات تسويقيه لرؤيته مع اقطاب الوساطة والمبعوثين ليعود بعدها برؤية توفيقية تنبذ التطاحن والاحتراب وترسخ لتسوية سياسية بناءا علي معلومات قيمه بعد بلوغ المشهد السياسي مرحلة توازن العجز بين الحكومة والمعارضه وانعدام الخيارات لدي الطرفين بعد ان نفدت كلها علي عتبات الوطن السؤال الذي يطرح نفسه وهو تحدي كبير للسيد مبارك الفاضل هو هل هنالك ضمانات للوصول لتسوية عادلة تجد جميع الاطراف ذاتها فيها ؟ وهل الحكومه مستعدة لدفع تكلفة هذا التحول ؟ التاريخ السياسي للانقاذ يجيب بلا كبيره ولكن هنالك عوامل داخلية وخارجية منها الاقتصاد وضيق المجتمع الدولي بالحالة السوادنية التي لم تراوح مكانها منذ منتصف التسعينات هذان العاملان ربما شكلا روافع ضغط تدفع الطرف الحكومي للتنازل لصالح رؤية الفاضل او تختار العاده القديمه فتواجه الشعب السوداني فتسقط السقوط الكبير . اي كان الامر فان مبارك الفاضل استطاع ان يملأ الفراغ مبشرا برؤيةتوافقية جديدة ربما اذ كتب لها النجاح تفلح في انتشال البلاد من وهدتها الراهنه. [email protected]