شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية هي المشغل الرئيس لخدمات الدفع الإلكتروني في السودان باعتبارها الذراع التقنية للبنك المركزي والتي تقوم بتشغيل كافة خدمات الدفع الإلكتروني لكافة المصارف السودانية مثل المقاصة الإلكترونية، خدمات سويفت، خدمات المحول القومي والذي يربط كل الصرافات الآلية ونقاط البيع بشكل مركزي. كان للشركة دور فاعل في توفير وسائل وقنوات الدفع الإلكتروني التي من شأنها توفير بنية تحتيه للدفع الإلكتروني تضمن نجاح مشاريع الحكومة الإلكترونية المختلفة.. تقدم الشركة كل وسائل الدفع المتمثله في البطاقات الائتمانية (بطاقات الصراف الآلي)، بطاقات الكاش كارد (المحفظة الإلكترونية).. أما أهم مزايا الدفع الإلكتروني فتتمثل في إتاحة سداد رسوم الخدمات إلكترونياً والدفع الآلي لإيرادات الدولة.. توفير التكاليف الإدارية وتخفيف العبء على منافذ (أماكن) تقديم الخدمات.. جذب الكتلة النقدية للقطاع المصرفي مما يؤدي إلى تطور الاقتصاد الوطني وتحسين طرق الدفع والتحصيل والتدرج بإلغاء التعامل بالنقد.. التدقيق الكامل وتسوية المعاملات إلكترونياً.. عمليات الدفع آمنة وتخضع لمعايير ومقاييس دولية.. الحصول على خدمات الدفع الإلكتروني من خلال قنوات دفع متعددة وبطريقة آمنة وسهلة وبتكلفة زهيدة.. تؤمن منظومة الدفع الإلكتروني خدمات دفع الفواتير للقطاعين العام والخاص.. تسهيل وتيسير دفع مستحقات الدولة على المواطنين والمقيمين والشركات.. تحسين إدارة التدفقات النقدية.. إنشاء قاعدة بيانات إحصائية لبيانات الإيرادات عبر تقارير مفصلة لكل محطة خدمة.. حسنا.. أعلاه التعريف الرسمي الذي تقدمه شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية عن نفسها.. أو بعض ذلك التعريف.. قراءة عجلى لهذه السيرة الذاتية تصيبك بالدهشة ولا شك.. وتثير التساؤل: هل لشركة واحدة أن تنجز كل هذا العمل..؟ وأي عمل..؟ خذ على سبيل المثال فقط أدوارا من شاكلة.. جذب الكتلة النقدية إلى داخل الجهاز المصرفي.. يا للهول.. وياله من دور.. لقد ظل خبراء الاقتصاد وأساطين المصارف يهرشون رؤوسهم كل صباح للوصول إلى وسيلة تدفع الكتلة النقدية الفالتة أو المتمردة إلى خزائن المصارف.. بل يمكن أن نتحدى أي مدير مصرف سوداني إن لم يكن يستيقظ كل صباح وهمه الأول.. بعد إزالة التعثر طبعا.. جذب مزيد من النقود إلى مصرفه.. والآن إذا جاءت مؤسسة لتعلن بكل ثقة أنها قادرة على جذب الكتلة النقدية الفالتة.. الفالتة هذه من عندي.. إلى داخل الجهاز المصرفي.. بكل ما يترتب على هذه الخطوة من إزالة لتشوهات الاقتصاد وضبط للسيولة.. ومحاصرة للتضخم.. فلا أقل من أن ترفع القبعات تحية لهذا الجهد.. الذي هو في الواقع.. محض هدف واحد من أهداف مشروع تقديم الخدمات المصرفية عبر الموبايل.. والذي أطلقته مؤخرا شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية.. بصفتها الذراع الإلكترونية لبنك السودان المركزي.. لا بصفتها تاجرا في سوق الله أكبر كما يحاول أن يصور البعض..! أما ما لم تقله هذه الشركة.. وربما لن تقوله أصلا.. ولكنه محصلة طبيعية لهذه الأهداف الاستراتيجية التي تعمل عليها.. فهو أن نجاح التجربة يضع كل النقد ولأول مرة تحت المجهر.. ويجعل كل حركة نقدية مرصودة ومعروفة.. وهذه هي ذات ما تعرف في عالم اليوم بالشفافية.. وهي مرغوبة.. بل ومطلوبة.. وبإلحاح..! إذن.. وبهذا المفهوم فلن نشتط كثيرا إن قلنا إن المصالح العليا للدولة أصبحت رهينةً الآن بنجاح هذه التجربة.. كيف ذلك..؟ نتابع غدا. اليوم التالي