*عندما وقف شول منوت على المنصة ،في برنامج نجوم الغد في العام 2009 ، وانطلقت من حنجرته الذهبيه اغنية (انا سوداني )، وقف الجميع اجلالا للوطن ولشول ،الذي اجاد اختيار الاغنية ،ألهب التصفيق اكف الحكام ،وسرد كل واحد منهم اعجابه المطلق باداء شول المتميز ، شول القادم من مدينة ابيي ،للخرطوم مشحونا ،بمشاعر صادقه ،جسدت في داخله التعايش السلمي المتوافر في مدينة ابيي،التى اصطفى ابنها هذه الاغنية ، وطاف بمشاهدي التلفاز في دنياوات من الفرح والبهجة والسرور ،فهتف الجميع بان اليافع قادم بقوة ....... بعد ذلك اختفى شول من الساحة الفنيه ، وبقي صوته متداولا بين الاسافير من حين لاخر ،انقطعت اخباره بينما لمع نجم زملاؤه بشدة ،وتلقفهم الشعراء . *ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا ،باخبار شول منوت ،وملازمته السرير الابيض في مستشفى سنار ، وحتى لحظة وصوله الخرطوم ،للعلاج في مستشفى ابوعنجه ،الذي فضحه مرض شول منوت ،وكشف عوراته . *مكب للنفايات داخل المستشفى يحكي البؤس وسوء الحال ،بعض العنابر يسكنها الظلام ،وكانه يستشف من احزان المرضى قتامة الليالي المنتظرة ،فحظهم العاثر قادهم للعلاج ،في مكان تنعدم فيه الاسرة ، ،ويفترش المريض الارض ....شول واحد من هؤلاء ...انطوى على جسده النحيل ،وجمع خبزه وماؤه امامه ارضا ، وتوسد يده النحيله ،فغابت نظرة الفرح القديم ،لتسكن عيناه الالم والحزن والبؤس . *يهش منوت الذبابه الاولى ،فتتكيء اخرى على يده ،او تبحث ثالثه عن مكان وسط عينيه ،بينما اخريات يواصلن الزحف على الخرقة التي يتدثر بها شول في غير سلام .... *صمت مريب من مدير مستشفى ابو عنجة ،تجاه سوءات المستشفى الواضحة،التي تقود بيئتها المترعة بالاهمال ، الى السكون الابدي ،فمنذ العام 2013 ،يغرق المستشفى في عجز تام عن القيام بدوره العلاجي ، مع وجود عنابر متهالكة ،توطن لاستفحال المرض ،علما بان وزارة الصحه ،اقرت في مارس من هذا العام ، بتفشي السل في البلاد ، فاعلنت عن تسجيل مايقارب 21 الف حاله اصابة بالمرض ،منها 123 حالة مقاومة للعلاج ..... *دفتر حال المستشفى ،مفتوح الان امام كل فرد ،استصحب في صباحه الباكر مرض الموهوب منوت ...خرجت زفرات الحسرة والاهات على الحال المزري للمستشفى ومرضاه . ربما مرض شول منوت يضع خطى المستشفى في طريق صحيح لاحقا ،فتهرع وزارة الصحه لعلاج المستشفى اولا،والتي لم يجتهد مديرها في سكب روح جديدة في جسده ،فتركه هامدا ....واكتفى بمكتبه الانيق .... همسة من نصف الليل ...دقت اجراس العودة ... تدثرت طفلتي بالزهو والفرح .... وتلفحت انا ....ثوب الوطن ..... غير اني لم استطع ..اخفاء هذا الجرح الغائر .... [email protected]